*اغتراب الأحباب*
أفتّت خبز الكلمات
وأغمسه في ماء القلبْ
بين خفقتين تتأهبان للصلاة
على سجادة أمس ينتحبْ
طيوركَ جائعة
من ضيعة اليأس راجعة
تخاف أن تقتربْ
يا آلهة العشق
المندسّة بين وسائدِ غدي
أفيقي من غفوةِ الحلمِ النائم
واعتقي فراشاتكِ من قبضةِ يدي
فمفاتيح الصبحِ المتيّمِ
على مذبحِ الفرحِ معلقة
ورموش اللاحب تنصب في اليومِ
ألف مشنقة
أشرقي من مدن الشوقْ
فشمس الأمس أبحرت
في سفن شجن تحترقْ
وصارت ذكرى قُبِرَت
في وتين الغسقْ
يتيمٌ حبنا كخريف رضيع
يهجع على صدر الربيع
فاتحا فمه للمطرْ
سقيمٌ حبنا كأغلال ليل
على معصم الحلم تنكسرْ
والعمر بيت من قش الأمل
يسكنه الصمتُ والضجرْ
جفوننا قُبَل سهاد
على وجنة الجوى تنتثرْ
تستقبل قِبلة مبللة بالملل
وترجم النوم بحَجَر السّهرْ
غريب حبنا كصباح
ملثّم بغيم الفجرْ
لا وطن له على دوحِ القدر
ننوح على سفحِ البوحِ رغم البعاد
فيزهر الحرفُ وينتحرْ
وطير القوافي كسير الجناح
يسير على كتفِ السطر بكل حذرْ
جبال آمالنا جثمان الزمان
وفي هوة هوانا قبر ينتظرْ
غدا نقطف الخوف
لنملأ سلال الأمل
ونشعل قنديل الصيف
بفتيلِ فصلِ الغزل
ونحتفل بولادة يوم
من رحم ليل قد خسف
فتخضرّ في دفتر العمر الجمل
ونصير حرفين متعانقين
إلى أبجدية الجوى نُزَف
د. علياء غربال (تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .