بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 31 مارس 2024

العراف بقلم الراقي محمد عبد الكريم الصوفي

 ( العَرَّاف )


ذَهَبَت لِكوخِهِ ... تَشكو لَهُ هَمٌَها 


بأنٌَها عَشِقَت فارِساً لكِنَّهُ خانَها


شَرَحَت مُفَصٌَلاً لِلكاهِنِ أمرَها


كَم أخلَصَت في حُبِّها … لكِنَّهُ بالغَدرِ قابَلَها 


قالَت لَهُ ... يا سَيِّدي العَرَّاف … كَيفَ أستَعيدُهُ حُلمِيَ?


وقَد سَقى من حُبَّهُ مُهجَتي فَأزهَرَ النَرجِس ُوالأقحُوانُ في ثَغرِيَ


وعِندَما أورَفَت لِلباسِقات ... ظِلالَها أوغَلَ في طَعنِ أُمنِياتِيَ


ياسَيِّدي العَرَّاف … كَيفَ أستَعيدهُ … يا لَها مَذَلٌَتي ... ؟


وَضَعَت رَأسَها بَينَ اليَدَين ... وإستَعبَرَت 


والدُموع ... في رِمشِها لَمَعَت


نَظَرَ الكاهِنُ ( العَرٌَاف ) في سَحابَةٍ مِنَ البَخور 


وَقالَ في بَعضِ الفُتور … بِصَوتِهِ ذاكَ الوَقور


إسمَعي يا إبنَتي ... ماذا تَقولُ حِكمَتي 


 فالتاسُ أرواحها مَعادِنُُ ... أحجار


 لا تَنسَجِم ... أو تَلتَئِم إن هِيَ تَنافَرَت َ ...


هَل تَلتَقي المِياهُ ... ولَهيبُِ النار ؟


أو يَلتَقي الهُدوء والإعصار ?


والعَمارُ ... مَعَ الدَمار ?


لا تَرتَقي روحَكِ ... بِصُحبَةِ فارِسٍ يَعبُدُ الدينار


و لا مَعَ غادَةِِ تَهيمُ روحَها فَوقَ الجِنان 


وَتَنظُمُ في حُبٌِها الأشعار 


هَل تَلتَقي بِفارِسٍ … إحساسهُ باردُُ مُنهار ?


هَل تَستَوي العَتمَةُ ... ونورُ النَهار ?


يا إبنَتي هذِهِ حِكمَتي 


لا تَسبَحي في عَكسِهِ التَيٌَار 


فَغَداً يُشرِقُ في قَلبِكِ ضَوءُ النَهار ... تُشرِقُ الأنوار


وَفِّري بُنَيٌَتي دَمعَكِ المِدرار 


وإعشَقي فارِساً يُناسِبُ في طَبعِهِ طَبعَكِ 


تَرتَضيهِ ... في كُلٌِ أطوارِهِ


والفارِسُ الغَدَّارُ يا لَيتَكِ تُبعِديه


وتُسدِلي من خَلفِهِ ذاكَ السِتار 


فلا خَيارَ لَكِ بُنَيٌَتي ... لا خَيار


تَنَهَّدَت … لِدَمعِها مَسَحَت 


قالَت ... أرَحتَني يا سَيٌِدي ولِلهُدى أرشَدتَني 


عَلٌَمتَني أن ألجَأ لِلإختِيار 


وأنتَقي ذاكَ الذي يُنشِدُ لِروحِيَ الأشعار


بقلمي


المحامي عبد الكريم الصوفي


اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الشرانق بقلم الراقية زهرة بن عزوز

 الشّرانق  طوبى لك أيّتها الشّاعرة قال حطمت تماثيل فرويد وعشتار تقودين المعاني تأسرينها داخل الأشعار تضمحلّ خرساء ثابتة تجلس على ركام الحروف...