بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 مارس 2024

حكاية رضيع بقلم الراقي أسامة مصاروة

 حكايةُ رَضيعٍ

رضيعٌ فاقدٌ أمّي...وحتى فاقد قوْمي

فكلُّ الأهلِ قدْ ماتوا...أَبي أُمّي أَخي عَمّي

وَماتَ العُرْبُ أحياءً...وَمِنْ عُمْيٍّ إلى صُمِّ

فغابوا عنْ قضايانا...وَعنْ شأْني وَعنْ همّي

فظُلْمي ليسَ بالْجُرْمِ...وَقَتْلي ليسَ بالإِثمِ

فَصِرْتُ اليَوْمَ في الدُنْيا...مِنَ النُّكرانِ في يُتْمِ

عبيدٌ هُم لِأَغْرابٍ...وأهْلُ الذُلِّ في الْحُكْمِ

لِأعْداءٍ لَهُمْ دعْمٌ...وَممنوعٌ لهُمْ دعْمي

مِنَ الحُكّامِ لمْ نَنْهلْ...سِوى الإذلاِلِ والظّْلْمِ

فَهُمْ للْغَرْبِ خُدامٌ...بِلا شَكلٍ وَلا اسْمِ

فقوْمُ الْعُرْبِ قدْ صاروا...كما الأشباحِ والْوَهْمِ

تُرى امْتازوا عَنِ الناسِ...فقطْ بالْجَهلِ والْكَمِّ

يتيمٌ صِرتُ يا ربّي...وما للْعُرْبِ مِنْ عِلْمِ

أنا لا أعرِفُ الشَّتْما...وَمجبورٌ على الشَّتْمِ

حليبي كانَ مِنْ أمّي...وَيُتْمي منْ لَظى الْخَصْمِ

وَمِنْ عُرْبٍ بلا قلْبِ...حليبي صارَ كالسُّمِّ

أنا أشكو مِنَ الْقَهْرِ...وَمِنْ ذُلٍّ وَمِنْ كَظْمِ

نحيفٌ ليْسَ مِنْ جوعٍ...وإنْ أخْرِجْتُ مِنْ ردْمِ

صَغيرٌ إنَّما عِزّي...كما الأهرامِ في الْحَجْمِ

لذا قلبي بلا زجْرٍ...لأعرابٍ ولا لوْمِ

فَما للوْمِ مِنْ نفْعٍ...لدى قوْمٍ بلا عَزْمِ

بلا عَزٍّ ولا فخرِ...ولا جِدٍ ولا حَسْمِ

فأُمّي حينما ماتتْ...تُرى ماتتْ مِنَ الْغَمِّ

وقبلَ الْموتِ لمْ يُجْرَحْ...لَها خَدٌّ مِنْ اللَّطْمِ

أبي أُمّي متى ماتا...بدا لي المَوْتُ كالنَّومِ

وقوْمي قومُ قُطعانٍ...مِنَ الْخْرْفانِ في كَتْمٍ

فلا الإفصاحُ مسموحٌ...إذِ الإفصاحُ كالْجُرْمِ

هُنا التطبيعُ معْ نذْلٍ...بلا شَعْبٍ ولا سِلْمِ

مصيرُ النَّذْلِ والْوَغْدِ...كما التَطْب

يعِ للْوَصْمِ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الشك بقلم الراقي اسامة عبد العال

 (الشك) ورقةٌ منزوعة الكلام محرومة من الألوان وسطور قتلها الإرتباك برغم الحاح السؤال٠٠ -------------- مسمارٌ محني الهمة يعاني المُر  في حائط...