بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 23 مارس 2024

فصول الوحم بقلم الراقي الشاذلي دمق

 🎀 فصول الوحم 🎀


 ...في البداية ، أعْتمَتْ مطلقا واستنكفتْ و أَبَتْ ، ثمّ تلطّفتْ حين أدركتْ أنّ الزّمن هو زمن الوَحْم والولادةُ مستحيلة ... ، فسمحت لي بالنّشر ، لكنّها لم تُبِحْ كلّ شيء ... وانْتَقَتْ فصولها ، و أنا أتفهّم ذلك و مُمْتنٌّ لجُرأتها على كلّ حال.               

                            ( ش د )


الفصل (1/ 10) من ♦️فُصُولُ الوَحْم♦️

 

هيلان ... 


ألْفِيَاتُكِ المُزْمِنَة مَرّتْ ،

و أنا.. وحدي هنا ،

أحْتفي بذكرى اللّيلة الأولى..


هيلان .. 

ما أكثرها ليلاتك ! 

 وكم هي غَوْرٌ فِيَّ حياتك !


 هيلان .. 

ما أطول حكاياتك!

و ما أغْمرَها تجلّياتك ! 

و كَمْ نَأَتْ عنّي صباحاتك !


هيلان

 انهضي

 أُذكّرُكِ قبل غروبي

 فالنّسيان موتُنا القبيح

 و هذا الوقت رَحَى

 يطحنُ ذكرياتي و ذكرياتك


الفصل (2 / 10) من ♦️فُصُولُ الوَحْم♦️


هيلان ..


حين جئتِ

كنتِ أبهى فجر في أقيانوس الزّمن ،

 وكان ما كان

 حين بِنْتِ


 هيلان ..

 قدَر نُفخ صُورُهْ

 فكنتُ و كنتِ


قدر هبّت أعاصيرُهْ

 فلا أنا عُدتُ .. 

و لا مُجدَّدا عُدْتِ

 

 هيلان

 أيقونتي.. و ستبقيْن ..

و دَهْشتي أنتِ


 الفصل (3 / 10) من ♦️فُصُولُ الوَحْم♦️


هيلان..


أنا

لازلتُ ،

- و من وَجَلِ العَذَل -

أُرَتِّلُ إسمك ما بيني و بين نفسي ..


مازلتُ في الخَلَوات ،

- و مِن رَجِيفِ الشَّجَنِ -  

ألْثَغُ رسائل الحنين و الشّوق ..


 هيلان

 إذا كان بَوْحِي 

- رغم ثرثرة السّنين - 

  لا زال يَحْبو

على دَرَج البيان والنّطق .. 


و إن كان شِعري فيكِ فَسِيلاً في صُحُف المَخاض و الطّلْق 


  فإنّي و الله أحترفُكِ ،

 و أحترف عِشقك لي ... 


وأحترفُ لون عينيكِ و عِطر خدّيكِ..

أحترف بُكاءك وفرحك و حُمَّى يديكِ


 هيلان

إن كنتِ تَنسين

 فأنا حَفَّارُ ماضيكِ 


 هيلان ..

كم تُؤرِّقُني مَواضِيك ! 

و تضيع عنّي أَراضِيكِ ! ..

فأين كانت مَرامِيكِ ؟؟؟ 


كَمْ تُميتني الحُجُبُ وَأْدًا ! ..

و كم تضْرَح ليَ التّصاويرُ لَحْدًا !

و كم أَنْبَتَ إطلالُكِ في النّفس القاحلة وَعْدًا ! 

 

 هيلان ..

لَكَم رصدتُ بَرِيدَك الزّاجل،

 وَ أحببتُ وَحْيَكِ العاجل !

فماذا حدث؟ 

و من نَتَر الحبْل ؟

و من عَقَر الخيْل؟

وما الّذي أوقف السّيل؟ 


هيلان

إن كنتِ تَنسَيْن

فأنا ذَكَّار

و أَفْديكِ


الفصل (4 / 10) من ♦️فُصُولُ الوَحْم♦️


هيلان ..


هل تذكرين حين بدأنا نصل ؟

 كيف أحْيَيْنا في الكون كلّ العزائم.. 

 وأقمنا فيه كلّ الولائم.. 

وحين تراجعتِ ... ... ... 

تركْتِنِي عل خطّ النّار وحدي

 فنبتَتْ حولي ألغامٌ !

 و صدأٌ ! و مآتمْ !


هيلان ..

ما أدراكِ بالمنائح ؟!

ما ادراك بالخراب وأسرار الملاحم ؟!


هيلان ...

 ما أضيق الكلام هنا ! ..

 وكم يصعب الشّرح !

 و كم تَضِيعين في هذه الطلاسم !


 الفصل (5 / 10) من ♦️فُصولُ الوَحْم♦️


هيلان ...


حين أركب قطار اللّيل،

 أحمل حقائب الماضي

 مُتجشّما أعبائيَ القديمة

 وأرتدي كلّ الفصول

 وأمتطي كل العصور ،

 وأضع كل العطور 

انتظرك.... و أنتظرك ... 

فلا تأتين


 و عند نسيج النّور

 أروّض لك الفراشات و الطّيور...

 و أجمع لك قطر النّدى فوق الزّهور..

وأنتظر ... وأنتظر ... 

 فلا تأتين 


 هيلان ..


جرّبت كل القاطرات ..

 كل المحطّات..

فلا تأتين

 بل تُمْعِنين في الرّحيل


 هيلان .. 

 و حين ترحلين

 يتغمّدني الأسى،

 و يَفيضُ الحزن على نفسي


 هيلان..

و حين تسافرين

 تعيدين للتّاريخ سقوط غرناطة

 وفواجع بغداد و ضياع القدس


 الفصل (6 / 10) من ♦️فُصُولِ الوَحْم♦️


 هيلان ...


 أنا كما أنا..

 منذ سنين.. منذ أعوام... 

 منذ أقدم العصور..

حين يقبض النّهار بياضه ،

  و يُسدل اللّيل حِداده ،

 تخرج الجرأة من تحت الوسادة

 فأقول ألف مرة..

 مليون مرة..

 أنت ديانة ! عبادة !

وحبّك هو الولادة .

لكن ، نحن معشر الرّجال

 دوما على وجه الحقيقة 

 إمرأة ما تُزوّر لنا الشهادة


الفصل (7 / 10) من ♦️فُصُولُ الوَحْم♦️


 هيلان..

أنا البناء رَمِيم..

و قد أنهكني التّرميم


 هيلان ..

السّنون تأكل السّنين

 و الأعوام تلتهم الأعوام

 و مُتعَبٌ أنا 

و تعبي قديم ،

 و سُفُني مكسورة

 و المرافئ تائهة في كلّ سَديم .

  

هيلان ... 

 هل لِحُروقي مِطفأة في أصقاعك الثلجيّة ؟

هل للطّيور التي أجفلناها ظِلال تحت جُدرانكِ العاجيّة؟ 


 هيلان ..  

 هل لي أن أنام في عينيك فأغفو غَفوةَ المُنْتَهي  

 و هل لي أن أسافر في جدائل شعرِك المَخْمَلِيّ

   

 

آه يا هيلان .. 


 ليتني أنْسِفُها قُيوديَ الأبديّة ! ،

 و على يديك ،

 أحطّم الأضرحة الصَّولجانيّة ! 

و أمزّق كلّ المراسيم السّلطانيّة ! 

 فأَعْتِقَ أسْراكِ ،

و أُسَرِّحَ مساجيني على بِلّوْر ذاك الأديم


هيلان

تَجَلَّيْ.. و عودي

 لعلّنا نتحرّر فنُشْفَى ..

لعلّنا نَحيا ، إذا عدنا

 و لا نَدْمَى ... 


 هيلان

عودي..

لنَهدم فينا الأوثان القوليّة ! 

 فنحرّر كلّ العبيد ! 

 ونمتشق سيف الحريّة

ليلتئمَ الوريدُ بالوريد .. 


 عودي .. 

 نَنْتصر للعذابات الرّوحيّة

 و نُبْعَث من جديد ، 

 مرّة أخرى

 كأهل الكهف

و أصحاب الرّقيم .


 الفصل (8/ 10) من ♦️فُصُولُ الوَحْم♦️


هيلان ..

ماذا يبقى من المساحة الآن ؟

 وزمن التّسويف ولّى

و - إِنَّا لِلَّهِ وَ إِِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ -


 هيلان.. 

تداعيتُ من الطَّرْق،

ولم يأت هذا الفَلَق

 - لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدّرِكَ الْقَمَرَ وَ لَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ -


 فَعُودِي..


 عودي للوعد المُعتّق والحُلم التّليدِ

 عودي..

فالعصافير التي ربّيتُها،

مازالت في المضيقْ ،

 بلا وطن ، بلا رفيقْ


 عودي..

والحمائم الّتي تعرفين ،

 صائمة تنتظر هلال العيدِ


هيلان..

 عودي

 فالعمر يركض،

والوقت مجنونٌ يتثاءب

على وَرِيدِي


أيا هيلاني..


جَثَوتُ على بابكِ دَهْرا..

 كفّنْت رُوحي خلف رُوحي..

فلا تَضِنّي بدَفْقة العمر السّعيدِ

بربّك عودي

 قبل أن أرسو فوق ميناء التّجاليدِ


 الفصل (9 / 10) من ♦️فُصُولُ الوَحْم♦️


 هيلان..


إذا أنت لم تعودي ،

تَسلَّلِي منّي جرأةً

لا تخون نبضها أبدا

وانثالي عليّ صُوَرًا للقداسة

 أجتاز بها هذه الغَمْرة..

 لعلّي من تقاطيع الزّمن الفاني

 أستمرئ خُلودَ الآخرة

 

 هيلان

 احْصِي معي بَواقِيَ أنجمي

وأمْطري الآن

آخر ما لديك من دموع

 ثُمّ ،

كوني حرّة

 و انْشِدي شَجْوَكِ مثل قُبّرة


هيلان


و إذا أنا هتكتُ السِّرَّ ،

 فأرجو المعذرة ، 

  فجذوري طَيْء .. 

 و قبيلتي بنو عُذْرة ،

 قومٌ إذا عَشِقوا ماتوا

 أَوْ

 أوْقَدوا فَحْمة ليلهم مِجْمرة


هيلان..

مرّة أخرى أطلب منك المعذرة


 الفصل (10/10) من ♦️فُصُولُ الوَحْم♦️


 هيلان..


يا ليلة القدر السّنيّة

 يانجمة العمر البهيّة

يا وَقْدة النّور الجليّة

يا دَفْقة العِطر الزّكيّة

 يا دُرّة الدّهر الأبيّة 


 هيلان

 يا رحلةً خارج الأكوان المرئيّة

 يا إسراءً فوق العروش العَليّة

يا زنبقةً وسط الخِلجان الرّوحيّة

 يا سفرًا داخل الشُّطآن والبحور الشّعريّة


 هيلان 

يا أحلاميَ السّرمديّة و آماليَ البرزخيّة


هيلان

 يا أيّتها المجد الضائع.. 

 يا مَهْوى الرُّوح.. 

 يا أثيرة.. 

يا أُغرودة..


 سلام عليكِ


 سلام على مرابض الآماس

 كيف جمعتنا


 سلام على الخُطى و المطايا

 التي أقلّتنا


سلام على الدّروب التي مشيناها ، 

  والآفاق التي رسمناها ،

 والحروف التي كتبناها

سلام على الوعود ،

 و العهود الّتي قطعناها 


هيلان..

سلام على صحوة القلبْ

  سلام على التاريخ و خارطة الحبْ


 هَيْلاَنْ


 يا كُلَّهُنَّ ، و يا جَمِيعَهُنَّ ..

 بل

  و يا أنقاهنّ وأجملهنّ... 

و يا أرقّهنّ وأنبلهنّ... 

و يا خُلاصتهنّ... 


هيلاني..


يا حبيبتي 


هذا تاريخك

قد يُشعلها اليوم في أشياعِك " طروادة " ! 

و لكن ،

غدا و بعد رحيلي

سيصبح التاريخ ذا ،

في المدى " إلياذة " 


 فاسمحي لي بعد هذا الوَحْم ،

 أن أهَب الآن وَجْهَكِ للشّمس

  فتَخرُجين من فَرائصي ،

حُوريّة .. 

و آلهة للوفاء .. 

 والحبّ و العبادة . 


هيلان

آهٍ يا حبيبتي

 

ما أصعب وَحْمَ السّنين في الأشهر الأخيرة ! 

 وما أعسر الولادة في زمن الوحم بلا ولادة! .. 

ما أعسر الولادة في زمن الوحم بلا ولادة

وما أضيع الوقت !

و ما أهون العمر ! 

 و ما أقساه !

و ما أشقاه وَحْمًا بِلا ولادة ! - / -


         ☘️☘️☘️☘️☘️ 

 هذا عشر معشار الفصول و ما أذنت بنشره هيلاني

بعد عودتها !  


                                الأستاذ  

(الشاذلي دمّق)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

انا للأرض بقلم الراقي مروان كوجر

 " أنا للأرض " كلما هممت ببوح حزني أخجلني قول ربي                                      وبشر الصابرين خجول النفس من صبر جفاها     ...