الاسْتِبْدادُ سَيَقَع
شَهْوَةُ مَصَّاصِي الدِّماء لَنْ تَشْبَع
زَمانٌ فيه عُقُولٌ مَرِيضَةٌ لَنْ تَقْنَع
أَقَلُّ ما تَعْتَقِدُ ثَمَرَة رَغَباتِها تَنْفَع
فَعَنْ حالِ شُذُوذٍ مُزْمِنٍ لَنْ تَقْلَع
حاكِمٌ مُسْتَبِدٌّ بالحَقّ يَوْما لَمْ يَصْدَع
آلافَ الرُّؤوسِ ظُلْما بالسَّيْفِ يَقْرَع
تَمادٍ في الغَيِّ مَعَهُ النُّصْحُ لَمْ يَنْفَع
فَكَمْ قِيلَ لَهُ إنَّ مَصيرَ الظُّلْمِ يَلْفَع
فما دامَتْ الأُمَّةُ في جُبٍّ الضَّيَاع
يَرْقُصُ الخَوَنَةُ على عَزْفِ الأوْجَاع
يَسْكُرونَ بالدَّم بِ "حَقِّ" الدِّفَاع
المُنَافِقون المُرْتَزِقَةُ خَلَعُوا القِنَاع
يَقُودُهُم صاحِبُ السِّيادَةِ المَنّاع
يُسْألُ الدَّهْرُ عَنْ بَلْوَى الصُّدَاع
إلى مَتى سَيَسْتَمِرُّ الدُّجى الدَّمَّاع
مَتَى تُقْلَعُ نُيوبُ الوَحْشِ الخَدَّاع
كَيْفَ يُقْبَلُ في جَوٍّ مِنَ الخُشُوع؟
كَيْفَ تُكْمَدُ أحْزانٌ بَينَ الضُّلُوع؟
كَيْفَ يُصَفَّقُ لِلطُّغْيان و الخُنُوع؟
كَيْفَ يُبَرِّرُونَ "مزايا" الخُضوع؟
إلى مَتى سَيَبْقى هذا المُسْتَبِدُّ قابِع
على قُلوب شعْبٍ مِسْكينٍ ضائِع
يَتَألَّهُ يَقولُ أنا لِكُلِّ الأقْدارِ صانِع
في ظُلْمَة بَيْداءِكُم أنا قَمَرٌ سَاطِع
سَوْفَ يَأتِي يَومٌ العَدْلُ كَالرَّعْدِ يُلَعْلِع
و ما كانَ الحَقُّ يَوْما هَدِيَّةً بَل يُنْتَزَع
فَعِنْدَ وُجودِ المُطالِبِ الحَقُّ لا يُضَيَّع
إنْ هَبَّ اِعْصارُ المَظْلومِ الظُّلْمُ يُخْلَع
نَطَقَ التارِيخُ مَهْما طالَ الجَوْرُ سَيَقَع
هو جَبانٌ يُحِبُّ الحَياةَ لِيَدُومَ كانَ يقْمَع
عَبْدٌ يَخْشى المَوْتَ إلى طَيْشهِ يَسْرَع
الحاشِيَةٌ باعَتْهُ و كانَ صَبْعٌ مِنْهُ يَفْزَع
يُرَدِّدُ أعْذارا واهِيَةً نَدَمٌ له لَنْ يَشْفَع
إنَّ المَرْءَ في الدُّنْيا يَحْصُدُ ما يَزْرَع
غُرُورُ النَّفْسِ سَيْفٌ حادٌّ يَدَكَ يَقْطَع
الضَّغْطُ يُوَلِّدُ الانْفِجارَ الظّالِمَ يَرْدَع
طنجة 09/09/2021
د. محمد الإدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .