..........................( الفِرُارُ الكَبِيرُ )
كَسَرُوا القُيُودَ وَحَطَّمُوا الأَغْلاَلاَ
وَتَجَاوَزُوا الأَسْوَارَ ........ وَالأَرذَالاَ
وتَصَدَّعَ الحِصْنُ المَنِيعُ فُجَاءَةً
وَتَذَوَّقَتْ أَركَانُهُ ............. الأَهْوَالاَ
حَدَثٌ أَقَضَّ مَضَاجِعًا حَشَدَتْ لَهُ
مِنْ جُبْنِهَا ......... أَجْنَادُهُمْ أَرتَالاَ
قَدْ طَاشَ عَقْلٌ لِلْيَهُودِ بِقُدسِنَا
مُذْ لاَحَ نَصْرٌ عِنْدَنَا .... وَتَوَالَى
ظَنُّوا لِفَرْطِ جَهَالَةٍ .... فِي بَأْسِنَا
سُبُلَ الفِرَارِ مِنَ السُّجُونِ مُحَالاَ
وَتَسَمَّرُوا خَلْفَ الجِدَارِ يَؤُزُّهُمْ
حِقْدٌ عَلَى خَيْرِ الوَرَى أَفْعَالاَ
حَرَسُوا المَكَانَ بِكُلِّ حِرْصٍ شَابَهُ
خَوْفُ الجَبَانِ عَلَى الحَيَاةِ زَوَالاَ
كَمْ أَذْهَلَ الجَيْشَ المُهَيْمِنَ بِالحِمَى
أَنَّ الإِرَادَةَ ..... قَدْ تُزِيحُ جِبَالاَ
وَبِأَنَّ عَزمًا بِاليَمِينِ ...... لِجُنْدِنَا
شَقَّ الصُّخُورَ ..... وَتَوَّجَ الأَبْطَالاَ
هِيَ صَفْعَةٌ فِي وَجْهِ غِرٍّ يَدَّعِي
بُعْدَ الهَزِيمَةِ عَنْهُمُ ........ أَمْيَالاَ
وَكَأَنَّ نَصْرًا ...... لِلْيَهُودِ بِأَرضِنَا
قَدَرٌ إِذَا حَمِيَ الوَطِيسُ تَعَالَى
جَلْبُوعُ يَشْهَدُ وَهْوَ يَرمُقُ حَانِقًا
فِعْلَ السَّجِينِ ... وَقَدْ أَصَابَ مَنَالاَ
وَأَتَمَّ حَفْرًا لِلطَّرِيقِ .... بِصَبْرِهِ
لاَ يَأْسَ قَارَبَهُ ...... وَلاَ اسْتِعْجَالاَ
نَفَقٌ بِبَطْنِ الأَرْضِ .... حَرَّرَ ثُلَّةً
مِنْ أُسْدِ أَقْصَانَا ..... وَبَاتَ مِثَالاَ
لَكِنَّ نَسْلاً لِلْخِيَانَةِ ...... حَوْلَنَا
ِلأَبِي رُغَالٍ ....... يَنْحَنِي إِجْلاَلاَ
قَدْ بَاعَ أَغْلَى مَا يَحُوزُ بِدَرْهِمٍ
وَوَشَى بِمَنْ كَانُوا لَنَا ..... آمَالاَ
لَوْ كَانَ حُرًّا مِنْ سُلاَلَةِ طَاهِرٍ
مَا أَمْسَكَ الأَوْغَادَ ..... ذَا الرِّئْبَالاَ
لِيُعَذَّبَ الَّليْثُ الهَصُورُ .. مُكَبَّلاً
وَتَنَالَ نَفْسُ الأَكْرَمِينَ ...... وَبَالاَ
قُلْ لِلَّذِي رَضِيَ الهَوَانَ لِنَفْسِهِ
وَاخْتَارَ دُنْيَا ....... أَوْرَثَتْ أمْوَالاَ
أَمْوَالُ سُحْتٍ بِالحَرَامِ تَخَضَّبَتْ
ثَمَنُ الوِشَايَةِ ....... قَصَّرَ الآجَالاَ
لن يَغْفِرَ الشَّعبُ الجَرِيحُ لِخَائِنٍ
وَغَدًا سَيَشْبَعُ ....... ذِلَّةً وَنِعَالا
وَيُقَبِّحُ التَّارِيخُ .. سِيرَةَ مُجْرِمٍ
مَاتَتْ مُرُوءَتُهُ ..... فَزَادَ سَفَالاَ
رَبَّاهُ ثَبِّتْ بِاليَقِينِ قُلُوبَ مَنْ
وَقَعُوا بِأَيْدِي الغَاصِبِينَ كَلاَلاَ
وَانْصُرْ عِبَادًا مُخْلِصِينَ لِدِينِهِمْ
حَمَلُوا الْجِهَادَ عَقِيدَةً وَنِضَالاَ
.. رشاد عبيد
سورية - دير الزور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .