مقامة الولهان******** الحسن عباس مسعود
ســأل الـفـؤادُ الـبـيدَ هــل تـهواني؟
وهــــل الــتــأرّق زارهــــا وأتــانـي؟
يــا ويــح كــل الـعـاشقين جـنـونهم
عــبــثٌ وشـــوقٌ مـفـعـمُ الـحـرمـان
مـــلأوا الــمـدى بـتـوجـعٍ وشـكـايـةٍ
والــشـوق فـــت صـلابـة الـوجـدان
وأنــا الــذي أخـفـيتُ عـنـهم عـشقنا
فـتـهـامـسـوا بـفـضـولـهم أقــرانــي
يـــا صـاحـبي هــوّن عـلـيك فـإنـني
أبــلــيـت كــــل الأرض كـالـحـيـران
أنـــا كـالـكـواكب أقـتـفـي دورانــهـا
عــبـثـا تــعـانـد ارضــهــا دورانــــي
جــلـب الــغـرام لـكـل نـفـس بـهـجة
وغــرامـهـا هــاجــت بـــه أحــزانـي
ســافــرت آلاف الـقـصـائـد بــاحـثـا
عـــن مـهـرها فــي سـالـف الأزمــان
وجـلـبـت أســـرار الـبـلاغة والـهـوى
ومـــــن الــقـوافـي غــضــة الأوزان
والأقــدمـون تـراقـصـوا لـقـصيدتي
والأحـــدثـــون تــمـايـلـوا لــبـيـانـي
وحـفرت فـوق الصخر ما شعرت به
رغـــم الـجـفـاء قـريـحـتي بـبـنـاني
وغـنمت كـل الـنوق كـي تـرضى بها
وأســــرت كــــل مــمـالـك الـنـعـمان
وأنــــا الــــذي لـــم أدّخِـــر قـيـثـارة
وعـزفت مـن شـغف الـهوى ألـحاني
حـتـى شــدوت حـكـايتي وغـرامـها
ســمــيـتـهـا بــمــقــامـة الـــولــهــان
لــكـنـهـا كـــــم تــنــزوي بـعـروشـهـا
وأنــــا الــــذي ألـبـسـتـها تـيـجـانـي
وحكيت عند الروض بعض صبابتي
فتنهــــدت مفتــــونــــة الأغصــــان
ووددت لــــو أنــــي أنــسِّــق بــاقـة
مــفــتـونـة بــالــعـطـر والــريــحـان
فـقبست مـن ألـق الـورود بـصبوتي
شــتــى الـعـبـيـر وســائــر الألـــوان
قـالـوا فـمـن تـلك الـحبيبة يـا فـتى
فـــرددت مـنـتـحبا لـظـى أشـجـاني
وبـكـيـت حــتـى أجـهـشوا وتـألـموا
فحـبـيـبتي عُرِفَتْ لــهـم " أوطـانـي"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .