نفقُ الانتصار
من ظُلْمَةِ السّجنِ طَلَّ الفجرُ وَانْفَلَقا
وَبَلَّلَ الصّبْرَ من أحداقهِ وَسَقى
وساعةُ الصّبرِ ترنو في عقاربها
ليصمتَ الوقتُ خمسًا للذي سَبَقا
العزمُ في ساعدِ الأبطالِ منعقدٌ
والحزمُ ليثٌ أوى للصّدرِ واعتَنَقا
وحارسُ السّجنِ كلبٌ باتَ ليلتهُ
فَحارسُ الحقِّ في عينيهِ قد بَصَقا
إنَّ الملاعقَ تسري في موائدِها
لكنّها اليوم فخرٌ بالثّرى الْتَصَقا
تحتَ الزّنازين هَزَّتْ عرشَ مَنْ سَلَبوا
أرضًا، وَشَقَّتْ براحاتٍ لهم نَفَقا
همُ الذينَ إذا اشْتَدّتْ عزائمُهُمْ
تُذَوِّبُ الصّخْرَ حتى يبلغوا الأُفُقَ
هُمُ الذينَ بأرحمامٍ لها وُلِدوا
فالأرضُ تفتحُ من أحضانها طُرُقًا
الحرُّ يرقصُ في أغصانهِ طَرِبًا
والأرضُ تُشرقُ في أحرارها أَلَقا
ما دامَ للأرضِ أرواحٌ تُعانِقُها
فالنّصرُ حَلّقَ نحوَ الشّمسِ وانْطَلَقا.
أدهم النمريني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .