هوى الشام
( يسكن قلوب المحبين )
شعر الحسن عباس مسعود
هــامَ الـهـيامُ وقــدْ ذكـرتُ الـشاما
وأذابَ فـي كـأسِ الـهوى الأحلاما
ورقـاءُ فـي عـشِّ الـمحبَّةِ لـم تـنمْ
إذ كـــان فــيـهِ الـعـاشـقون نـيـاما
آهٍ عـلى الـليل الـذي حجبَ الندى
فـأذاعَ مـن خـلفِ الحجابِ سلاما
الـشامُ أرضُ الـمجدِ قـلبٌ يـكتوي
حــبــاً وشــوقـاً طـاغـيـاً وغــرامـا
لــمـا ذكـــرتُ الـعـزَّ فــي أرجـائـها
والـمجد عـشش فـي الـربا وأقـاما
شـوقـي لـها الـظمآنُ يـجري تـائهاً
بــيـن الـشـعـابِ يــعـدِّدُ الأرقــامـا
ايـن الـرفاقُ إلى دمشقَ توافدوا؟
يــــا شـــامُ ردِّي صــبـوةً وكــلامـا
مـنْ أيّ صـوبٍ أنـتقي دربـي الذي
سـيـعيدُ عـهـدَ الـظـافرين لِـزاما ؟
يـنـبيك يــا شــام الـمـفاخر أنـنـي
جـبـت الـقـريض سـأنـفد الأقـلاما
سـكنت لـديك قريحتي مع مهجة
تـشـتـاق عــهـدا يـنـفـض الآلامـــا
كــان الـمـساء يـجـر مــن أنـوارنـا
مـــا قـــد انـــار عـتـامـة وظـلامـا
نـامـت عـلـى راح الـوسائد حـقبة
حـلـمـت بـأمـجـاد تُــزِيـن الـشـاما
قـلـب الـمحبين الـذي الـف الـهوى
وارتـــاح فــيـه ضـيـافـةً ومـقـامـا
لـم يـنسَ فـي زفـراته حمم النوى
إذ أن بـــركــان الــصـبـابـة هــــاما
وتـسـاءلت أيـام حـاضرها الأسـى
كيف اعتدى وأذى الربوع وساما؟
بـالـضـاربات الأمــن فــي جـنـباته
والـمـنزلات عـلـى الـزهور حـساما
الــقـاتـلات فــراشــة وجـنـاحُـها
فـوق الـرياض الـخضر يوما حاما
لـك يـا ربـوع الـشام سـالت أدمـع
لـــو أنـزلـت فــوق الـزمـان لـعـاما
مـن يـا تـرى عرف الحقيقة بعدما
قـــد ألـبـسـوا أيـامـهـا الإعــدامـا؟
حـارت عـلى زمـن العروبة صرخة
شــرقـيـة تـسـتـنـهض اسـتـفـهاما
بـالـمـعربين عـــن الأســـى لـكـنهم
فــي حـانـة سـكـبوا بـهـا الأفـهاما
يئِس الـمُحال من الرجال وبعدما
أمِـنـوا تـسـاقطَ فـوقـهم وتـهـامى
نــزعـت فـتـيلا لـلـهموم دمـاؤهـم
كـالسيل يـجري حـين قلت سلاما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .