"أعْجَبَني"
.
حِكايَتِي بَدَأَتْ مَعْهَا بـ "أعْجَبَني"
وَكُنْتُ "أنْكزُها" حِيْنًًا و"تنكزُنِي"
.
مَرَّتْ عَلَى كُلِّ أشْعَارِيْ مُعَلِّقَةً:
للهِ أنتَ، وَشِعْرٌ جدُّ أَدْهَشَني!
.
وَرَاسَلَتْنِي بِنِصْفِ الليلِ سائِلَةً:
أبَيْنَ جَنْبَيْكَ لي ثَغْرٌ فَتُدْخِلَنَي؟
.
أَجْبْتُها:لا،فإنَّ القَلْبَ مُمْتَلِءٌ
قُولِي لِقَلْبِكِ ذا المُحْتَالِ يعْذرُنِي
.
قالَتْ:تَأَكَّدْ! فإنِّيْ جدُّ مُعْجَبَةٍ
هَوَاكَ قَدْ فَاضَ مِنْ سِرِّي إلى عَلَنِي!
.
هذي عُيُونُكَ كَمْ رُوْحي بِها أَنِسَتْ
كَأَنَّنِيْ فِي خَفَايَاها أرَى وَطَنِي!
.
أَبْحَرْتُ في الحُبِّ ـ عَنْ عَيْنَيِكَ ـ بَاحِثَةً
واليَوْمَ تَرْسُو عَلَى شُطْآنِهَا سُفُنِي
.
أرجُوْكَ دَعْنِي لِهذا الحُلْمِ..آه فَلَو
عَلِمْتَ بالحَالِ ما فَكَّرْتَ تَمْنَعُني
.
فَأَنْتَ ـ واللهِ ـ مَنْ أَهْوَاهُ مِنْ صِغَرِي
وَأَنْتَ ـ واللهِ ـ ما أرْجُومِنَ الزَّمَنِ
.
وَمُنْذُ أَنْ حَطَّ قَلْبِيْ فَوْقَ واحَتِكُمْ
وَمَا حَوَتْهُ مِنَ الأشْعَارِ والشَّجَنِ
.
تَمَلَّكَ القَلْبَ شَوْقٌ لا حُدود لََهُ
وَذُبْتُ عِشْقًا سَرَى في الرُّوحِ والبَدَنِ
.
عَشِقْتُ وَجْهًا يَمَانِيَّا لَمَحْتُ بِهِ
رَبِيْعَ (صَنْعَا) وَدِفءَ الصَّيْفِ في (عَدَنِ)
.
عَشِقْتُ قَلْبًا كَبِيْرًا مِثْلَ صاحِبِهِ
تُقِيْمُ فِيْهِ رُبُوْعُ (الشَّامِ) و(اليَمَنِ)
.
عَشِقْتُ عَيْنَيْنِ نَامَ البُنُّ فَوْقَهُمَا
وفِيْهِمَا الصَّبْرُ لا يَخْفى على الفَطِنِ
.
وَدَدْتُ لو كُنتُ أهْدابًا تَحُفُّهُمَا
حَتَّى أضُمَّهُمَا في الصَّحْوِ والوَسَنِ
.
أوْ لَيْتَنِي كُنْتُ سِرًّا في لِسَانِكَ ما
يُطِيْعُكَ الشِّعْرُ إلّا حِيْنَ تَنْطِقُنِي!
.
أَقْسَمْتُ باللهِ إنَّ الرُّوحَ هائمَةٌ
وَفي اسْمِكَ الحَرْفُ تِلْوَ الحَرْفِ يَجْذِبُني!
.
مِنْ أيِّ كَوْنٍ..
ومِنْ أيِّ العَوالِمِ أنْتَ؟!
يا مَلاكًا إلى الفِرْدَوْسِ يَأْخُذُني!!
.
هذي يَدِي ـ سَيِّدِي ـ ذا عَرْشُ مَمْلَكَتِي
فَلْتَعْتَلِ العَرْشَ يا (سَيْفَ بْنَ ذي يَزَنِ)
مِنْ ذلكَ اليَوْمِ تَهْواني وأُعْجِِبُها
ـ في كُلِّ شَيْءٍ ـ وأهواها وتُعْجِبُني!
.
رائــد الصعيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .