بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

يا قُدْسِيَّة ...الشاعر خالد اغبارية

 يا قُدْسِيَّة

الشاعر خالد اغبارية
يا قدسية
ماذا تبيعين في ساحة الأقصى
الناس مشغولة
وأنتِ تفترشين حُسنكِ
بملامح
أكثر من فلسطينية
يا قدسية
الشارع مشغول
بصوت القنابل
باللافتات المستوردة
بعساكر الشرطة
ماذا يُشغلك يا قدسية
هم أشباه رجال
على حدود القضية
والصنم مركون في زاوية
ومُنتهي الصلاحية
تُجّارُ السّلاحِ المرموقين
خانوا القضية
والقوات البربرية
عاثت في ساحات القدس
وتُنكر الهوية
يا قدسية
أقطعُ يدي نذراً لهذه
لفلسطين
للشام وما حولها
لخير الجند
لبركة الأمة
وكل العواصم الإسلامية
يا قدسية
إني شاهدْتُّ
كيف يُلعلعُ الرّصاص
ويخترقُ الجدران
أنا الشاهد
ولكن من دون عنوان...
يا قدسية
غازلتُ نافورة
رأيتُها تَضُخُّ الماء
من عُمْقِ الساحات
ورجالُ الأمن
يفتشون
يصطادون أطفالَ المقلاع
من بين الرُّكام
يا قدسية
إني حلمتُ بهم
كيف يُنشئون
مقبرةً قُرمُزيَّة
يا قدسية
لتشدو العنادل
وكيف تشدو العنادل
ومن بين أعشاشها
تنفجر عناقيدُ القنابل
يا قدسية
ها هم جاءوا
يدخلون البيوت
عُنوةً .. يهدمون
ويحرقون المنازل
يا قدسية
تعلمنا من درس العروبة
كيف الخبزَ يصنعون
وفي حناياه يدسّون السموم
تعلمنا في درس الرياضة
كيف لأشباه الرجال مكانٌ
في الهزيمة جَرْياً..
من رائحة الانتفاضة
خائفون
يا قدسية
تعلمنا من درس الرسم
كيف نخلط الألوان
ونرسم كوخاً
ونَنشدُ على سطحه
الأغاني الثورية
يا قدسية
تعلمنا كيف نخترعُ الأشياء
ونضُمَّ حرفَ الواو
وكيف الشَّدَّةُ
تخنقُ مواعظَ الأقرباء
يا قدسية
مصنعُ الغَزْلِ تَحوَّل
إلى قبوِ تعذيب
وتَلْتَمُّ حولَنا غيومٌ
حمراء
تَرُشُّنا ينابيعَ دماء
يا قدسية
قَريتُنا باتتْ
من دون طاحونة
تآكلتْ
من شِدَّةِ طَحْنِ الأجساد
كي تتَحولُّ إلى أشلاء
يا قدسية
برَدَ الحجرُ
في يدِ الطِّفلِ
ولم تُنجبْ فلسطينية
يا قدسية
غاصتْ أجزاءُ نخلة
وتبادلَتْها أيدي الرؤساء
فهل سننظرُ إلى حالنا
بمنظور الأمَّةِ العربية
حيث هي مشغولة
مُستّقرَّة
في كهف حُنجرة
وأنا كنتُ مشغولاً
في الذاكرة
وذراعي ممدودة
أشُدُّ بها الخاصرة
وانتظرُ شغفَ
اللقاء
ولكن سبقتني الحقيقة
للوطن المجروح
والبيت المذبوح
وإلى مدينتي
في عُمقِ التاريخ غائرة
فهي علَّمتنا
كيف نُحَصِّنُ صُدورَنا
وكيف نتسلقُ الجدران
يا قدسية
هنا لَعِبنا
هنا شَربنا الشاي معاً
هنا ابتسمنا
هنا جلسنا
وهنا اختلفنا
وإلى هنا يُشَدُّ الرحالُ نحونا
ومن هنا تبدأ رحلتُنا
نحو السماء
قطرة قطرة
وتُزهِرُ زهرة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الحنين الى الوطن بقلم الراقي عبد الرحمن القاسم الصطوف

 /(( الحنين الى الوطن))/ كم عيل صبري والمنى أهواء وتغيرت في بُعدك الأشياء يجري هواك بمهجتي وجوارحي في لوحة الأقدار كنت قضاء  أسقي من الشريان...