بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 نوفمبر 2020

في عنق الزجاجة...خالد فريطاس الجزائر

 في عنق الزجاجة

تنام الصحوة العربية
مستحيل أن تشرب كل براميل النبيذ ولاتنام
وأن تأكل الليل الطويل
وتجتر ترهات الغجر الملتحفة بدخان الأفيون
وتتناول رغيف الذل المحشو بزبدة السلام
مستحيل في عنق الزجاجة أن لا تنام
في عنق الزجاجة يأسرنا الغياب
ويحاول إلتقاط صورة مع السكين والرباب
كل من ذهبوا إلى الماضي
كانوا غير مستعدين لإفساد لذة الحاضر
كانوا يؤثرون حبات التوت البري لأنفسهم
ويمسحون آخر سطر من التهجد والقيام
في عنق الزجاجة ننتظر أنفسنا لنتورط في الضياع
ونحاول إزالة تراكمات التلعثم الخلقي من زمن الهديل
نسرح شعر التساقط على خد النمل الأحمر
ونتلوا سفر التكوين في ردهة الإنعدام
في عنق الزجاجة نقايض سديم الوهم بنبيذ متهكم على الخصر
نحاول إرساء الهدوء على خيبتنا في قبعة جنرال ممسوح العينين
لا شيئ يستدعي رج الزجاجة فالوضع آمن ونحن العربان على أهبة الإستعداد للسبات الأخير
نحن العربان نفاوض نعال ظل الشيطان كي يتبول علينا بسلام
كي يغتصبنا بسلام
كي يهشم ما تبقى من فقرات ملتهبة بسلام
ويكوي جميع الزوائد التي لا معنى لها في حرمة الأورام
في عنق الزجاجة ممنوعون من الحديث والتواصل والتجمهر
وحتى كتابة حرف قصيدة يتيم النقط
حتى من رسم كلمة هكذا من العبط
حتى من قول صه للقطط
ممنوعون من الصرف للمضارع ياسيدتي والماضي باسط ذراعيه بالحاضر
والكهف لم يعد يحتوينا بعدما احتلمنا
ولم نعد نقلب ذات اليمين والشمال في قسوة الأيام
خالد فريطاس الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

انا للأرض بقلم الراقي مروان كوجر

 " أنا للأرض " كلما هممت ببوح حزني أخجلني قول ربي                                      وبشر الصابرين خجول النفس من صبر جفاها     ...