من كل مكان
سأرى من كلِّ مكان
الذي هو في كلّ مكان
آياته و دمي نزف التأمل المنثور فوق الأرض ِ و الأحزان
و أرى ما ليس للأغراب
ذاكرة الماء ِ و أسماء القمح ِ و الزيتون
و أرى ما ليس للغزاة
أعداء الورد و القرآن و الإنسان
أعداء الحُب إذ يأتي بصوت ِ الوعد ِ و الأطياب
و أنا واقفٌ على تلال ِ الشهقات ِ العاشقة
أبصرُ حديث َ الليلة ِ الهامسة في تلك العيون
و كلام َ الوجد ِ و النعناع و النايات
و أنا عائد ٌ لدرب ِ النبع ِ و الأطياف ِ و الأشجان
سيرى لي جبين ُ جدتي كلّ مكان
أحصنة العهد ِ إذ تمشي بين النبض و الطرقات
زواج الدهشة ِ في تموز بعزّ الشمس ِ و الحصاد
تلك سيرة النزّال لمّا قالت الأنساب
فخذها لوقت الصحو و النيران !
سيرى لي جبينُ أمي, بحيرة طبريا و صبار لوبيا و فيض المد و الآهات
سأرى ما ليس لهم الطغاة
كروم القلب ِ و التين و نبرة القطف ِ و الأعناب
و أنا كامن ٌ بجوف ِ الريح ِ و الأشواق كالفرسان
سأرى لوزَ العلاقات ِ بين القدس و الوجدان
سأرى نهر اللقاءات ِ بين النصر و الأسباب
سترى لي غزة الأمجاد و الأكباد من كلّ الزنود
يا جرح هذا الدمع َ قاتلت َ كي نعود
ليس الآن غير الذي كان قبل الآن يا كنعان
كلّ جيل ٍ بديل , فلم تمت لهجة التصويب في الرشقات
كلُّ رد ٍ دليل , و أريج ُ النورِ بين الهدم ِ و المحراب
سأرى في كل ّ زمان
الذي هو الحق و الأزمان
يا أيها النصر المُراد كم تبلغ الأثمان ؟
أرى العشاق َ في الساحات ِ قبل اغتصاب البيت ِ و الطرقات
أرى الأمداءَ في الرايات ِ و جرأة الكمين الملائكي في جواب
أرى ما ليس للوحشي و أحلاف السطو و الغزو و الثعبان
أغنيات التوت و الزعتر البلدي و النرجس الجبلي و المواعيد
صمت القبلات الأولى , غيم اللمسات ِ فوق الظلّ و الدفقات
و أنا ساهرٌ بوهج ِ التوق ِ و الترتيل و صورة البوح ِ و الأناشيد
أرى من جباه ِ أجدادي و بحر غزة ما أريد
فأرى الله و ملاحم الشجعان في كل ّ مكان
هذا هو سليمان !
فتعلّم يا أيها الناقد الهلامي من أحرف ٍ خرجت ْ من الجذر ِ الفدائي كي تحضنَ الآلام و الصرخات
سليمان نزال
سليمان نزال