أمةُ العُرْبِ | أ.د. زياد دبور
يا أمةَ العُرْبِ من سُباتٍ عميقْ
أفيقي، فقد طال ليلُكِ في غسقْ
تُراثُكِ ماضٍ، وحاضِرُكِ مُرٌّ
فهل من سبيلٍ لغدٍ مُشرِقْ؟
تركتُم لنا إرثاً من كلامٍ
قُدِّسَ حتى صار كالأصنامِ
أمرتُم بالتقليدِ لا بالتجديدِ
فصرتم كالأطيافِ بين الأنامِ
تَمَتْرَسْتُم خلفَ قصصٍ باليةْ
وحبستُم العقولَ في زواياها الخاليةْ
دعوتُم على مَن خالفَ نهجَكُم
فصارت أوطانُ العرب أطلالاً خاويةْ
بينما غيرُكم يعانقُ النجومْ
ويشقُّ الذرةَ، يخترقُ التخومْ
أنتم ما زلتم تجترُّون الماضي
وتغرقون في بحرِ الهمومْ
آنَ الأوانُ لثورةِ الأفكارِ
لا لثورةِ الغرائزِ والأوزارِ
فالعلمُ نورٌ، والجهلُ ظلامٌ
والحقُّ أبلجُ كضياءِ النهارِ
إن جعلنا الشمسَ تَغربُ في الضُّحى
والنجمَ يسطعُ في وَضَحِ النهارِ
فكيف نرجو الفلاحَ والإصلاحَ
والعقلُ يرضى بالجهلِ حِلى وشعارِ؟
دعونا نُعلي رايةَ السلامِ والحياةْ
ونَنبذَ عنتريّاتِ الظُّلمِ والطُغاةْ
فالعِلمُ شمسٌ تُبدِّدُ ظلامَ الجهلِ
وتفتحُ آفاقاً للتسامحِ والمساواةْ
يا أمةَ العربِ، هبِّي من رُقادِكْ
واكسري قيودَ الوهمِ واعتيادِكْ
لنمدَّ جسورَ الحبِّ بين الشعوبْ
ونطوي صفحاتِ الكراهيةِ والحروبْ
فالآخرُ ليس عدواً بل أخٌ في الإنسانيةْ
وبالتعاونِ نبني غداً خالياً من العيوبْ
*. © زياد دبور ٢٠٢٥
جميع الحقوق محفوظة للشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .