بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 1 يوليو 2024

أتحداكم بقلم الراقي د.اسامه مصاروة

 أتحدّاكمْ

أتحدّاكمْ لن أكرهكمْ / مع أنَّ لِقلبي ألفُ سببْ

والأنكى أنتمْ يوميًا / تأتونَ بفاحشةٍ أصعبْ

وأنا أتحدّاكم أيضًا / لنْ أكرهَكمْ دينًا أو شعبْ

ولأنّي إنسانٌ إنسانْ / قلبي لا يعرِفُ إلّا الحبْ

يتساءلُ عن أسرار الخوفْ / فالخوفُ يلازمُكمْ بالْغَصبْ

يتساءلُ عن أسبابِ الحِقْدْ / لِمَ هذا النهجُ وهذا الدربْ

لِمَ هذا الغلُّ وهذا الفِكرْ / إنّي والربِّ لأسْتغْرِبْ

ما بينَ الفيْنةِ والأخرى / حربٌ قتلٌ هدمٌ وشَغبْ

حتى الإعلامي قد يُقتلْ / إنْ جاءَ ليكشِفَ غدرَ الضَّبْ

إنْ يشعُرْ جنديٌّ بالخوفْ / فالقتلُ مُباحُ بل وَوَجبْ

وإذا لم يقتلْ باسمِ الخوفْ / فالأمرُ يُرى خزيًا أو عيبْ

لن أكرهَكمْ مهما يفعلْ / ببني شعبي جيشُ عقْرب

لنْ أكرهكمْ قلبي كالبحرْ / لكنْ لا يفهمُ أمرَ الذئبْ

يبكي يستنجِدُ أوْ يشكو / ويطالبُ بالخرفانِ الربْ

قد جاء لحارتنا مظلومْ / مغدورًا مضْطهدًا مُتْعبْ

فأقامَ هنا بيتًا ووطنْ / بمجازرَ كمْ منها جرَّبْ

لكنَّ الذئبَ غدا أقوى / بل أشرسَ نابًا أو مخلبْ

لن أكرهكم لن أكرهكم / فأنا للسلمِ أجلْ أقربْ

وأنا حقًا حقًا أُشْفِقْ / بالأصل على من يهوى الحربْ

مِنْ حربٍ يخرجُ للأخرى / فالحربُ غدتْ هدفًا وأَرَبْ

مَنْ يحيا يا ويلي بالسيفْ / مَنْ مِنْ سلمٍ يلقى المهربْ

للحربِ لهُ دومًا أسبابْ / وعليها يبني ما يرغبْ

للسِّلمِ الحقِّ فلا يسعى / فالحربُ لديْهِ هِيَ المطلبْ

مَنْ يذكُرُ أسماءً لحروبْ / لمْ يبقَ شعارٌ لم يُكتَبْ

أتحدّاكم لن أكرهَكمْ / في القلبِ هنا لومٌ وعتَبْ

في القلبِ صراعٌ لا يخبو / بل يغدو يوميًا أرحبْ

فالحقدُ يشرِّعُ ما يرجو / ورجاءُ الذئبِ لنا أغربْ

فقويُّ اليومِ هو القاضي / وَهُو الجلّادُ هو الأعجبْ

ينهى عن حقٍّ يعرفُهُ / ويُشرِّعُ نارًا ذاتَ لهبْ

ولمغتصِبٍ يقضي بالحقْ / في قتلِ الناسِ وإنْ يكذبْ

لا تنسوْا انّي لا أكرهْ / وأقولُ الحقَّ ولا أرهبْ

بدوافعَ خيرٍ ما أكتُبْ / ففؤادي عينٌ لا تنضُبْ

لكنّي أعرفُ ما تُخفونْ / في عُمقِ النفسِ وعمقِ القلبْ

مع أنّي ويْلي لا أفهمْ / لِمَ صارَ الظُلْم لكمْ مشربْ

بل كيفَ غدا سلبُ الآخرْ / أمرًا مفهومًا لا يُشْجبْ

أو كيفَ غدا نهبُ الآخرْ / حقًا لذئابٍ كيْ تنهبْ

أتحدّاكمْ لا أكرهَكمْ / مع أنَّ لكمْ جيشًا يَطربْ

إنْ يَقتُلْ طفلًا أو يجْرحْ / أو يقتُلْ شيخًا قد يغضبْ

إن يقطعْ مُغتَصِبٌ أشجارْ / أوْ جاءَ لبيتٍ قد خرَّبْ

أَلَكمْ ربٌ لا يرحَمُنا / إنْ نُقتلْ أو حتى نُصْلبْ

جنديٌّ يلهو إذْ يقتُلْ / فالقتْلُ مباحٌ في الملْعبْ

والملْعبُ أرضٌ مسلوبةْ / أرضٌ لِضعيفٍ لا يهرُبْ

فليفهمْ من منكمْ يفْهمْ / معْ أنَّ الأمرَ بعلمِ الغيْبْ

إنّا أصحابُ نُهىً وكتابْ / وحضارةِ أجيالٍ وأدبْ

لا القتْلُ ولا التشريدُ لنا / سيُؤثِّرُ فينا نحنُ عَرَبْ

للسِّلمِ بلا غدرٍ نسعى / والسلمُ لديكمْ نهجُ خُطبْ

أتحدّاكم لنْ أكرهَكمْ /

 مع أنَّ لقلبي ألفَ سببْ

السفير د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

سنين الاستباح بقلم محمد عمر أبو شاكر الوشلي

 سِنينُ الاستباحْ باعت ايامنا سِنِينُ الاستباحْ في زمانٍ قامَ سوقٌ للسِّفَاحْ لا اشتروا منا ما أستباحوا أو رسىٰ سعـــــرُ الـــــرِّباحْ جع...