بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 2 يوليو 2024

من كل مكان بقلم الراقي سليمان نزال

 من كل مكان


سأرى من كلِّ مكان

الذي هو في كلّ مكان

آياته و دمي نزف التأمل المنثور فوق الأرض ِ و الأحزان

  و أرى ما ليس للأغراب

ذاكرة الماء ِ و أسماء القمح ِ و الزيتون

و أرى ما ليس للغزاة

أعداء الورد و القرآن و الإنسان

أعداء الحُب إذ يأتي بصوت ِ الوعد ِ و الأطياب

و أنا واقفٌ على تلال ِ الشهقات ِ العاشقة

أبصرُ حديث َ الليلة ِ الهامسة في تلك العيون

و كلام َ الوجد ِ و النعناع و النايات

و أنا عائد ٌ لدرب ِ النبع ِ و الأطياف ِ و الأشجان

سيرى لي جبين ُ جدتي كلّ مكان

أحصنة العهد ِ إذ تمشي بين النبض و الطرقات

زواج الدهشة ِ في تموز بعزّ الشمس ِ و الحصاد 

تلك سيرة النزّال لمّا قالت الأنساب 

 فخذها لوقت الصحو و النيران !

سيرى لي جبينُ أمي, بحيرة طبريا و صبار لوبيا و فيض المد و الآهات

سأرى ما ليس لهم الطغاة

كروم القلب ِ و التين و نبرة القطف ِ و الأعناب

و أنا كامن ٌ بجوف ِ الريح ِ و الأشواق كالفرسان

سأرى لوزَ العلاقات ِ بين القدس و الوجدان

سأرى نهر اللقاءات ِ بين النصر و الأسباب

سترى لي غزة الأمجاد و الأكباد من كلّ الزنود

يا جرح هذا الدمع َ قاتلت َ كي نعود

ليس الآن غير الذي كان قبل الآن يا كنعان

  كلّ جيل ٍ بديل , فلم تمت لهجة التصويب في الرشقات

كلُّ رد ٍ دليل , و أريج ُ النورِ بين الهدم ِ و المحراب

سأرى في كل ّ زمان

الذي هو الحق و الأزمان

يا أيها النصر المُراد كم تبلغ الأثمان ؟

أرى العشاق َ في الساحات ِ قبل اغتصاب البيت ِ و الطرقات

أرى الأمداءَ في الرايات ِ و جرأة الكمين الملائكي في جواب

   أرى ما ليس للوحشي و أحلاف السطو و الغزو و الثعبان

 أغنيات التوت و الزعتر البلدي و النرجس الجبلي و المواعيد

صمت القبلات الأولى , غيم اللمسات ِ فوق الظلّ و الدفقات

و أنا ساهرٌ بوهج ِ التوق ِ و الترتيل و صورة البوح ِ و الأناشيد

 أرى من جباه ِ أجدادي و بحر غزة ما أريد

 فأرى الله و ملاحم الشجعان في كل ّ مكان

هذا هو سليمان !

فتعلّم يا أيها الناقد الهلامي من أحرف ٍ خرجت ْ من الجذر ِ الفدائي كي تحضنَ الآلام و الصرخات  

   

سليمان نزال

    


سليمان نزال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

سنين الاستباح بقلم محمد عمر أبو شاكر الوشلي

 سِنينُ الاستباحْ باعت ايامنا سِنِينُ الاستباحْ في زمانٍ قامَ سوقٌ للسِّفَاحْ لا اشتروا منا ما أستباحوا أو رسىٰ سعـــــرُ الـــــرِّباحْ جع...