*** صامدون ***
تحت السماء المثقلة بالدخان
والأماني المعلقة بين جدران متصدعة
يسيرون بثبات
عيونهم تحمل ألف قصة وقصة
وجباههم رسمت عليها تجاعيد الصبر والانتظار
خطواتهم تنقش على الأرض حكايات من الألم والعزة
وبين الأزقة الضيقة تنحني الجدران
منصتة لهمس قلوبهم
التي لم تتوقف عن الحلم رغم الرماد
الرياح تعبر الأزقة
تحمل معها أصواتا تختلط بالذكريات القديمة
ضحكات أطفال غابت في زحام الأحداث
ونداءات أمهات تتلاشى خلف الجدران الصامتة
في زوايا البيوت المتعبة
تنام الدموع على وسائد مهترئة
وفي الأفق الملبد بالغيوم يصرخ الأمل
يرفض أن يموت يرفض أن ينكسر
على الأرصفة التي عرفت وقع الخطى الثقيلة
يمضي الرجال شامخين
رغم تعب السنين
عيونهم لا تبحث عن شفقة
بل تضيء ببريق التحدي والإصرار
يد واحدة تمتد لتسند الأخرى
ووجوه أنهكتها الأيام
تبتسم رغم الجراح
فهم يعرفون أن الشمس ستشرق
ولو تأخرت
وأن الجراح مهما نزفت
ستحمل بين طياتها بذور الغد
في كل زاوية حكاية
وفي كل نظرة وعد
بأن النور مهما خفت سيعود
وأن الجدران التي شهدت الألم
ستنبت منها يوما زهور الحياة من جديد
فهنا حيث الأرض تأبى الإنحناء
وحيث القلوب تنبض رغم الركام
يولد الأمل من تحت الرماد
وتكتب الشمس على جدران المدينة
أن الصبر شجرة لا تموت
وأن الإرادة حين تتجذر لا تقتلعها العواصف.....
بقلمي: زينة الهمامي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .