بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 يوليو 2023

صفحاتٌ بيضاء... بقلم الشاعرة الأديبة...نهلا كبارة

 صفحاتٌ بيضاء


بياضُ صفحاتي يلتهمُ حبرَ أقلامي

هي شرهةٌ لامتصاصِ غضبي و سكوني 

و تحثُّ اليراعَ ليُزينَ بلباقَةٍ

موائدَ الحرفِ و الأدب

و تفتحُ شهيتَهُ على كل ما لذَّ و طاب

من ميرةِ الرقةِ و كؤوسِ الهوى و الحب

و أسافرُ مع ريشتي و أحلامي

إلى بقاعٍ للخيالِ لم يطأْها أنسانُ

 في أديمِها أغرسُ جذورَ أفكاري

هواجسي ... همسي ... تأملاتي

أدفنُ فيها الآهَ و الأحزانَ و همومَ الحياة

و تنفرجُ أساريرُ منايا

يتبسمُ الثغر ... و يقتاتُ قلبي 

من ثمارِ العشقِ و الشغفِ

و الحبُّ يُرسي قواعِدَهُ

على صخرةِ الأشواقِ و الوجدِ

يستقرُّ بين الأضلعِ و الحنايا قريرَ البال

متربعًا على عرشِ الوتينِ و النبضِ


نهلا كبارة   ٢٠٢٣/٧/٢٨

أمضيت ليلي...... بقلم الشاعرة الأديبة...د.عبيرعيد

 أمضيت ليلي....


أمضيت ليلي أذكر  الماضي تطاردني قسوة الذكريات 

و ما  دارت و آلت بي الأيام وتوالت برأسي الحكايات 

تساءلت هل كنت تحيا يا قلبي أم انك عانيت الآهات؟

لا يهدأ عقلي من التفكير فيما مضى و كان وما هو آت

كنت حلم برئ في الصبا  اتنقل بخفة روح  كالفراشات


لا أحمل بقلبي غير السلام  الروحي و أحلامي البريئات

طالت بي الأيام و أوقفت راحلتي تنتظر قافلة الأمنيات

افترش أيام و سنين عمري لمن أفنيت واهمة الخطوات

ارتضي بقليل العيش بصمود الخزي وعمر انهكه الشتات

كلا لن أعيش اركن ما تبقى من عمري على رف السبات


لن اكون زهرة بللها الماء ثم جفت أوراقها وأصبحت فتات

سأنهض بقوتي وأضيئ شمعتي لتمحو من الليالي الظلمات

وانفض غبار الماضي عن مرآتي لتعود لوجنتي  الضحكات

أنا من أصنع ذاتي و لست إمرأة قد تخيفني المستحيلات

أمشي تحت المطر وارفع وجهي عاليا لأحتفي  بالزخات


لن احني رأسي و اختبؤ خوفا من برد أو وحشة الطرقات

سأرمم ندوب الروح لأتنفس عبير الريحان و حلوالنسمات

وادفن ما أحزن قلبي وانهك روحي واقيم العزاء لمن مات

كفاني حداداً ودموعا على سراب لأيام من الفرح خاويات

اكتفيت من الأحزان وطويت صفحات مضت من عمر فات

أمضيت ليلي....


أمضيت ليلي أذكر  الماضي تطاردني قسوة الذكريات 

و ما  دارت و آلت بي الأيام وتوالت برأسي الحكايات 

تساءلت هل كنت تحيا يا قلبي أم انك عانيت الآهات؟

لا يهدأ عقلي من التفكير فيما مضى و كان وما هو آت

كنت حلم برئ في الصبا  اتنقل بخفة روح  كالفراشات


لا أحمل بقلبي غير السلام  الروحي و أحلامي البريئات

طالت بي الأيام و أوقفت راحلتي تنتظر قافلة الأمنيات

افترش أيام و سنين عمري لمن أفنيت واهمة الخطوات

ارتضي بقليل العيش بصمود الخزي وعمر انهكه الشتات

كلا لن أعيش اركن ما تبقى من عمري على رف السبات


لن اكون زهرة بللها الماء ثم جفت أوراقها وأصبحت فتات

سأنهض بقوتي وأضيئ شمعتي لتمحو من الليالي الظلمات

وانفض غبار الماضي عن مرآتي لتعود لوجنتي  الضحكات

أنا من أصنع ذاتي و لست إمرأة قد تخيفني المستحيلات

أمشي تحت المطر وارفع وجهي عاليا لأحتفي  بالزخات


لن احني رأسي و اختبؤ خوفا من برد أو وحشة الطرقات

سأرمم ندوب الروح لأتنفس عبير الريحان و حلوالنسمات

وادفن ما أحزن قلبي وانهك روحي واقيم العزاء لمن مات

كفاني حداداً ودموعا على سراب لأيام من الفرح خاويات

اكتفيت من الأحزان وطويت صفحات مضت من عمر فات


بقلمي/ د.عبيرعيد

قصيدة 🌿ياقدس🌿 ■الأستاذ:"يونس سعدون"

 قصيدة 🌿ياقدس🌿

■الأستاذ:"يونس سعدون"


يا قدس طال الانتظار ،   فعجل

               لتعم  شعبك   فرحة   ،  وهناء


من  ليلة  الإسراء  ،   و المعراج

               صرت الحياة  ، ونورها الوضاء


لك في الشريعة ، والحضارة آية

                أزلية   نادى     بها     الشهداء


ياقدس كم رفت إليك جوانحي

                فتكفكف العبارات في استحياء


أنت الذي من نورك البدر اكتسى

                والشمس  مشرقة   بنور   مساء


ملأت  قراطيس  الزمان   كتابة

                حتى تفجر  في  الضلوع   بكاء


سبحان من جعل المساجد أنجما

               للحق   ،   للإيمان   ،    والعلماء


يامسجد الأقصى الشريف أيا من

               بك  قد  سمت ،  وتزينت  أجواء


شرعت   تؤذن   للذين   تعلقت 

               أرواحهم        بالملة     السمحاء


يا أجمل المساجد حسنا أنت في

              أمجاد  ماضينا    رؤى ،   وضياء


فيك الصلاة  تقام  باسم الرب

               بين     الأنام ،    بهذه   الأرجاء


والنصر المرجو يلتمس الخطى

               بين     السنون     يشله    البلاء


كم حاولوا أن يأخذوك ،فويحهم

               يتربصون   بك ،  و  هم    جبناء


ذرني أخاطب  من  يكيد لأمتي

               و   يظن   أن     رجالها    أهواء


أمسك بكيدك ، فالمقدس قبلة

               قديسة   ،     و بطولة      سراء


والشعب العربي كان، ولم يزل

               درا     مشعا   ، ساطع  الأضواء


عجبا تصير ذرى العروبة هكذا

               تلهو    بها  الأنواء  كيف   تشاء


لا والذي صاغ الجهاد ، وسنه

               قدر  العروبة  في  يديك  قضاء


غزة تمزقها الخطوب،ونحن في

               ليل   الضياع    تهزنا     الأهواء


ونظل نلهث باحثين عن الهدى

            و  فلسطين     تجتاحها     الأرزاء 


الله  أكبر   ،   لا  تزال    تمدنا

            و   تهزنا     كالأمس     يا   فيحاء


مازال يعلو في المآذن دويها

            حتى   تفجر   في  الضلوع   بكاء


الكبرياء لأمتي ، وعروبتي

            و  الخزي    للأعداء   يا    بيضاء

( حَيَاتِي ) شعر / ابْراهِيم مُحمَّدعَبدهْ دَادَيه

 .          (   حَيَاتِي   )

  شعر /

     ابْراهِيم مُحمَّدعَبدهْ دَادَيه            

------------؛----------

لمَّا تمُوتُ بِك اﻵَمالُ يا وَطنِي 

             ومَا أرى فِي حَياتِي غَير انَّاتِي 

مَا كُنتُ ارغَبُ الاَّ العَيشَ فِي دِعَةٍ

          ولسْتُ أَصْبو  لأِحيَا فِي ملَذَّاتِي 

مامِلْتُ نَحْو الهَوى فِي العُمر أُنْمُلَةً 

               لكِننَّي غَارقٌ فِي بَحرِ َوَيْلاَتِي 

أعِيشُ بَينَ الرَّدَى اقْتاتُ من ضَجَري 

        واَشْربُ الدَّمعَ مِن حُزنِي وآَهَاتِي

ومُنذ َ صغري اجِّدُّ العَزمَ مُتَّجهاً 

         نحْو الحَقيقةِ كَي تَروي قنَاعَاتِي

أنكَرتُ نفْسِي ومَا طَاوعتُ وسوستي

        أفَتِّشُ العَالمَ المَجهُولَ عَن ذَاتِي

وصَارَ قَلبِي كَسِيراً مِن لَظَى سَفَري 

     فِي الحَرِّ أَمْشِي ومَا وافَقتُ غَيمَاتِي

فَكَم سَتصْمدُ في ِالإِعصَارِ أَشْرعَتي

            ومَا وصَلتُ الى مِعْشِار غَاياتِي

هَذِي حَياتِي أراها كُلَّها وجعاً

                 كئيبةً خَيَّبَتْ أَلوانَ فُرْشَاتي   

أَرَى المَرارَةَ واﻷَحزانَ تملَؤها

                 تَهدُّ رُوحِيَ أنيناً كُلَّ أوقَاتِي 

تزِيدُ ضِيقاً بِيَ الدُّنيا وزِينتُها  

            وقَدْ بَقِيت كًَسُوْلاً فِي عِبَاداتِي

وما بقيَ فِي حيَاتِي أيُّما حُلمٌٍ 

           إِلاَّ وقَد ضَاعَ  أوْ أَذْكَى  مُعانَاتي

تَذُوبُ فِيَّ اﻷَمانِي بَعدَما ظَهَرتْ

           أَشْجَانُ روحيَ مَوتَى بيْن أبْياتِي 

لَم تَبْقَ الاَّ المَنايا اليَومَ تطْلُبُني  

            والهَمُّ وحْشٌ تدلّى من عباراتي

غَابَ الْرَجَا واسْتحَالَ العَيشُ فِي كَدَرٍ

        والعُمْرُ ولَىَّ وأضْحى مِن حِكَاياَتِي

قَدْ غَابَ نورٌ بهِ رُوْحِيْ مُعَلقَةٌ         

            وصِرْتُ مَيْتَاً جَدِيْدَاً فِيْ رِوَايَاتِي

الخميس، 27 يوليو 2023

دوافع إبداع القصيدة.... بقلم. الشاعر الأديب د. التلمساني علي بوزيزة

 دوافع إبداع القصيدة

منذ أن عُرِفَ الشِّعرُ طُرح بإلحاح سؤال العلاقة بين النص الشعري وصاحبه، فتعددت الإجابات بين النقاد عبر العصور. لقد تناول النقاد القدماء مسألة الدافع للكتابة وعزوها إلى الانفعال. ولعل إجابة الحطيئة عن أشعر الشعراء ما يؤكد ذلك في قوله: «النابغة إذا رهب، وزهير إذا رغب، وجرير إذا غضب». وسئل أبو نواس عن كيفية عمله في صناعة الشعر فقال: «أشرب حتى إذا كنت أطيب ما أكون نفسا بين الصاحي والسكران صنعت وقد داخلتني النشوة والأريحية». بينما يرى محمود درويش أن القلق هو الحالة التي تسبق الكتابة: «إنها دائما تبدأ من الإحساس بقلق مدمر من حالة وجودية، وهي تبدأ بتشكيل ذاتها إلا بالعثور على جملة موسيقية هي النواة الشكلية للقصيدة، يحتاج استكمالها إلى حالات نفسية أو إلى عنصر تفجير نفسي، تتدفق فيه القصيدة بعقلانية تلقائية. ولكن لا يمكن أن تترك القصيدة سائبة وحرة في هذا الدفق. وهنا تأتي العملية الثانية في كتابة القصيدة، وذلك عندما يتحول الشاعر إلى ناقد، أي في عملية تحرير القصيدة» ويقول يوسف الخال في هذا المعنى: «ينفعل الشاعر بتجربة ما فيدفع إلى كتابة القصيدة، فالانفعال هو المخاض الذي يسبق الولادة.»

ولعل هذا يتطابق مع القول بأن وراء الشعر قوى خفية غير مدركة، وأن دور الشاعر لا يعدو ينحصر في توصيل ما يتلقاه، فقد ذهب هذا المذهب أفلاطون حيث درس عملية الإبداع الفني، وأخذ بفكرة الإلهام فالشعر عنده ينبعث عن قوة خفية، تدفع الشعراء إلى قول الشعر دون أن تكون لهم إرادة في ذلك أو قصد. لذلك كان الإغريق يعتقدون بوجود أله الشعر فسموه ربة الشعر، كان هوميروس يناديها ويطلبها أن تلهمه:

رَبَّةَ الشِّعرِ عَن أَخِيلَ بنِ فِيلاَ

أنشِدِينَا وَاروي احتِدَاماً وَبيلا

ذَاكَ كَيدٌ عَمَّ الأَخَاءَ بَلاَهُ

فكِرامُ النُّفُوسِ أَلفَت أُفُولاَ

ومثل هذا الاعتقاد وُجِد عند العرب قديما، حيث ربطوا منابع الإبداع الشعري بقوة خفية تلهم الشاعر ما يقول، وما يكتنفها من غموض، وما يظهر على صفحات الشاعر من أصناف العبقرية بوجود شياطين الشعراء فإنهم كما يقول الجاحظ يزعمون أن مع كل شاعر شيطانا، بل إن هناك واديا يعج بشياطين الشعر يسمى وادي عبقر.

اهتم الدارسون بمراحل الكتابة، فقسموا عملية الإبداع إلى مراحل مختلفة، -وغير مجد في اعتقادي التفصيل فيها –لكنّها على أية حال لا يمكن اعتبارها وصفا نهائيا لرحلة القصيدة من ذات الشاعر إلى الورق، فالقصيدة يمكن أن تكون مرحلة واحدة، تبدأ من لمع البرق الخاطف وتنتهي حيث تتجسد في اللغة.

لقد تحدث كثير من الشعراء العرب المعاصرين عن الكيفية التي يكتبون بها قصائدهم، وتعرضوا إلى الرحلة التي تقطعها القصيدة. يقول عبد الوهاب البياتي: «القصائد تعيش في صدري سنين طويلة، وهي لا تنبت فجأة ولا تبرز إلى الوجود، كما يبرز الجن المحبوس في القمقم، الذكريات، والكلمات والصور المتناثرة المؤثرة تتجمع ببطء من داخل نفسي أيضا، وتظل كامنة تنتظر البرق أو العاصفة التي تفجرها على نحو ما تنتظر أرض الربيع العاصفة أو المطر، لكي تتشقق وتبرز ما في جوفها من أزهار وعشب وألوان.»

إن القصيدة ليست وليدة لحظة يدعوها داع فتستجيب، ولا هي نديم ليلة يباغتها صبح قريب، بل هي تراكم واستحضار ومخاض عسير. فلكم يلقى الشعراء من جهد ويعانون من مشقة لإنتاج نصوصهم، فليس الشعر أوزانا وقوافي، وتلاعبا بالألفاظ، كما أنه ليس موهبة فقط، ولعل البحث في سؤال الإبداع وآلياته لمن أصعب قضايا الإبداع الشعري.

وإنك لتجد بعض الذين يركبهم الغرور بأنهم أهل الشعر والشعر في زعمهم كلام موزون مقفى، وما خرج عن ذلك إنما هو هدر وهراء، لتجدنهم أحيانا يمتلكون القدرة على الوزن ولكنهم لا يكسبون من روح الشعر شيئا، فشعرهم عبارة عن نظم هو أقرب إلى الشعر التعليمي في الفقه واللغة، ثم يركبهم الغرور مرة أخرى ويتهجمون على غيرهم، فيدعون أنهم دعاة خير يرشدون الناس للقيم والأخلاق والاحترام والتقدير، فإذا قرأت كلامهم تستطيع وبسهولة أن تستشف منه الحقد الأصفر والبغض الأسود، والضغينة الحمقاء، والاحتقار المهين، والتهجم القبيح، والقذف المقذع، والهجاء الفاحش، ولعمري هذا أشين وأقبح في نظري من التغزل الذي يرفضونه، وهم يدعون أنهم يحبون الله ورسوله وجاءوا لإنقاذ الشعراء المتغزلين، ولو أنهم صدقوا في حبهم لله لصلوا وركعوا وطلبوا لهم الهداية ونصحوهم بالحكمة، إنهم يحدثونك عن الموعظة الحسنة وترك الجدال والمراء، وأنه لا يؤمن أحدهم حتَّى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه، ثمّ يسارعون للافتخار والتباهي بالأوسمة والتقديرات والتشريفات الورقية، حسبهم أن لهم من الغرور ما يكفي، ومن الخيلاء ما ينم عن سذاجة واضحة، ودناءة فاضحة، والله أعلم بهم إذا أسروا هل طلبوا الغواني أم فروا، وقد صدق رمضان البوطي رحمه الله حين قال: ولو كانت الذنوب تفوح لما جلس أحدنا بجانب صاحبه.

قد يكون المتغزل مذنبا بينه وبين ربّه ولربما كان مدّعيا أو كاذبا وقد قيل: أعذب الشعر أكذبه، أما هؤلاء الأدعياء فقد أساءوا لأنفسهم أولا، ثم بدل أن يكسبوا الناس ضيعوهم ونشروا الحقد والبغض والضغينة، ولك أن توازن بينهما.

أنا لا أدعي أني محقٌّ وعلى صواب في كل قولي، فلعمري هذه وجهة نظري، ولك أن تنصحني وترشدني بالتي هي أحسن، ومع ذلك لست كارها لهؤلاء ولا لغيرهم إني أحمل حبّا ومودة للجميع حتىّ للذي رفضني أو كسّر قلبي. وقد صدق الفيلسوف الصوفي محي الدين بن عربي حين قال:

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي

 إذا لم يكن ديني إلى دينه داني

 لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ

 فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ

 وبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ

 وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن

 أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ

 ركـائـبهُ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني

وفي النهاية أعتذر عن الإطالة أو سوء الإبانة والله ولي التوفيق


قصيدة تحت مجهر د/ نوال علي حمود.... سرقتني ألوانها منذ الطفولة....بقلم الشاعرة مريم مجدي

 قصيدة تحت مجهر 

 د/ نوال علي حمود 


سرقتني ألوانها منذ الطفولة ورفة جنحها الصغير تدور لاهية" أنى رأت النور ...

الفراشات نعم هي الفراشات بألوانها الرائعة وتجسيدها الأروع لشذرات من حياتنا ...


وقصيدتنا اليوم للأديبة [ مريم مجدي ] من النثر الحداثي 

      ( ق . ن . ح )

      بعنوان ( الفراشات ) 

العنوان : اختارته أديبتنا بكل ما للكلمة من معنى وصورة؛ ليقدم لنا صورة رائعة ، اسم معنى جاء معرفا" وهذا في الإنزياح اللغوي دلالة على المعرفة الأدبية والفنية للدلالة على فكرة تلم بالجوانب كلها ...


وهاهي شاعرتنا تطرق مباشرة موضوعها قائلة : 

( كما الفراشات ...) 

نجدها هنا قد سلطت الضوء من خلال استخدام التشبيه  بواسطة  حرف الكاف والذي عادة هو حرف جر  يفيد التشبيه...

لكن لو نظرنا من الناحية النحوية للتركيب لوجدنا  

(كما ) كافة وكفوفة، ف( الكاف ) حرف جر يفيد التشبيه غير عامل لأنه مكفوف عن العمل ب( ما )، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، و( ما ) حرف كاف مبني على السكون لا محل له من الإعراب… 

لتتبع ذلك بجملة اسمية بدأتها 

ب( الفراشات ) 

موضحة قصدها ومرادها من خلال جمل سردية تخبرنا من خلالها مرادها ..

(كما الفراشات 

أحوم حول زوالي ) 

والزوال لغة له أكثر من معنى 

فأيها أرادت ؟!! وفي كل معنى نجد المناسب 

زَوال:

١_ وَقْت تكون فيه الشَّمسُ في كَبِد السَّماء. ويقال.

"ظُهْر"


٢_ امحّاء أَو عَدَم ظُهُور نَتيجَةَ حَفّ أو غَسْل أو تأَكُّل وتَلَف.

لكنها بالتأكيد قصدت المعنى الثاني في حركة لغوية ملفته 

ولكن كيف يكون ذلك ؟ 

( بنشوة السرور ...) 

الله ما أجمله من وصف وتماهي ...

وهذا ما يشدنا لمراقبة حركة الفراشات وهي تطير وترف بأجنحتها حول هدفها ..

(اطير على ذراع ليل عتيق 

ارتشف رحيق قصيدة .. ) 

وهاهي شاعرتنا ترسم بالكلمة المعنى الذي تحياه في حالتها؛ 

وكأنها تطير متنقلة على ذراع 

طويلة ممتدة لليل يأبى المغادرة ليل (عتيق ) قديم ، 

اعيشه، وامتص منه شهد حسراتي لأحوله لقصيدة كتبها 

(قصيدة لقلب مبتور ) كبلسم أو شفاء لذاك القلب ( المبتور ) 

والبتر  اصطلاحا"هو القطع 

فكيف يكون القلب مبتورا" ؟ 

عندما يكون ناقصا" لأهم أجزائه !!! 

فهل مابتر من القلب 

المحبة ؟؟ أم النبض لرؤية حبيب ...؟ 

(كما الفراشات ارى 

انعكاس الضوء من 

مصابيح عينيك ...) 

نعم هو السر الكبير الذي يدفع بالفراشة للذهاب إلى منبع الضوء غير آبهة بالاحتراق ..

يا لها من صورة وتشبيه فالشاعرة رغم أنها تعلم 

لكنها وظفت الكلمة

 وبينت وجه الشبه من خلال الاستعارة فتارة" نراها مكنية 

وتارة" تصريحية .

لكن احتراقها مؤلم 

(رحيل وقبور ) 

فرحيل الحبيب كالموت والنهاية ...

لكنها تتابع قائلة : 

( واقترب من لهيبك 

مأخوذة بتيارات من

أمواج النور ..)

كما الفراشات ...

تقترب بجاذبية ذاك اللهيب 

تشدها ذبذبات وأمواج 

لساحة كهرطيسية 

تشع بتدافع النور 

(يحترق جناحي 

فتسقط جمراتي 

تدور وأدور )

نعم كما الفراشات أحرقت أجنحتها وهي تسعى لملاقاة 

النور ..

وبخذلان الأنثى العاشقة  تقول ( فتسقط جمراتي ) 

هو لم يتأثر كماتأثرت؛

 أجنحتها 

( تدور وأدور ) هي وجمراتها التي أسقطها الحبيب فغدا القلب مبتورا" ..

( أعد لي ألواني ذات الزهور )

عود على بدء فالزوال الذي حدثتنا عنه في بداية القصيد  ( أحوم حول زوالي ) 

هاهي آثاره ...

(وجناحان رقيقان 

يرفرفان 

بلا فتور )

 تناجي الحبيب ليعيد لها زهو ألوانها التي محاها بريق نور عينيه ..

وتلك الأجنحة التي كانت ترفرف سعيدة بها

 وقد احترقت بنوره الساطع 

( أعد لي انفاسي الأولى )

تلك الأنفاس المتلاحقة التي تصدر بلا إرادة عن المحب عندما يدق القلب وتتغير معادلة الكيمياء ...

( احتضن ضعفي ليضيع 

الحزن ويضيء داخلي 

الكهف المغمور ) 

هي ترجو، وتطلب، وتتأمل أن تعود كما كانت قبل معرفته 

أو معرفة ذاك الحب 

عندها ستتمكن من مساعدة نفسها ، واحتضانها لتشعر بذاتها وقوتها وأمانها من جديد 

ويعود النور يضيء صدرها 

المغمور بدفء الاحتضان والحياة ...


أبدعت شاعرتنا وأظهرت مخزونا" من الصور اللغوية والبيانية ، ورسمت بالكلمات تجسيدا" فاق النحت 

والتشكيل لتوضحي صورة العاشقة بكل الفطرة ، وقسوة الحياة على القلب المحب .

و أرجو الاهتمام بما يلي 

 ١_ عدم إهمال همزات القطع

٢_ترتيب القصيد بشكل يخدم المبنى أكثر ويزيد من قوة المعنى . 

٣_ ضرورة وضع علامات الترقيم  .

كل التوفيق والنجاح دائما" للشاعرة السامقة .

بقلمي الأديبة والناقدة

 د/ نوال علي حمود

*****************

قصيدة بقلم الشاعرة 

    مريم مجدي


الفراشات 


كما الفراشات

 احوم حول زوالي

 بنشوة السرور 

أطير على ذراع

 ليل عتيق ارتشف

رحيق قصيدة لقلب 

مبتور 

كما الفراشات ارى 

انعكاس الضوء من 

مصاببح عينيك

 رحيل وقبور 

واقترب من لهيبك 

مأخوذة بتيارات من

امواج النور 

يحترق جناحي

 فتسقط جمراتي

 تدور وادور 

اعد لي الواني ذات

 الزهور وجناحان

 رقيقان يرفرفان 

بلا فتور 

اعد لي انفاسي الاولى 

وجمال التكوين من

 طين وقشور

احتضن ضعفي ليضيع

الحزن ويضئ داخلي

 الكهف المغمور 


بقلمي مريم مجدي.

@الجميع

وجاء الرحيل.... بقلم الشاعرة الأديبة.... روحية صلاح

 وجاء الرحيل

قصيدة فصحى بقلم الشاعرة/ 

 روحية صلاح

وها هي الأيام تنثرنا سرابا في المدى

ويظل حبنا في الجوانح .......يختنق

وهاهو .....الرحيل..... يأتي

قد صاح في عيوننا .....الأرق

أنفاسنا تعثرت بين الضلوع

وجاء..... يشطرنا القلق

وهاهو عمري بين يديك

رماد أحلام وشيء من ورق

ضوء طريد تطويه الغيوم

ووجه شاحب كلون الشفق

كنت لك ....نجما ساطعا

في........ سماء الحب

لكنه ......... احترق

كنت لك .... زهرة الخريف

ورود...... وعبق

والآن ....... من أنا ؟

هل كنت بين يديك 

طائرة من ورق ؟

طائر هزيل ..... يطير 

           في الأفق

ياليتها لم تكن هذه الحياة

ليتهم يوم مولدي قالوا :

جنين ....... واختنق

تذكرة بقلم الراقي محمد الدبلي الفاطمي

 تَذْكِرةً حُبُّ التّكاثُرِ في الإنْسانِ نُقصانُ ورِبْحُهُ دونَ فِعْلِ الخَيْرِ خُسرانُ وكُلُّ حالٍ أتانا لا تباتَ لهُ فإنَّ فَحْواهُ في مَع...