بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 27 يوليو 2023

قصيدة تحت مجهر د/ نوال علي حمود.... سرقتني ألوانها منذ الطفولة....بقلم الشاعرة مريم مجدي

 قصيدة تحت مجهر 

 د/ نوال علي حمود 


سرقتني ألوانها منذ الطفولة ورفة جنحها الصغير تدور لاهية" أنى رأت النور ...

الفراشات نعم هي الفراشات بألوانها الرائعة وتجسيدها الأروع لشذرات من حياتنا ...


وقصيدتنا اليوم للأديبة [ مريم مجدي ] من النثر الحداثي 

      ( ق . ن . ح )

      بعنوان ( الفراشات ) 

العنوان : اختارته أديبتنا بكل ما للكلمة من معنى وصورة؛ ليقدم لنا صورة رائعة ، اسم معنى جاء معرفا" وهذا في الإنزياح اللغوي دلالة على المعرفة الأدبية والفنية للدلالة على فكرة تلم بالجوانب كلها ...


وهاهي شاعرتنا تطرق مباشرة موضوعها قائلة : 

( كما الفراشات ...) 

نجدها هنا قد سلطت الضوء من خلال استخدام التشبيه  بواسطة  حرف الكاف والذي عادة هو حرف جر  يفيد التشبيه...

لكن لو نظرنا من الناحية النحوية للتركيب لوجدنا  

(كما ) كافة وكفوفة، ف( الكاف ) حرف جر يفيد التشبيه غير عامل لأنه مكفوف عن العمل ب( ما )، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، و( ما ) حرف كاف مبني على السكون لا محل له من الإعراب… 

لتتبع ذلك بجملة اسمية بدأتها 

ب( الفراشات ) 

موضحة قصدها ومرادها من خلال جمل سردية تخبرنا من خلالها مرادها ..

(كما الفراشات 

أحوم حول زوالي ) 

والزوال لغة له أكثر من معنى 

فأيها أرادت ؟!! وفي كل معنى نجد المناسب 

زَوال:

١_ وَقْت تكون فيه الشَّمسُ في كَبِد السَّماء. ويقال.

"ظُهْر"


٢_ امحّاء أَو عَدَم ظُهُور نَتيجَةَ حَفّ أو غَسْل أو تأَكُّل وتَلَف.

لكنها بالتأكيد قصدت المعنى الثاني في حركة لغوية ملفته 

ولكن كيف يكون ذلك ؟ 

( بنشوة السرور ...) 

الله ما أجمله من وصف وتماهي ...

وهذا ما يشدنا لمراقبة حركة الفراشات وهي تطير وترف بأجنحتها حول هدفها ..

(اطير على ذراع ليل عتيق 

ارتشف رحيق قصيدة .. ) 

وهاهي شاعرتنا ترسم بالكلمة المعنى الذي تحياه في حالتها؛ 

وكأنها تطير متنقلة على ذراع 

طويلة ممتدة لليل يأبى المغادرة ليل (عتيق ) قديم ، 

اعيشه، وامتص منه شهد حسراتي لأحوله لقصيدة كتبها 

(قصيدة لقلب مبتور ) كبلسم أو شفاء لذاك القلب ( المبتور ) 

والبتر  اصطلاحا"هو القطع 

فكيف يكون القلب مبتورا" ؟ 

عندما يكون ناقصا" لأهم أجزائه !!! 

فهل مابتر من القلب 

المحبة ؟؟ أم النبض لرؤية حبيب ...؟ 

(كما الفراشات ارى 

انعكاس الضوء من 

مصابيح عينيك ...) 

نعم هو السر الكبير الذي يدفع بالفراشة للذهاب إلى منبع الضوء غير آبهة بالاحتراق ..

يا لها من صورة وتشبيه فالشاعرة رغم أنها تعلم 

لكنها وظفت الكلمة

 وبينت وجه الشبه من خلال الاستعارة فتارة" نراها مكنية 

وتارة" تصريحية .

لكن احتراقها مؤلم 

(رحيل وقبور ) 

فرحيل الحبيب كالموت والنهاية ...

لكنها تتابع قائلة : 

( واقترب من لهيبك 

مأخوذة بتيارات من

أمواج النور ..)

كما الفراشات ...

تقترب بجاذبية ذاك اللهيب 

تشدها ذبذبات وأمواج 

لساحة كهرطيسية 

تشع بتدافع النور 

(يحترق جناحي 

فتسقط جمراتي 

تدور وأدور )

نعم كما الفراشات أحرقت أجنحتها وهي تسعى لملاقاة 

النور ..

وبخذلان الأنثى العاشقة  تقول ( فتسقط جمراتي ) 

هو لم يتأثر كماتأثرت؛

 أجنحتها 

( تدور وأدور ) هي وجمراتها التي أسقطها الحبيب فغدا القلب مبتورا" ..

( أعد لي ألواني ذات الزهور )

عود على بدء فالزوال الذي حدثتنا عنه في بداية القصيد  ( أحوم حول زوالي ) 

هاهي آثاره ...

(وجناحان رقيقان 

يرفرفان 

بلا فتور )

 تناجي الحبيب ليعيد لها زهو ألوانها التي محاها بريق نور عينيه ..

وتلك الأجنحة التي كانت ترفرف سعيدة بها

 وقد احترقت بنوره الساطع 

( أعد لي انفاسي الأولى )

تلك الأنفاس المتلاحقة التي تصدر بلا إرادة عن المحب عندما يدق القلب وتتغير معادلة الكيمياء ...

( احتضن ضعفي ليضيع 

الحزن ويضيء داخلي 

الكهف المغمور ) 

هي ترجو، وتطلب، وتتأمل أن تعود كما كانت قبل معرفته 

أو معرفة ذاك الحب 

عندها ستتمكن من مساعدة نفسها ، واحتضانها لتشعر بذاتها وقوتها وأمانها من جديد 

ويعود النور يضيء صدرها 

المغمور بدفء الاحتضان والحياة ...


أبدعت شاعرتنا وأظهرت مخزونا" من الصور اللغوية والبيانية ، ورسمت بالكلمات تجسيدا" فاق النحت 

والتشكيل لتوضحي صورة العاشقة بكل الفطرة ، وقسوة الحياة على القلب المحب .

و أرجو الاهتمام بما يلي 

 ١_ عدم إهمال همزات القطع

٢_ترتيب القصيد بشكل يخدم المبنى أكثر ويزيد من قوة المعنى . 

٣_ ضرورة وضع علامات الترقيم  .

كل التوفيق والنجاح دائما" للشاعرة السامقة .

بقلمي الأديبة والناقدة

 د/ نوال علي حمود

*****************

قصيدة بقلم الشاعرة 

    مريم مجدي


الفراشات 


كما الفراشات

 احوم حول زوالي

 بنشوة السرور 

أطير على ذراع

 ليل عتيق ارتشف

رحيق قصيدة لقلب 

مبتور 

كما الفراشات ارى 

انعكاس الضوء من 

مصاببح عينيك

 رحيل وقبور 

واقترب من لهيبك 

مأخوذة بتيارات من

امواج النور 

يحترق جناحي

 فتسقط جمراتي

 تدور وادور 

اعد لي الواني ذات

 الزهور وجناحان

 رقيقان يرفرفان 

بلا فتور 

اعد لي انفاسي الاولى 

وجمال التكوين من

 طين وقشور

احتضن ضعفي ليضيع

الحزن ويضئ داخلي

 الكهف المغمور 


بقلمي مريم مجدي.

@الجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

على حبال الشوق بقلم الراقي حميدة جيلالي حميده

 على حبال الشوق اسقيني وصالك على سبيل الإشتياق  تناديك روحي  لموعد مستحيل فألتقيك  بين خواطري والسطور احلامي يسبقها املي تناديك روحي وانفاسي...