جرار الحب و دنان الرحيل
أمامك سيدي ,
أنا الهارب إليك
ما زلت .
و أنت العابث
بأسراري ,
ستظل .
لك أفصح عن خوفي .
ما زال قلمي
ينزف دماء العابرين
في حلمي ,
صور الخارجين
من حلمي
إلى فوهة الصور .
ألهج بفوضاي ,
و يصير ثوب السؤال
أصواتا تعبر المكان .
ما دمت سيدي .
فلا تؤاخذني
إن استبد بي الحنين
و المقام .
و أجهش بالماء
المتدفق من نافورة الذكرى .
و أمني العين بما قد يفيض,
من صورتساقطت ,
خلف سياج قلبي ,
وما انكسر منها ,
من جرار الحب ,
و دنان الرحيل .
كنت شاردا ,
حين أحرقوا أناملي ,
و حين كنت ممسكا
بمفاتيح بلا أقفال .
و أبوابا بلا رتاج .
فتهاوت
كل المساءات .
و اشتعلت كل الصور .
و انتشت كل الأجراس ,
بخيبة الصوت .
ما سقطت سيدي .
أمامك سيدي
أصلب لساني المشتبك ,
في حروب ليست لي .
هنا
و حتما ليس هناك
أنزع قبعة الكلام .
و آتيك حافي اللسان ,
إلا بما علق
في جوف العين من سهام .
كيف لي أن أصون
كل هذه الصور,
من عبث المكان ,
و صخب الزمان .
من تأفف الشيب ,
وعطش السؤال .
أقذف الأحلام من نافدتي ,
و أبدد الأمنيات
على عروسات الجن .
هنا
و ليست هناك دون شك ,
تسرح أشباحي
في كل الإتجاهات .
و إذ بي أرغبك أهلا ,
إن رضيت بي سهلا ,
ما خنت الجرح .
ابسط لي إذن من روحك سيدي
إن شئت ,
كي تغرب عني ,
هذي الأرواح اللقيطة .
و مدني
بالهدير المشتعل ,
فلا أبرح أبهاءك سيدي .
ما دمت سيدي ,
نشيدي الخالد .
و ها أنا أتوسد الفكرة ,
كي لا ينهبها الإعياء المفاجئ ؟
سأبحث
عن بياضات أخرى ,
كي أدون أحلامي المستحيلة .
أمامي السؤال ,
ما انفك يشاطرني
مضجع الحرف ؟
مهزلة
اسمها الغد المشرق .
و الآن أنهض
من تعبي .
تتلقفني المدينة ,
بتفاصيل خبلها الأكيد .
تصيبني بالكساح المفاجئ ,
و ضمور المعنى .
أغمض عيني ,
وأنتشي بالفراغ ......
إدريس سراج
فاس / المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .