بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 25 يناير 2024

حين تصبح الحياة طاغية بقلم الراقي إبراهيم العمر

 حين تصبح الحياة طاغية 

بقلم الشاعر إبراهيم العمر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحيانا كثيرة تصبح الحياة طاغية ؛

تستحم بدموع عشاقها

وتتعطر بدماء قتلاها .

لا شيء عقلاني ،

كل شيء يتراكض ويتدافع حتى الثواني ،

تتشابك ، تتعارك ، تتوه في الاتجاهات ؛

حتى يضيع الإحساس بالوقت .

قد يكون الغد بعد سنة ،

وقد يكون بعد لحظة .

لكن دائما ، دون شك ،

أحيانا تشعر ، أن هناك غدا سيأتي .

وتفقد الإحساس بالوزن

وتعيش حالة انعدام الجاذبية .

الروح بين النجوم تسوح

تظن كل شيء مسموح

وكل شيء ممكن وممنوح .

ليست هناك أية عوائق

بين الفعل والفكرة ،

بين المبادرة وردة الفعل ،

بين الدافع والرغبة ،

بين السبب والمسبب .

المساحات والمسافات تفقد كل تلك الخطوط التي تحدّها .

ليس هناك مكان للكآبة والنكد في الأرواح الفسيحة .

ويجب أن تتمون من الفرح والسعادة قبل أن يأتي الغد ،

وقبل أن تبدأ حياة جديدة ومشوارا جديدا .

تتعلم كيف تطيل فترة الانفعال ،

تتعلم كيف تطيل عمر البهجة والانبهار،

تتعلم كيف تستمتع بالصبر

وتطيل فترات الانتظار .

تتعلم كيف تتعامل مع قلبك

وتتقرب من روحك .

تتمنى أن ترمي حجرا في الفراغ ،

تتمنى ديمومة اللحظة ،

تتمنى أن تستنسخ من ومضات السعادة ؛

لتعيد اللحظة كلما تنتهي .


تتمنى لو تستبدل لحظات عمرك المجهولة

بلحظات مستنسخة .

لحظات قد خبرت حلاوتها

وتذوقت كل ما تحوي من مرارة وألم وشوق وعذاب .

قد يحوي الغيب لحظات تفوقها سحرا وجمالا ؛

لكن أبدا لحظة الحب التي نعيشها ،

نتمنّى أن يتوقف عندها الزمن . 


نتمنّى أن يتوقف الوقت عند لحظة ،

عند نظرة ،

عند همسة ، 

عند لمسة . 

تماما كما يحدث عندما تلامس منخريك زهرة غرد ينيا .

تماما كما يحدث عندما تعانق أذنك أصداء همسة حب رقيقة .

تماما كما يحدث للعاشق الذي يمضي الليل بين الأمل والذكرى ، 

وخيال من يحب ويهوى يداعب كل حواسه .

يستمتع بألم السهر

وحرارة الشوق

ومرارة الانتظار .

يتمنّى أن لا ينتهي من عمره الانتظار ،

يتمنّى أن لا تنطفئ نار الشوق .

يود أن يعيش كل تفاصيل اليوم ، 

وأن يؤخّر غروب الشمس .

فقد يكون هناك غدا وقد لا يكون .

وقد تكون لحظة الحب والبهجة

التي يعيشها الآن آخر لحظة ،

قد لا تتكرر .


كم هو مؤلم للروح هذا الجرح ،

وهذا النزيف ،  

الذي يتسبّب به انسلاخك عن لحظة حرية ، 

و تترك يد من تحب يدك ،

ويفارق خيال من تعشق خيالك .

وتختنق كل الكلمات التي لم تتلفّظ بها .

تسري الحرقة في جسدك ويلفّك الصقيع ؛

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

على أرضفة الاحتجاج بقلم الراقي أنس كريم

 على أرصفة الإحتجاج. رأيتهم مبتسمين حالمين  متلاصقين كالأزهار تجمعهم الفرحة في الجلسة العائلية  قد تحنو عليهم لحظة حضن تنعش ذاكرتهم الحية قد...