قصيدة تحت المجهر
بقلم الدكتورة نوال علي حمود
🤔اليوم اختارني نص قبل أن اختاره ، نص حداثي بامتياز
لأديبة متمكنه من أدوات اشتغالها الأديبة الرائعة والصديقة [ سا مية سامية برهومي ]
قدمت لنا قصيدها بأسلوب شيق ( ق .ن . ح ) قصيد نثر حداثي بامتياز ...
عندما يتماهى الأديب مع فكره ونبض حرفه يشخص من أدواته رفاق المسير ، ويضمهم إلى أصحابه كخيرة أرادها حتى النهاية ، وأحاسيس مرهفة يحاول عدم خدشها وبلسمتها دائما"
وأديبتنا الراقية سطرت عنوانها بكثير من أناقة التعبير وكياسة الحرف الراقي
( معذرة كراسي )
عنوان يختصر كل المسافات ويزيد من عمق العلاقات ، والاعتذار أسلوب أكثر من راقي وحضاري ، يمتطي حصن الأمان بين الأصدقاء فكيف إذا كان هذا الإعتذار ل_ كراسها _ صديقها الذي تأتمنه على نور فكرها ونبضات قلبها ...
خواطرها ،نفسها أفكارها وكل أحاسيسها وما يقلبه الزمان أمام قلبها ونبض يتدفق في عروقها ...
نعم _معذرة كراسي _ في كل ورقة فيك تنام أنفاسي مع همساتي ....
_(مازال يسفك دمع المداد
إحساسي ...)
ما زال : فعل ماض ناقص من أخوات كان يعمل عملها، يدلّ على الاستمرار ويأتي مسبوقًا بأداة نفي ...
استخدمته الشاعرة لتؤكد لنا من خلال صورة بيانية متكاملة حالتها التي تعيشها ، وهي التي استخدمت بدل دمع العين دمعا" بألوان أحاسيسها ليسطر حروفها ...
استخدمت المضارع من (سفك) بمعنى[ أَراق، أَهْرَقَ.
"سَفَكَ دماءَ أَعدائه."]
أما (سفك الكلام ) :فهو نشره
وببراعة استخدمته لنشر أحاسيسها ...
_(مازالت أطياف شاطيء الأمان
ترسل خيالات السراب )
تنتقل بنا من خلال ملكة الحرف الباحث عن الأمان إلى خيال تجسده كميناء على شط ينتظر إما الدخول في عمق الحياة أو الهجرة ثانية بين أمواج الحياة
( ترسل خيالات السراب.. )
خيالات : جمع خيال لكنه ليس اي خيال فهو هنا
الخيال الممتد : وهو إلحاق الصورة ببعض صفات ( المشبه به)...
وتسمى الصورة الممتدة المرشحة وفيها تقوية للصورة. وتسمى أيضا" الصورة المجردة فتضعف الصورة معها
و ( السراب ) : ما يشهد في منتصف النهار في الصحراء بسبب شدة الحر
وهذا وَهْم أو مَظْهر مُغْرٍ وخادع.
( مازالت تكذب ظني
أحاديث طفلة لامرأة
تنتحب ..)
لكن هناك دائما" في عقلي الباطن تلك الطفلة التي تثق بالعالم وبصدق معرفتها ومعلوماتها مؤكدة" ان ظني ( ظن المرأة ) ليس بمحله ..
_ أحاديث طفلة لإمرأة تنتحب..
ياله من حديث تتوق النفس له ليؤنسها ويواسيها وهي في أعظم حالات الضعف والوجع
_( هاهي تنسحب ..)
ماعادت تستطيع الانتظار أكثر ولا حتى السماع ..
_(يطفو على السطح مسح غريب ..)
يظهر على الوجه / مقارنه رائعة يربطها تشبيه رائع
هو ذاك الإحساس الذي يرسم على الوجه عند اتخاذ قرار ، مهما كان هذا القرار ...
_( كفنوا طفلتي ..)
ماعادت تحتمل او تصبر فتلك الطفلة وبراءتها وأحلامها قتلوها منذ زمن فلتكفن وبعد الكفن والصلاة لابد من الدفن
_ (أيها العالقون بين متاريس.) وأية متاريس هذه
هي رمزية الحرب وويلاتها وبقاء الانسان في حالة من التأهب للدفاع عن النفس
ففي كل مكان تشتعل الحروب وبين جنباتها نحن عالقون
_ ( مزقت ستار الليل العتيق ...) نعم اختلفت المقاييس ذاك الليل الذي وهبنا الله ليكون السكن والأمن والحمى منذ التكوين
ها هو يمزق بكل أنواع الاسلحة والدمار والانتهاك وترمينا بشلل عقيم من الفكر وفي توهان الشاردة ... إذ لافائدة .
_ ( علها تكف عن التنقيب ...
شاردتي )
_ ( أخبروا قبري بأنه يختلف )
لأنه أصبح اختياري وهدفي ..
_ ( لأنني عكس الآخرين ..)
فأنا اختلف عن غيري ، أعلن استسلامي وأحن لسمون وهدوء لنوم طويل ...
- (أحن للنوم طويلا" ، بين جنباته الرطبة )
ولن يوفر ذاك النوم إلا القبر ورطوبة تربته فإليها المعاد
-( ستحتوي رحمة الله رميمي ..)
نفحة من الإيمان الذي نشأت شاعرتنا عليه فتغلغل بالشكر في روحها لينعكس ثقة" وإيمانا" بوعد من الرحمن لحياة بعد موت وانتقال من دنيا الشقاءإلى دار البقاء في جنات النعيم ...
فقد أخبرتني طفلتي الصغيرة
قبل ان تفارقني بأنني شهيدة
- ( طفلتي وعدتني
بأنني شهيدة )
وبكل إيمان توضح أن ثقتها بالله كبيرة ووعده الحق سيجري عليها ، ووعدتها ثقتها بل واعدتها بجزاء جميل لصبرها . ...كيف لا وهذا وعد الله لمن يصبر ويصابر
-( ثقتي بالله واعدتني
بأن ألقى جزاء صبر جميل ..
يتصدر شعار التركيبة
لامرأة تحتلها طفلة )
أي شعار وأي تركيبة لطفلة تحتل إمرأة بالغة وتقودها بكل إيمان بعيدا" عن قطار حياة
يحمل كل المتناقضات مابين شرق وطن عربي جمعنا ومغربه .
بوركت شاعرتنا وبورك فكر جاب الحياة بكثير من النور والعطاء .
الأربعاء ٢٤/ ١ / ٢٠٢٤م
بقلمي الأديبة والناقدة عشتااار سوريااا
د. نوال علي حمود
* * * * * * *
قصيدة : معذرة كراسي
للأديبة الشاعرة سامية برهومي
معذرة كراسي
مازال يسفك دمع المداد إحساسي ..
ما زالت اطياف شاطئ الأمان ؛
ترسل خيالات السراب ..
ما زالت تُكَذب ظني ..
أحاديث طفلة لإمرأة تنتحب ..
ها هي تنسحب ..
يطفو على السطح مسح غريب ؛
كفنوا طفلتي .. !!
أيها العالقون بين متاريس
مزقت ستار الليل العتيق ؛
علها تكف عن التنقيب شاردتي ..
أخبروا قبري بأنه يختلف ..
لأنني عكس الآخرين
أحن للنوم طويلا"
بين جنباته الرطبة
ستحتوي رحمة الله
رميمي
أول منازل الآخرة
باحتفال سيلتقيني..
طفلتي وعدتني ..!!
بأنني شهيدة
ثقتي بالله واعدتني
بأن القى جزاء صبر جميل ..
يتصدر شعار التركيبة ..
لامرأه تحتلها طفلة
ترفض ركوب القطار.
سامية برهومي
@الجميع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .