عذراً أحبتي لغيابي عنكم/
فبعد انقطاعِ طويلٍ بسبب ظروف الحرب .تفجّرَ البركان بالحِمم
-------------- الجُرحُ الدّامي /غزّة العزّة ---------------
أمست لمَدرجةِ الخطوب منارا.....وغدت لمَن طلَبَ الفَخار فخارا
لم تقبلِ التّركيعَ فوقَ تُرابِها...........فتفَجّرَت رُغمَ الحِصار شَرارا
عبَرَت حُصونَ الشِّركِ تجتازُ الرّدى....وتدُكُّ أسواراً لهم وغِمارا
أسراً وتقتيلاً تُشتِّتُ شَملَهُم ..............وتقودُهم مثلَ الشّياهِ صَغارا
وثُغاؤُهم يعلو على أظلافِهِم ...............وهروبُ قادَتِهم يُثيرُ غُبارا
هاجوا وماجوا ،ولوَلُوا ثمَّ انثَنَوْا ..نحو الملاجئِ يَرجِفونَ سكارى
نفَثوا دُخانَ الحِقدِ سِحراً حالِكاً.........بينَ المَشافي والمدارِسِ نارا
قصَفوا البيوتَ وحَطّموا بُنيانَها ............ليلاً توالى قَصفُهُم ونَهارا
تلكَ المساجِدُ والمدارسُ حُطِّمَت.............وتحوَّلت مِن كيدِهم آثارا
والطفلُ باكٍ حينَ ماتت أُمُّهُ ........... وأبوهُ مِن خلفِ الرُّكامِ توارى
جَرفوا المقابرَ أخرَجوا أشلاءَها...نَهبوا البُيوتَ وقطَّعوا الأشجارا
وتعالتِ الصّرَخاتُ ترفُضُ ما رأَت.....وتُقَلِّبُ الأسماعَ والأبصارا
جاءَت جيوشٌ كالوُحوشِ تَجرُّها ........أفيالُ بُؤسِ تَعبُرُ الأمصارا
وبَوارجٌ ومَدافِعٌ وقنابلٌ .....................جاءَت لقتلِ الأبرِياءِ جِهارا
وعَلَا وجوهَ المُرجِفينَ تجَهُّمٌ.......والصّمت والخذلانُ صارَ قَرارا
يا غزّة القسّام لا تترَدّدي ............ النّصرُ بات بمِعصَميكِ سوارا
واستصرخي هممَ الرِّجال وقد طوَوْا .تحتَ الرُّكامِ أعزَّةً وصِغارا
أطفالُهم بالبردِ بينَ أراملٍ .............تحت الخيامِ تُصارعُ الأمطارا
والسّيلُ يجرِفُ ما يَطولُ معَ الثّرى...ومَتاعُهم خلفَ الملابِسِ طارا
ما ضرَكِ الخُذلانُ من متَقاعسِ ..........قَبِلَ الخُنوعَ وآثَرَ الأوتارا
يئِست حماةُ العُربِ عَن تَحريرِها.غضّوا العُيونَ وأقفلوا الأستارا
الخوفُ والخذلانُ شتّتَ شملَهُم ..........حتّى غدوا لعَدُوِّهِم أنصارا
صُمَّت لصوتِكَ فجأةً آذانُهُم...............وتعَنَّتوا واستكبروا استكبارا
أحفادُ منديلّا أبَوْا أن يصمِتوا..........عرفوا بأنّ الصّمتَ يُولِدُ عارا
فاستنجدوا بالعدلِ يُصدرُ حكمَه..........ويصوغُ ضدّ الظالمينَ قرارا
أبت العروبةُ أن تُرى سبّاقةً ..............حتّى يُرَوْا بينَ الكِبارِ كبارا
حوثيُّنا ترِبَت يداهُ وبورِكت ...............لمّا على سفُنِ العدوِّ أغارا
لمّا نهَضتَ تُثيرُ فينا نخوةً ................وتشُدُّ حَبلَ الوصلِ لمّا مارا
أبطالُ غزّةَ قد علوتُم مَنزِلاً .............وثَباتُكُم ملأَ الوَرى إصرارا
وأرى عصا القسّامِ لمّا أُلقِيَت .......صارت أفاعي تلقَفُ الأشرارا
جُندٌ تهاوَت كالذُّبابِ صريعةٌ.........تَخشى الرّدى وتَلوذُ مِنهُ فرارا
يا وائلَ الدّحدوحِ يا أعجوبَةً................باتت مِثالاً يُحتَذى وشِعارا
أَسستَ مجداً للصّحافةِ باقِياً...............أَمَدَ الحياةِ ليُتحِفَ الأسفارا
لمّا رآكَ الصّبرُ أجفَلَ عاجِزاً ............خَجِلاً فقَبَّلَ رأسَكُم وتوارى
ومُحَلِّلٌ جادَ الزّمانُ بِمثلِهِ...............صنَعَ الحُروفَ وحلّلَ الأخبارا
ناداهُ مِن قلبِ الوقيعةِ ثائرُ................. حلّلْ أيا دوريُّ ما قد صارا
أشفى قلوبَ المسلمينَ بقولِهِ .................مازالَ سيفُ كلامِه بتّارا
سيُسجّلُ التاريخُ ما كتَبَ الورى.............ويعودُ رغمَ قُيودِه دوّارا
وتعودُ للأقصى مكانةُ أهلِهِ...........وترى الشّعوبَ بأرضِه أطهارا
يا ربّ نَصرَكَ فالحناجرُ أدمِيَت ...........والقتلُ والتهجيرُ جرَّ تبارا
أثنى عليكِ اللهُ يا قُدسَ الهُدى.........وبفَضل ثاني المسجديْنِ أشارا
-----------------------------------------------------
28/1/2024 الأحد
عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .