بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 30 يناير 2024

قصاصة في دفتر الزمن بقلم الراقي محمد حسام الدين دويدري

 قُصاصَة في دفتر الزمن

محمد حسام الدين دويدري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

1

جَلَسْتُ في هُنَيهَةٍ أقلِّبُ السُطورْ

فأستَزيدُ مِنْ جَنَاها حينما تَثورْ

وأمتَطي صِهاءَها لأعبرَ العُصورْ

فَرَاعَني في أفقها حَمامَةٌ تَطيرْ

تَجوبُ فوقَ أرضِنا

لِتَدخُلَ القُصورْ

فَتَرتَقي مكانها في حَضرَةِ الأميرْ

وتفرد الجَناحَ حتى نُبهِرَ الحُضورْ

بِفِعلِها المُثيرْ

تقولُ، في حُزنٍ تَشَظَّى: سَيِّدي الأميرْ

هُناكَ في مَدائِنٍ تَحُفُّها القُبورْ

سَمِعتُ صوتَ طِفلَةٍ في مَهدِها الصغيرْ

تُكابِدُ البُرُوقَ والحُروقَ والشُرورْ

وتَصطَلي في ظُلمَةٍ عَظَائِمَ الأمورْ

وأنتَ تَسمو في مَدى فِراشِكَ الوَثيرْ

تُدَبِّجُ السُطورْ

وتَفرِضُ الأمورْ

وتُهرِقُ العُطورَ والبَخورْ

وفي المَساءِ؛ مثل كلِّ لَيلةٍ

تُعانِقُ النِساءْ

وتَشربُ الخُمورْ

لِتَصنَعَ السُرورَ والحُبورْ

فهلْ عَلِمْتَ؛ سيدي الأمير؛ ما يَدورْ...؟!

في مُلْكِكَ الكَبيرْ...؟!

2

يا سَيِّدي الأميرْ

تَرَكتُ في مَدَائِنِ الآمالِ والنَدَى

مَواكِباً تُحاوِلُ العُبورَ في المَدى

وأُمَّةً تُريدُ أنْ تَعيشَ في الهُدى

وسربَ حُبٍّ يَحملُ الراياتِ مُنجِدا

كي يَقهَرَ العِدى

وينثرَ البُذورْ

فَتُزهِر العُصورْ

فَهَلْ عَلِمْتَ؛ في ندى يُمْناكَ؛ ما يَدورْ

يا سَيِّدي الأميرْ....؟!

3

تَبَسَّمَ الأميرُ في هُنَيهَةٍ يُحاصِرُ الملامْ

وسَلَّ مِنْ كِنانَةٍ بِقُربِهِ السِهامْ

فغَاصَ في جَنَاحِها

وأخرَسَ الكلامْ

ورامَهَا فَرِيسَةً لَذيذةً شَهِيَّةً

طَرِيَّةَ العِظامْ

وهكذا يا سادَتي

كما في كُلِّ لَيلَةٍ

نراهُ فوقَ ريشها قي سكرَةٍ يَنامْ

...........................

الأربعاء 16 /12 /2012

 من مجموعة: على ضفاف القلق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

هذا أنا بقلم الراقي معز ماني

 هذا أنا ...                                                                   هل ينفع الندم بعد الطوفان  وهل تستوي  الخطيئة مع الذنب في صكو...