يا عازفا للناي ماذا فعلت بي
والله قد أهلكت قلبا مغرما
أحييت فينا ألف جرح غائر
كنا نظن بأنها طابت وما
أشعلت هذا الناي في حلقاته
وكأنما شفتاك نار جهنما
بالله ماذا همست في آحشائه
حتى انتهى من صمته وتكلما
إني أظنك عاشقا مثلي فلا
تنكر فراسة عاشق ومتيما
فحديث نفسك بان في آهاته
وأنين روحك قد أذيع وترجما
أحبيبة قطعت عليك وصالها
واستبدلتك بمن جميل أوسما
أم أنها ماتت ورحت لتقتفي
أخبارها والناي كي تترحما
يا عازفا للناي كيف جمالها
وكيف ذاك الخصر حين تهجما
وكيف ذاك الخد حين لمسته
وكيف ذاك الثغر حين تبسما
وكيف ذاك الشعر حين رمت به
وكأنه ريش الغراب الأعصما
يا ناي لا تمطر علينا سحابة
من الدموع كأنها ودق السما
يا ناي أطلقت العنان لشوقنا
وما لنا من فارس أو ملجما
يا عازفا للناي أخفض للهوى
جناح ذل كيف تفوز وتنعما
ولا تقل دمعي عصي في الهوى
حتى ولو كنت الإمام الأعظما
لو يعلم الربان ما في البحر ما
حمل الشباك وما تجرأ أو رمى
يا عاذلا للناي في نوح الهوى
لو كنت في ذاك الهوى لن تسلما
كم من فتى ركب الهوى في سرة
وكان في وسع المقام مكرما
فلما هاج عليه عاد لوعيه
وتاب من هذا الركوب وأقسما
وقال نار العشق قد أفضت لها
نار السعير بأن نارها أرحما
يا ناي داو وابرد العشق الذي
حرق الحشاشة بعد شوق مجرما
يا ناي لا تنبش على قبر مضى
زمن طويل لم نزر ونسلما
والحزن فوق ثلاثة لا جائز
على الذي تحت التراب قد احتمى
يا ناي أبعد قد تعبت من البكا
واشتقت يوما فيه أن أتبسما
لأحرقنك إن أبيت فراقنا
ولأنسفنك خلف هاتي الأنجما
ولأجلسن وأسمعن إلى الهوى
حتى ولو كنت الفقيه الأعلما
ولأكوين القلب في شريانه
حتى أرى لون السواد الأفحما
الدكتور خالد فريطاس الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .