،أزهار الخريف
تمشي إلى حيث لا تدري يسير بها
درب المسير ولا تدري مساعيها
كأنما الدرب من يسعى براكبه
أسيرة في شراع الجهل شاريها
تاهت بها عاصفات الشوق من لجب
لضفة لم تجد فيها أمانيها
تلعثم الخطو في أحلام ناشرة
جدائلا فوق أرداف تواريها
كان الربيع لها بستان أغنية
وروضة الحب تنمو في معانيها
ألهت خمائله الغناء ما بعثت
في قلبها من أحاسيس تواليها
لم تتخذه لها حصنا تلوذ به
من لفحة الريح كي تزكو دواليها
أظمت غواديه والأزهار أذبلها
شم الخنازير والذبان راميها
لو أنها أودعتها الستر واحتفظت
بالشهد في برعم الأزهار غاليها
لم يذبل الغصن والأوراق تحرسه
تمده بالحيا و الجذر حاميها
هل حقق السعي في المجهول غايتها
ظنت ولكنها خابت مساعيها
كم قيل يا وردتي يا روح أمنيتي
إن تحزن الروح أنت من يساليها
أنت الملاك الذي في القلب مسكنه
بغيرك الأرض لا تحلو روابيها
أصغت إلى بسمة بالسحر هبت على
صبابة الشوق والأهواء ذاكيها
واستسلمت للهوى في غير موطنه
أتى الجراد على أغلى محاميها
مرعى الذئاب غدت جرداء عارية
لا ورد فيها ولا زهرا يواسيها
نامت على حسرة المغدور صحوتها
من غفلة اللهو في أردى مآسيها
تبكي ربيعا أحال الطيش بهجته
زهر الخريف رفاة الروض عاقبها
حتى الذئاب تخلت عن حدائقها
لما رأتها كجذع النخل خاويها
هنا غدا. اليأس والإحباط سلعتها
وعطرها ألسن السفهان
راويها
جابر الجشيبي
١٨/٥/٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .