بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 31 مايو 2023

مكافأة.... بقلم الكاتبة الأديبة...سوسن حيدر ( شام

 مكافأة
...............................
     أنهتْ المرحلة الثّانويّة بتفوّق ، وكانت من عائلة فقيرة . لم تتمكّن أمّها الأرملة من أن تكمل لها دراستها الجامعيّة.
     تزوّجت من ابن جارتها ، وهو شاب طيّب ، خلوق ، حنون . وكان موظّفا بسيطا.
عاشا برضى وقناعة ، لكنّه ومن شدّة حبّه لزوجته الّتي كان يقرأ رغبتها الجامحة في الحصول على الإجازة الجامعيّة ، قرّر أن يبحث عن عمل إضافيّ  كي يحقّق لها حلمها . وهذا ما حصل.
     كان يشجّعها ، يسهر جلّ الّليل يقوم بالأعمال المنزليّة للتّخفيف عنها. جسده نَحُلَ من التّعب والسّهر ، وكبت رغبته بالأبوّة كرمى لأحلامها.
     ومرّت السّنوات الأربع وأنهت دراستها الجامعيّةبامتيّاز وكانت فرحة الزوج لا توصف.
     وفي ليلة هادئة ، طلبت منه أن يكمل جميله معها ويجعلها ترتقي إلى مراتب أعلى وتحصل على الماجستير.
     حزن الزّوج لأنّ التّعب والوهن تركا بصمات واضحة على جسده وعمره ، لكنّه رضخ لرغبتها حبّا في اسعادها.
     وحصلت على الماجستير ولمعت عيناها زهوا وتفاخرا وطار قلبه فرحا وغبطة.
     وذات صباح ، أفاق كعادته وأعدّ القهوة مع طبق من الياسمين وجلسا.هي شاردة الذّهن والنّظرات ، وهو مفعم بالحبّ والأمل وحلم الأبوّة. 
     قطعت لحظات الصّمت قائلة وبكل عنجهية ونكران للجميل :
" اسمعني ... ودون مقدّمات ، أنا أطلب منك الطّلاق بكل هدوء
لم يستوعب كلامها وسقط فنجان القهوة من يده المرتجفة من هول الصدفة.. وانفرطت حبات الياسمين .. لكنه التقط أنفاسه بصعوبة وسألها .... لماذا ؟؟؟ أهذه مكافأتك لي ؟؟؟.  اجابت بكل وقاحة ...مستواك الثقافي والإجتماعي  لا يناسبانني الآن "
.....
سوسن حيدر ( شام الياسمين)/لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

أمواج تنزف البحر بقلم الراقي محمد عمرو أبو شاكر

 ،،،، أمواجٌ تُنزِفُ البحرَ ،،،، وأتى يسحقُ مئذنتي.. وصوت طفلي الرضيع..  بصمتِ الجحودِ ...  وأتى يُكبّلُ صوتي .. بزمجرةِ الحديدِ ... سحقاً ل...