بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 19 مايو 2023

(منارةُ العِلم)... بقلم الشاعر صهيب شعبان

 (منارةُ العِلم)


1-حيّوا الكنانةَ ثم حيّوا الأزهَرَا

نَشَرَا علومَ الكونِ  حتَّى  أزْهرَا


2-وهما اللذانِ بهم تفاخرتْ الدُّنَا

شرقاً وغرباً في السماءِ وفي الثَرَىٰ


3-حَمَلا  لواءَ  العلمِ  دونَ تهاونٍ

حتَّى  بلغنَا  في  تقدمِنَا  الذُّرَىٰ


4-مصرُ  الأبيةُ  فتَّحتْ  أبوابَهَا

وبها  نَرى   نهرَ  المحبةِ  كَوْثَرَا


5-ما فرَّقتْ بينَ  البلادِ  وإنَّمَا

فَتَحَتْ ذراعاً للمدائنِ  والقُرَىٰ


6-هي صَدَّرتْ للكونِ كلَّ علومِهَا

والكونُ مِن  أُمِّ   العلومِ  تأثَّرَا


7-فالعلمُ   فيها عاشقٌ  لتجددٍ

حاشاهُ يوماً أنْ  يكونَ  مُكرَّرَا


8-ولها  على   الدنيا  أيادٍ  جمَّةٌ

ستظلُ قُطرَاً  للزمانِ  ومِحْوَرَا


9-ولهَا على كلِّ  النساءِ  فضائلٌ

يكفي بأنْ  وهَبَتْ  لهنَّ  الأزْهَرَا


10-مِن ألفِ عامٍ أو يزيدُ وما انثَنَىٰ

إلَّا     لربٍ    حقُّهُ  أنْ    يُشكَرا


11-فبناهُ جوهرُ كي  تعانقَهُ  العُلا

ويكونُ أوَّلَ مَن بَنَىٰ فقهَ الوَرَىٰ


12-صاغَ الإلهُ لهُ الربيعَ مواسماً

وحباهُ  علماً   سائغاً   ومُيَسَّرَا


13-كشفَ الغياهبَ عن عقولٍ كالدُّجَىٰ

صارتْ بحُسْنِ بيانِهِ دوماً  تُرَىٰ


14-نامتْ عيونُ الجهلِ وهْيَ كئيبةٌ

واللهُ   شاءَ    لعلمهِ    أنْ   يَظْهَرَا


15-وبهِ استقامَ الخلقُ في سُنَنِ الهُدَىٰ

بشيوخهِ  باعَ السماحةَ واشترىٰ


16-أعطاهُ ربِّي في الحياةِ مكانةً

حتّى   بَدَا   للجهلِ   بدراً   نَيِّرَا


17-صانَ البلادَ من العداوةِ والرَّدَىٰ

مِن بعدِ ما عَبَثَتْ بها أُسدُ الشَّرَىٰ


18-كم قالهَا  إنَّ  التّطرّفَ  بدعةٌ

والبطشُ في الإسلامِ قولٌ مُفتَرَىٰ


19-والسيفُ في الإسلامِ ظلَّ بغمدهِ

ما   كان   إلَّا    للعدوِ    مُشَهَّرَا


20-ما كان  إلَّا  للطغاةِ  ومَن  بَغَىٰ

ومَن اعتدىٰ في شرعنَا أن يُقْهَرَا 


21-فحمى العروبةَ من تفاهاتِ العِدَا

وأقامَ  صرحاً    للعلومِ   ومِنْبَرَا


22-وأقامَ  جامعةً   بكلِّ  مدينةٍ

مِن  عِلمِهَا  صَلَّىٰ  الزمانُ  وكبَّرَا


23-أحيَا علومَ الدينِ والدُّنيَا معاً

بمعاهدٍ     تَأبىٰ    بأنْ    تَتَعثَّرَا


24-فيراهُ أحبابُ الهدايةِ  بلسماً

ويراهُ  أعداءُ   الأمانِ   غَضَنْفَرَا


25-فَرِحَتْ بهِ الأيامُ  لمَّا  شَاهَدتْ

أعداءَهُ  يمشونَ  مشيَ  القَهْقَرَىٰ


26-فاضتْ بلاغتُهُ وذقنَا شهدَهَا

كالماءِ  مِن قلبِ الصخورِ تَفَجَّرَا


27-نادَىٰ علىٰ أهلِ الفصاحةِ دائماً

يحكي لهم في كلِّ عصرٍ مَا جَرَىٰ 


28-كُلُّ الحضارةِ   غُيِّرَتْ  وتَبَدَّلَتْ

لكنَّهُ       يَأبَىٰ    بأنْ      يَتَغيَّرَا


29-فعلىٰ  موائدهِ  علومُ  زمانِنَا

ورجالُهُ  دوماً   يجيدونَ  القِرَىٰ


30-هو ناصعٌ مثلَ الصباحِ جبينُهُ

فيهِ  الوجاهةُ  لا  تفارقُ  مَنْظَرَا


31-فيهِ الكياسةُ والفصاحةُ والنُّهَى

قد أنجبتْ  فيهِ اللآلئُ  جَوْهَرَا


32-دعْوَاهُ فاقتْ في الهُدَىٰ نُوْحَاً وكم

كشفَ الغياهبَ في العقولِ ونَوَّرَا


33-سيظلُّ    يحيَا     دائماً    بعطائهِ

شيخُ  الهُدَى  فتَحَ  البلادَ  وعَمَّرَا


34-صانَ الوَرَىٰ ودمُ ابنِ آدمَ عندهُ

ما كان يوماً في الشرائعِ  مُهْدَرَا


35-ما خاصمَ  الإسلامُ  فيهِ  عقيدةً

أبداً  وما   قتلَ  اليهودَ   وكَفَّرَا


36-يمشي لدربِ الحقِ في ثقةِ الخُطَا

يمشي على دربِ الشموخِ تَبَخْتُرَا


37--ستراهُ دوما إنْ شممتَ ثيابَهُ

مِسْكَاً يفوحُ على الزمانِ وعَنْبَرَا


38-كسفينةِ الإسلامُ يَحمِلُنَا بهَا

فيها الأمانُ ولا  تهابُ   الأبْحُرَا


39-وبهِ استقامتْ للحياةِ حضارةٌ

مِن بعدِ ما كانتْ  تُحبُّ  المُنْكَرَا


40-فَجَلَىٰ الغياهبَ والضلالةَ كُلِّهَا

قد كان من فيضِ النعيمِ مُبَشِّرَا


41-يصحو لكلِّ تحزبٍ وتَربُّصٍ 

ليلاً   نهاراً   لا   يراودهُ   الكَرَىٰ


42-بلغَ العنانَ  بفكرهِ  وأصولهِ

ومبشِّراً   كلَّ   الأنامِ  ومنْذِرَا


43-هو عالجَ الإسلامَ مِن صدماتِهِ

ومِن  التَّشَبُّهِ  دونَ  وعْيٍ  حَذَّرَا


44-وإذا  تَخيَّرَ  أنْ  يقودَ  عقولَنَا

من دونِ   إزعاجٍ   لها   لتَخيَّرَا


45-حيّوا  أبِي للعلمِ وجَّهَ مُقلَتِي

لمنارةٍ   بالدِّيْنِ   لا   لن    تُكْسَرَا


46-فنشأتُ أحملُ في الحياةِ رسالةً

بعزيمةٍ  فَاقَتْ   عزيمةَ   عَنْتَرَا


47-وغَنِمْتُ منه   فصاحةً   وبلاغةً

فالعلمُ أضْحَىٰ  سَائِغَاً  ومُفَسَّرَا


48-أكْرِمْ بهِ نَسَبَاً  يُحَدِّدُ  وجْهَتَي

ويَقُوْدُنِي   للنُّورِ    كي   أتَحَرَّرَا


49-مهما كتبتُ من القصائدِ مادحاً

في مجدهِ أكُ في القصيدِ مُقَصِّرَا


50-يا ربِّ  فاحفظْ  للعروبةِ  أزهراً

ما لاحَ نجمٌ في الظلامِ وما سَرَىٰ


بقلمي/ صهيب شعبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

لله مرجعنا بقلم الراقي عماد فاضل

 للّهِ مرْجعنا كالنّار في فوْهة البُرْكانِ لاهبةٌ أراكَ تقْتحمُ الأجْوَاءَ مغْتصِبَا تُكَذّبُ الحَقَّ والميزانَ تخْسرُهُ ْوتُنْصفَ الجَوْرَ ...