بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 أكتوبر 2022

" قبَّـــلَتـْــــــكَ العافيـــــــَـــــة " بقلم الشاعر محمد رشاد محمود

 (قُلتِها عِندَ الغُروبِ) - (محمد رشاد محمود)
في يومٍ غلَّفَته الشجون ، من عام 2008 أهويتُ على جبين أمي اُقبِّلها ، وكانَت أنفاسُها تتسارَعُ ، وضيئَةَ المُحَيَّا ، وإن كربها النَّزع ، فما أعجَزَها عن أن تقول : "قبَّلَتك العافية ". وجال في ذهني شريطٌ للحياة في كنفها منذُ وعَيتُ أدرج في حبائها ، وتَضُمُّني إليها ، فتفك من واعِيَتي مُغلق الكلمات في مجلَّات الأطفال وتُقَرِّبُ إليَّ مواطِنَ الجمالِ في الرسوم والصُّوَر، حتى لقد رغَّبتني في القراءة قبل أن أفكَّ طلاسم الحروف وفَجَّرَت من أناملي قدرَةً صناعًا على الرسم في سنٍّ لا يلتفتُ فيها الصِّغار إلى دلائل الحروف ومعاني الرسوم ، وفاضَت روحُها الطاهِرَةُ بينَ يدَيَّ ، فذرَفتُ الدَّمعَ وتَهدَّجَت أنفاسي وهدَرتُ بأبيات - لعلها لا تَثقُلُ على صبر المُطالِع - كانَ منها :
" قبَّـــلَتـْــــــكَ العافيـــــــَـــــة "
قُلتِــــها عنـــــــــدَ الغـــــروبِ
والــــرَّدى يَستَـــــلُّ مِن رَيَّــــا
كِ أصـــــداءَ الـــوَجيــــــــــبِ
دَعـــوَةٌ أرجــــــو بيُـمنـــَـــــــا
هَــــــــا مُجــافــاةَ الذنـــــــوبِ
جـــــازَ يَـــا أُمُّ اصطبــــــاري
لَـــوْعَةُ الوَجـــــدِ الصَّبيــــــبِ
والـــــذي أ خْفِــي مـن الأحْـــ
ــزانِ يُـــزكي من لهـــيـــــبي
يا رَواحًــا نـــَــــدَّ عَـــنْ سُحـْـ
ـــرَيَّ بالقَبــــْــــرِ الــــــرَّواحُ
غالَـــهُ المَـــوتُ ولـــــــوْ أبـــْ
ــقــاهُ لانـــْـــجابَ اللَّـــــــواحُ
أُمَّتــــــا يَــــا رَحمَــــةً في الأ
رضِ بَثَّـــــــتهــــا السَّمَـــــاءُ
لَيــــــــتَ لي مِنـها لَمــــــــامًا
بَـــــــعــدَ أن حـــمَّ القضــــاءُ
يا غياثي يَــــومَ يطمو الضِّـــ
ـيــــــقُ أيــْــــنَ المَهـــــــرَبُ
ضَاعَ مِن كَــــــفِّي قِيـــــــادي
ضـــاقَ مِنِّــــي المَـذهَـــــــبُ
والأمَــــانِــــــــــيُّ حُطــــــامٌ
بَــــــــــدَّدَتــهُ الـــلَّاعِجـــــاتُ
بِئْـسَـــــتِ الرَّوحـــــاتُ والأوْ
بــــاتُ فاتَتـــهــــا الحــــيـــاةُ
ورَواحــي مـَــــــــا رَواحــي
ضِلَّــــــــــةٌ لِلسَّــــــالِكيـــــنَـا
غِبـــطَةُ العَيْـــــــشِ سَـــرابٌ
مِن ظنـــــونِ الغابِـــــرينـــــا
لَيــــــــــتَ أنَّـــــــا مَعشَــــــرٌ
لَمْ نَـــــــكُنْ مِن أهلِهــــــــــــا
أو تفــادَينـــــــــا بهـَــــــــــــا
أنَّــــــــــةً مِنْ كَربِــــــــهـــــا
أُمَّتـــــــا أيْــــنَ اختِـلاجُ الـــ
ــخَفْضِ أيــْـــــــنَ الحـــــدَبُ
رَحمَــــةُ اللهِ لَـــــدَى الـــمَكــ
ــــــــــــــــــــــروبِ أُمٌّ وأبُ
عَبـــــــقَرِيُّ الكَـــــــونِ ساجٍ
لَيْــــــــــــتَهُ لَـــــــمْ يَنـــْــطِقِ
جِنَّــــةُ الأعْيُـــنِ فـي الأشــــ
ـــجَــــانِ فَــــقدُ الألَـــــــــــقِ
غَـــلَّــــفَ الكَـــــــونَ حِجـابٌ
مِـنْ غُــيـــــــومِ الــــدَّامِعـاتِ
وعَــــلا الــــــدَّوْحَ نَشِيــــــجٌ
مِـن رَنيــــــــــمِ الــغـــارِداتِ
وادْلَهَـــــــمَّ الأُفـقُ مَـرأى الــ
ــعَيْــــــنِ طَــيَّ اللَّـــــوْعَــــةِ
كُـــــلُّ مــا آنَــسُ مِنـــــهُ الــرَ
رَوْحَ أشْـجَــــى مُهْــــــجَـتِــي
فَــسُـــرَى النَّـــسْـــمِ زَحِيـــــرٌ
وسَنَـــا الــشَّمـسِ شُحــــوبُ
والضِّفــــافُ الـــخُضْرُ غَــشَّـا
هَــــــــــا ذُبُـــــولٌ وجُــدوبُ
والــعُــلالاتُ صَداهَـــــــــــــا
هَـــمْهَـــمَــــــــاتٌ وكُــــرُوبُ
ولُــهَــــــــــــاثٌ وزَفيــــــــــرٌ
ونُــــــــــوَاحٌ ونَـحــيــــــــــبُ
وَوِطَــاءُ البُــــــرْءِ في الـــدُّنــ
ــيــــــا جِــــرَاحٌ ونُـــــــدوبُ
وَيْـلَـــــتــا مِنْ حُــرْقَةٍ في الــ
ــقَلـــبِ يَـعْصِيــهَـــــــا فَمـي
زادُهَـــــــــــا ذَاتي وأضْــــلا
عِـي ومَسـْــراهـَـــــــــا دَمـي
بَعثَرَ اللَّـــــــيلُ مِـــن الــسُّلـــ
ــوَانِ مـــــا جَـنَّ الـصَّبَـــــاحُ
وحَصـادي مِنْ غِراسِ الــصَّـ
ــبْــــرِ ذَرَّتْـــــــهُ الـــــــرِّياحُ
ذِكريَـــــــاتٌ لَــمْ يَــعُـد لِـــي
مِنـــــكِ غَيــرُ الذِّكْـــــرَيَــاتِ
لَيْــــتَ مَـــا أفْضَى مِن الأيــ
ـــيـــَـــــامِ في ظِلِّــــــــكِ آتِ
كُنْــــــتُ فــي فَـيْئِكِ جَمَّ الـــ
ـــبِشْرِ مَـــــأمُــــولَ الـنَّــجَاةِ
بِتُّ مِــــنْ فَقْــدِكِ صفْـــرَ الرُ
رُوحِ مَكْـــــــــلومَ الشَّبَــــــاةِ
كُْــــنْتُ في نَبْـــضِكِ أستَجـْــ
ــلِي مِنَ الغَـــيِّ الهُـــــــــدَى
ذا بَـــــــقــائِــــي دُونَ أنْ أَرْ
خَــــى بِــمَـــــرْآكِ سُـــــدَى
كُنْـــتُ إمَّـــا صِحْـــتُ يا أُمـُ
مُ اسْتَنَــــــارَ الغَيْـــهَـــــــبُ
وانْحَنَى الخَفْـــضُ علَى الدُّنـ
ــيَـــــــا وَلانَ الـــمُــصْـعَـبُ
طَابَــــتِ الأحْـــرُفُ بَثَّــــتـــ
ــهَـــــــا شِفَــــاهٌ ولَهَـــــــــاةُ
رُقْيَــــــةُ الأحْـزَان خَلَّــــتـْــ
ـــهـَــا لَـدَى الـصَّدرِ الشَّكــاةُ
يـَـــا نَجَـاءَ الـرُّوحِ في الغَمـ
ـــمَاءِ غَشَّاهـــــــــا الـوُجومُ
هَـشَّــــمَ الـقـارِبَ والـمِــجْــ
ـــدَافَ مَــــوْجَـــــاتٌ غَشومُ
أيــــــنَ منِّـي مَنْــطِقٌ كَالسِــ
ـــسِحْرِ فــي الجُلَّــــى جَهـيرُ
وجَبـِــيــــــــــنٌ ألــمَـــــعِـيٌّ
إِذْ نَبَــــــــا الأَيــــــدُ نَصِيـــرُ
وَسِمَــــــــاتٌ نَيـــِّـــــــــراتٌ
وابْتِــسامَــــــــــاتٌ عِــــذابُ
وسَجِيــَّـــــــاتٌ علَى الإمْــــ
ـــلاقِ في العُسرَى رِحـــابُ
ومُحَيًّا - دَعْ وميــــضَ الشَــ
ـشَمـسِ - مِنْـــــــهُ البَـــــلَــجُ
مَــــا عَـصَى المـــــــأزَمُ إلَّا
جَــــــاءَ مِنــْـــــــهُ المَخْــرَجُ
لَيْـــــتَ شِعـري ما الَّــذي أَوْ
غَـــرَ بـالصَّــقْرِ الهَـــــــــزَارُ
أو تُــرَى مَــــا يَبْـتَـــغِي مِـنْ
ضَحـــــوَةِ الشَّمـــسِ القَتَــــارُ
والـــفَــرَاشاتُ علَــى الأغـْـــ
ـــصَانِ مَـــــــا أوجَفَهَــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

برقي ورعدي بقلم الراقي عامر زردة

 برقي ورعدي : أيُّ سِحْرٍ كَسِحْرِ ليلى وحُسْنٍ  شابَهَ الحُسْنَ في عُيُون ٍ وقَدِّ  أيُّ قلب ٍ شَبيهَ قلبٍ حَنُونٍ  يَعْشَقُ اله...