نبع الحنان بقلم الشاعرة أسمى الزغبي

 نبع الحنان 
***********
تناثري فوق الغيمِ ياأحلامي
توضأي بالشمس
عانقي وجهَ أمي
عالقٌ على طيفهِ تفاصيلُ الطفولةِ 
ملامحُ البراءةِ وقهقهاتُ الصبحِ
تتأبطُ شمسَ الصباحِ
في ديمومةِ بهجةٍ
كزهرةٍ تضاحكُ غصنَها الغضَ
شوقٌ كئيبٌ يطوفٌ عَنانَ الروحِ
بكلِ حواسِها
وليدُ اللحظةِ الملطخةِ بالنوى
يتسعُ له المدى
ويضيقُ به ظلُ المسافاتِ
تهرولُ لتستظلَ 
تحت مناقبِ فؤادِك ياأمي
كلُ منابعِ الضوءِ 
تصبُ في عينيكِ
تتدفقُ حنينا مشرقا
يضيُء الأرواحَ المجهدةَ
مزقتْها سنانُ الغربةِ 
لتكونَ نذيرَ موتٍ بطيءٍ
ننتفضُ من ثقلهِ
ونسيرُ خفافَ الخطى
نداري عيونا دؤوبةَ الدمعِ
نضجتْ فيها حكاياتُ الشوقِ
وخرت جبالُها الشامخةُ
تحنو تحت أقدامِك يا أمي
تستعيدُ بناءَ رواسيها 
في لقاءٍ
 يروي طينَ الروحِ المتشققِ
قدرٌ عظيمٌ
من صبحٍ هزيلٍ كسولٍ
تختنقُ في حنجرتهِ 
نداءاتُ الشوقِ 
إلى مساء 
كثيفٍ غزيرٍ كريمٍ بالعطايا
مقيمٌ في أبديةٍ الجنةِ
لقاءُ أمي
أتى به الخريفُ
فأبصرَ يومي الكفيفُ
ينفثُ على كفيهِ
 آياتِ حصنٍ منيعٍ 
ويدسُ في حقبةِ الدهرِ
الأمُ كنزٌ  لا يقدرُ بثمن
أسماء_الزعبي