بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 أكتوبر 2022

حكاية مقهورين للشاعر القديرد. أسامه مصاروه

 حكاية مقهوريْن

"يا فريدٌ يا صديقي
جئْتُ محتاجًا إليْكا
لِتقيني من حريقي
لا لكيْ أخشى عليْكا"

"مِمَّ تشكو يا سعيدُ
إنّني أُصْغي تكلَّمْ
أنتَ مثلي بل يزيدُ
فَكِلانا نتألّمْ"

"أيُّ معنى للحياةِ
إنْ رضينا بالهوانِ
هلْ لِقومٍ أو لذاتِ
حينها أيُّ كيانِ

عندما نهوى النفاقا
كيفَ نرقى للمعالي؟
إنْ تبنيْنا الشقاقا
كيفَ نسعى للأعالي؟"

"يا صديقي ما وجودي
غيرُ خيطٍ من سرابِ
ضقْتُ ذرغًا بالحدودِ
صرتُ شيخًا في الشبابِ

إنْ سُحقْنا لا نبالي
إذْ تعودْنا وربّي 
إنْ دُعينا للنضالِ
كمْ تُرى منّا يُلبي؟

"يا صديقي إنَّ قلبي
ماتَ قهرًا بل وَغدرا
صارَ قومي إي وربّي
أكثرَ الأقوامِ فقرا

نُفشلُ الناجحَ منّا
نرفعُ الفاشلَ جهْلا
نبعِدُ الصادقَ عنّا
نحضُنُ الكاذبَ أهلا

ليسَ للحقِّ احترامُ
ليسَ للعدْلِ اعتبارُ
لا انتظامٌ أو نظامُ
لا انسجامٌ أوْ حوارُ

فعدوّي ابنُ قومي
هوَ منْ يحمي الغريبا
هوَ من يقتُلُ حُلْمي
كلَّما أضحى قريبا"

"يا سعيدٌ لا تسلْني
فكْرُ قومي قدْ قتلني
وفؤادي قد عذلْني
حينما قومي خذلني

"نقتلُ المرأةَ ظُلما
دونَ أنْ نحسِنَ ردْعا
إنْ ملأْنا الجوَّ لوْما 
هل سيُجدي اللومُ نفعا

إنّنا التمييزَ نشكو
وَكذا نشكو المظالمْ
فلماذا الناسُ تقسو؟
هلْ تبقّى من معالمْ؟

ولماذا لا نُنادي
بالتآخي والتسامُحْ
بعضَنا بعضًا نُعادي
بدلًا من أن نصالِحْ"

يا فريدٌ ضاقَ صدري
ما الذي يا ربُّ يجري
كيفّ عدنا للطوائفْ
ولأحقادٍ دفينهْ
أيُّ عذرٍ لمواقفْ
وصراعاتٍ مهينهْ

هل تعودْنا الهزيمهْ
والنزاعاتِ اللئيمهْ؟
لمَ صارَ الذلُّ صنْعهْ؟
لمَ صار القتلُ متْعهْ 

لمْ نزلْ في الجاهليَّهْ
والنزاعات القديمهْ
لمْ نزلْ في العائليّهْ
والصراعاتِ الذميمهْ

ندّعي العدلَ ونظلِمْ
وبلا حقٍّ نعرْبِدْ
من هوانٍ كم نُعظِّمْ
حاكمًا في الأرضِ يُفْسِدْ

وعدوّي غيرَ ذلّي
غيرَ ضعفي لا يريدُ
وأخي دومًا بجهلِ
غيرَ شجبٍ لا يُجيدُ

بل يُنادي بخضوعي
لعدوّي وسجودي
ويصفّي بخنوعي
حقَ شعبي في الوجودِ"

"يا سعيدٌ كنْ سعيدا
كنْ صبورًا وتفاءَلْ
عودُنا ليسَ بعيدا
فترّيثْ وتأمّلْ

باجتهادٍ سوفّ نبقى
يا فريدٌ وصمودِ
دونَ وعْيٍ كيفَ نرقى
هلْ سنسمو بجمودِ"  

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

ليتني ما قتلت بقلم الراقي مروان هلال

 ليتني ما قُتِلْتُ بسهمك... وليتك ما رأيت ودادي... وليتني ما شممت عطرك... وليتك ما نسيت حناني... أكان ينبغي لك أن تهجر؟ وبعد الهجر أن تغدر.....