بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 2 يوليو 2023

( وصلاً مراثيها ).... بقلم الشاعر الأديب..د٠جاسم الطائي

 ( وصلاً مراثيها )
أهيلوا عليَّ التُّربَ يبكي مآليا
ألا إنّ ما حُمِّلتُ فوقَ احتماليا
فوصلاً مراثيها بعينٍ سَخِيةٍ 
وقطعاً -إذا ما عِشتُ يوماً -حِباليا
فما أنا ممَّنْ تَزدريهِ يَمينهُ
ستُنكِرُ سِفْري لو بُعِثتُ شَماليا 
تَقَلَّبُ صفحاتي على كلِّ مِحنةٍ 
رَمَتْني فأشتاقُ السطورَ الخواليا
وصبري على ذي الحالِ يَقتاتُ نفسَهُ 
فمنذا الذي لو مالَ مالَ حياليا
يقينيَ ضاعَتْ فيه كلُّ جميلةٍ 
وما زلتُ أجترُّ الأسى من خياليا
أرى تلكُم الأيامَ دارَت عجولةً
وما ذا الذي أمضيتُ فيه اتكاليا
فكيفَ وقد مَرَّ الشَّبابُ بزهوِهِ
وما مِنْ مُجيبٍ إنْ سألتُ سؤاليا
لقد مَرَّ جُلُّ العيشِ مراً مذاقُهُ
فما كان للماضين حلوٌ وما لِيا
وأينَ العقودُ الستُّ مِمّا زرَعْتُهُ
وليس لمثلي أن يسوءَ مناليا
فيا بئسَ حصداً ما تَجُزُّ مَناجلٌ
ستبكي بقاياهُ سنيني الخواليا
ألا أينَ للذكرى من الأمسِ موضِعٌ
كأن خِصاماً منهُ دامَ لياليا 
على أنَّ أمسي ما عَهِدتُ بُعادَهُ
فكلُّ الذي في الغيبِ قد عادَ باليا 
ويا رحلةً أبلَتْ ركابيَ دونَها 
قَصَرتُ نهاياتي فلا خابَ فاليا
ولم أكتَرثْ للخطوِ مُثّاقلاً عسى
أرى في جَنى الترحالِ للروحِ ساليا
أُحَدِّثُ عن أطيافِ مَنْ كانَ ذكرُهُم
إذا عَنَّ ذُكِّرتُ العِزازَ الغَواليا 
وحدثت نفسي- لا تزالُ سميعةً-
فمن سوفَ يحصي الآهَ تدمي مقاليا
سريتُ ولي في العمرِ فجرٌ مواربٌ
فهل سوف يجلو الليلُ بعضَ مناليا
وإنْ ذُكِّرَ القلبُ الشجيُّ بلحظةٍ 
كأنّ بواقي العمرِ مرَّتْ تواليا 
حملتُ حمولي واستعَنتُ بخالقٍ 
ولله كلُّ الأمرِ ما رُمتُ عاليا
-------------------
د٠جاسم الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

ما لم يكن قلبك بقلم الراقي عماد أبو دياب

 ما لم يكن قلبك كزبر الحديد                                لكنت طعامآ تأكله الذئاب وإذا اغتابك قوم فى جهالة                            لم ...