بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 أكتوبر 2020

ا لمولد النبويّ شعرالحسن عباس مسعود

 لمولد النبويّ

شعرالحسن عباس مسعود
----------------------------
الــحُـسـن غــــرَّدَ والـجـمـال فـــرددي
يــــا أرض يــــا مـحـظـوظـة بـمـحـمدِ
وبــــدا الــحـديـث مـنـغـمـا مـتـمـايدا
كـالـغصن مـن فـعل الـنسيم الـمغتدي
مـن بـعد طـول الـبؤس ظَـلَلَكِ الـهدى
فـحـظيت أجــود مــن كـنوز الـعسجد
فـلـتـهـنـأي بــــالآي فــــي إعــجـازهـا
فــاقـت حـــدود الـعـالـمين لـتـسـعدي
فـاض الـهدى فـي هـديه يـثري الورى
فـلـتـنـهـلي مــــن فــضـلـه وتــــزودي
هَــرَعَـتْ لـــه مـــن مُـفْـرَدَاتِ قَـرِيـحَة
كــــل الـلـغـات تــريـد طـلـعـة أحــمـد
والـسـجـع والإطــنـاب هـــام تـشـوقـا
مـــــن غــيــر إحــجــام ودون تــــردد
كُـــلُّ الأطــايـبِ والـجـواهـرِ أفـــردتْ
صــفـحـاتـهـا حـــبـــا بـــكـــل تـــــودد
ووهـبـتُ مــدحَ الـنُّـورِ كــل مـشاعري
كَـفَـرَاشَـةٍ بـالـشَّـمسِ راحــت تـهـتدي
أنَّــــى لِــشِـعـركَ يــــا عُــكَـاظُ تــألـقٌ؟
أيــنَ الـفـخامةُ فــي قـوافـي الـمَرْبَدِ؟
والـشـمسُ قــدْ عـثـرت وزل سـراجها
إذْ هَــالَـهَـا نُــــورُ الـحَـبـيـبِ الــمُـوْفَـدِ
فـتـلعثمتْ فـي الـصبحِ تـرقبُ وجـهَهُ
وتـــزيــل آثـــــار الــنـعـاس الـمـجـهَـد
وتـقـول: يــا عـيـنيَّ مــا هــذا الـهدى!
هـل عـدتُ فـي أمسي وهلَّ من الغدِ؟
مــــن طــيــنِ آدم والأديـــمُ اشـتـاقَـهُ
فــانـسـلّ مـنـهـا بـالـهُـدى الـمـتـجدد؟
أمْ أُمَّـــــةٌ مـــثــل الــخـلـيـل، وربُّـــــهُ
سَــــوَّاه حــتــى بِـالـمَـكَارِمِ يـغـتـدي؟
وحــديـثُـه الــعــذبُ الــفُـرَاتُ بــلاغـةً
أَمِـــنَ الـكـلـيمِ أتـــى لــسـانَ مُـقَـلِّـدِ ؟
وبـصـوتِـه أمـــم تـسـبّـح ، هـــل أتــى
داود يـــصـــدح عــنــدهــا بِـــتَــوَدُّدِ؟
أمْ بَـــــرْءُ عــيــسـى نِـــالــهُ بِـــبَــرَاءَةٍ
فـأتـى لــدى الاحـقـاب خـيـرَ مـوحِدِّ؟
حُــلــوُ الــجـمـالِ كـيـوسـفـيٍ مُــذْهـلٍ
قـصدالورى يُـزْكِي اهـتِدَاءَ الـمهتدي؟
بــل أنــت أحـمـدُ فـي الـسماء مـحمدٌ
يــا مـصطفي بـالخَلْق والـوَجْهِ الـندي
ســــوَّاكَ أحــســن خــالــق فـتـقـدرت
فــيـكَ الـصـفـات الـصـافيات الـمـورد
مَـــنْ نَـــالَ مـثـلـك أنْ يـكـونَ مُـؤَدَّبَـاً
أدب السما في الأرض أعجب مشهد!!
أنْــطُـرْ " عــلـى خُـلُـقِ عـظـيمٍ " لَأْلَأتْ
فـــي دولـــةِ الأخــلاقِ شِـيـمَةَ أحـمـدِ
واقـرأ " تَـقَلُّبَكَ " الذي " في الساجدي
ن" عـلى مـدارِ الـخلقِ صِـبْغَةَ مـهتدي
مــــا جــئــتَ إلّا والـنـجـومُ مـشـوقـةٌ
لــلـكـوكـبِ الـــــدُّرِّي بـــيــنَ تَــهَــجُـدِ
ولِأرضــنــا بـــدتْ الـنـجـومُ وضـيـعـةً
فـالـنور أشــرقَ فــي جـبـينِك سـيـدي
حــريــةٌ تــبـدو عــلـى وجـــهِ الـسَّـمَـا
وتــقــولُ لـلـظـلمات : هــيـا فـابـعـدي
قــدْ جــاءَ مَــنْ رَفَــعَ الـحقوقَ مُـؤَيَّدَاً
أنـــعـــمْ بِـــذِكْــرِ مُــحَــقِّـقٍ ومُـــؤَيَّــدِ
فـمـحى الـظـلامَ عــن الـضياء مـحررا
مـــن كـــل لــيـل فــي الـزمـان مـقـيد
كــــمْ زَلَّ قِـسْـطـاسٌ بِـــلَا قِـسْـطَـاسِهِ
وارْتَــــدَّ مـعـصـوبـاً وعــــاراً يــرتــدي
بــئــسَ الـعـروبـةُ إنْ نـــأتْ بِـشِـعَـابِهَا
عــــنْ فَــصْـلِـهِ بـالـحـقِّ نَــحْـوَ تَـــرَدُّدِ
ضَــلَّ الــورى إنْ أَحْـدَثُـوا مِــنْ بَـعـدِهِ
عَــلَــمَـاً يُــبَــايَـعُ بــالـقـلـوبِ وبــالـيـد
إنـــي وجـــدتُ زمـــانَ غــيـرِكَ تـائـهـاً
يـرجو الـسَلامةَ فـي اعْتِدَاءِ المُعْتَدِي!
يـــا ذا الــزمـانُ عَـجِـبْـتُ مـــنْ زلاتــه
تــهْـوي إلـــى غـيـرِ الـحـبيبِ الـمُـنْجِدِ
مــنْ قــالَ: قُـرْآنِـيُّ أرْغَــبُ عَـنْ هُـدَىً
فـــي سُــنَّـةِ الـمُـخْـتَارِ جَـــاءَ بِـمُـسْـنَدِ
وَبِـقَـائِـلٍ: كـــمْ طَـــابَ فـــي أخـلاقـهِ
لَـــكِــنْ نُــحِــيـلُ خِــطَــابَـهُ لِــمُـجَـدِدِ!
ومــــرددٍ: مـــا أقـــدَمَ الــزمـنَ الـــذي
قـــدْ جَـــاءَ مِـنْـهُ ونـحـنُ نَـرْفُـلُ لِـلْـغَدِ
فــلَـكَـمْ أســأتــم ،أم هــمــت بـثـقـالها
فــــوق الــعـقـول جـهـالـة كـالـجـلمد؟
قـد أبـطلت حـججُ الـهدى زيف الهوى
مَــــنْ يَــعْـشَـقُ الــقـرآنَ قَـــرَّ بِـأَحْـمَـدِ
والـحـقُّ أفـصـحَ فــي حـكـيمِ كـلامِـهِ
وأبــــــانَ لــلألــبـابِ قـــــدرَ مــحــمـد
اللهُ يَـــرْصُــدُ مَـــــنْ يُـــجَــدِدُ دِيــنَــهُ
بـهـدى الـحـبيب الـعـهدُ خـيـرُ مُـجَـدَدِ
عــرف الـزمـان وضـاعـة فــي زيـفكم
ورصَــدْتُ خَـيْـبَتَكَم بِـأَحْـسَنِ مَـرْصَـدِ
فـلـقد كـذبـتم والـنـهى مــا أفـصـحت
عـــمــا يــصــيـب قــلـوبـكـم بِــتَـمَـرُدِ
شــهـدت عــلـى أحـقـادكـم أفـواهـكم
والــسـوء مـــا ســاق الـقـلوب بـمـقود
والأرض قــد شـهـدت وقـال صـياحها
قـــــول الــبــيـان كـمـصـقـل ومــهـنـد
عــلــقــوا بِـــأَوْثــانٍ تَـــجُــرُّ ذُيــولَــهَـا
وتـحـطمتْ فــي الـنَّـفسِ قَـبْلَ الـمعبد
جَـهِـلـوا شَـمَـائِـلَكَ الـمـجـيدةَ سـيـدي
وتــعــثــروا فـــــي غِــيِّــهِـمْ بِـــتَــرَدُدِ
سـجـدوا لـفـرعونَ الــذي أســرَ الـنُّهى
بِـــتَـــجَــبُــرٍ وتــــكـــبـــرٍ وتَــــعَـــمُـــدِ
وبــنـى لــهـم هــامـانُ صــرحـاً زائـفـاً
حَــسِــبُـوهُ أيـــنــعَ بــاتِّــقَـادِ الــمَـوْقِـدِ
ولـبـئـسَ مـــالُ الـمـجرمين سـيـنتهي
وسـيُـحَرَقُونَ بِـمَـوْقِدِ الـذَّهَـبِ الـرَّدِي
خَـدَعَـتْـكَ يـــا قـــارُونُ كـــلُّ مَـفَـاتِـحٍ
وخَـــزَائِــنُ الأوهـــــامِ نَــحْــوَ تَــبَــدُدِ
انــهـض زمـــان الـعـابـثين وقـــل لـنـا
مـــــاذا دهـــــاك بــضـيـعـة وتــبــلـد؟
عــلــمْ زُهُــــورَكَ أنْ تُــجِـيـدَ عَـبِـيـرَهَا
وَتُــطَــيِّـبَ الــدنــيـا بِــذِكْــرِ مــحـمـد
وأرحْ زمـــانَ الـقـحـطِ يـسـهـرُ مـتـعباً
فـــي الـلـيـل مـنـتظراً ظـهـورَ الـمـولدِ
بــكــت الــمـجـراتُ الـمـهـيـبةُ بَــعْــدَهُ
جــابت كواكبهــا الـفضــــــاء لـتـفتدي
ذكـــراكَ كـــمْ نَـزْهُـو بِـطِـيبِ نـسـيمِها
والـعـطـرُ والـحـلـوى بــذكـركَ سـيـدي
رجــعُ الـصـدى يـخـتالُ إنْ ذُكِـرَتْ بِـهِ
أخـــبــارُ أحـــمــدَ بــالـمِـدَادِ الأجــــودِ
لا يتوفر وصف للصورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الشرانق بقلم الراقية زهرة بن عزوز

 الشّرانق  طوبى لك أيّتها الشّاعرة قال حطمت تماثيل فرويد وعشتار تقودين المعاني تأسرينها داخل الأشعار تضمحلّ خرساء ثابتة تجلس على ركام الحروف...