هـــــــــــــــــــــــي الدنيـــــــــــــــــــــــــا
الشاعر أ /مصطفى النجار---اليمن
2020/10/27
إذا قاســيت فــي الدنيــا العــذابَ
وعانيــــت الأســـى والإكتئــــــابَ
فإيـــــاك القنـــــوط فـــإن ربـــــي
متـــى ماالعبــد نــاداه اسـتجـــابَ
فكم فـي النـاس مـن يحيـا زمانــاً
بنـــار الهـــــم محترقــــــــاً وذابَ
تحاصــره المآســي فـــــي تحــــدٍ
وكـم فاضــت مدامعـــه ســحــابَ
فلــم يشــكـو إلــى أحــــدٍ عنــــاءً
ولــم يلقـي علــى الدنيــا العتــابَ
لأن الصـــبر تريـــــــاق المآســـــي
ورب الصــــــبر يحتمــل الصــعابَ
إذا مــرت بــــه ركــب البلايـــــــــا
أنـاخ بصبــره الطاغــي الركـــــابَ
فروّضــــــها بإيمــــانٍ وعــــــــــزمٍ
وطوّعهــــا وإن كانــت ذئابــــــــــا
هــي الدنيـــا ابتـــلاءات وهــــــمٌّ
مـن المولــى لمـن يرجـو الثـــوابَ
فـــلا تأســـى لحالـك إن ربــــــــي
يزيـــد إذا اقتـربت لــــه اقترابــــا
متــى ســدت ريـاح العيـش بابـــاً
سـتفتـح رحمـــة الرحمــن بـابـــــا
ومــا كــفٌ ســمت لسـمــاء ربــــي
لهــا أمـــــلٌ بمولاهــــــا وخـــــابَ
فكـم في الكَـون من خلـقٍ عصــاةٍ
وبالخيـــرات يمطرهـــم ســــحابَ
وكـم فـي النــاس مـن عبــدٍ تقــيٍ
شرابــــــــــه علقمـاً مــراً وصابـــــا*
هـــي الدنيــــا غنيـــاً أو فقيــــــراً
صـــغاراً أو شــــيوخاً أوشــــــبابـا
ســــواءٌ فـي ابتـلاء اللـه حتمـــــاً
ليعلـــم بالجهـــول ومـــن أصــابَ
غنيـــاً أو فقيـراً فــــي امتحــــانٍ
ومطلـــوبٌ مــن الكـــل الجـــوابَ
وكــــــلٌ مــن تــــــرابٍ لا محــالاً
يحيلهـــم التــــراب غــداً ترابـــــا
فــــلا مُلــــكٌ ولا جـــاهٌ ســــيبقى
ولا السلطـان فالتزمــوا الصـــوابَ
ولــــن يبقـــى ســـوى رب البرايــا
ويغــدو الكــون والدنيـــا ســـرابـا
وبعـــد المــوت قارعـــةٌ وحشـــــرٌ
ويُؤتــــى كــــل إنســـــانٍ كتابـــــا
فإمـــــا جنــــةً الفــــــــردوس داراً
وإمـا فـي السـعيـر تــرى العـــــذابَ
فهـل أعــــددت للأخــــرى عتــــاداً
لتأمـــن أم تجاهلــــت الحســــــابَ
إذا أجتمـــع الخلائــق عنـــد ربــــي
مطأطئـــــةً بحضـــرته الرقـــــــــابَ
وجـاء الحكـــــم مـــن رب البرايــــا
أتمتلـــــك اعتراضـــــاً أو خطابـــــا
فـــلا تأنــس إلـــى الدنيـــا فمهمــــا
تقيــــم بهـا ســــتفترش التـــــــرابَ
حضـورك فـي الحيـاة لألــف قــــرنٍ
کأنـــــه لــــــم يكــــن إلا غيابــــــــا
كأنـــك لـــم تعـــش يومـــاً وتحيـــا
بســــاحتهـا ولـــم تلمــــح شـــهابــا
فـــلا تأنـــس إلــى دنيـــاك يومـــــاً
وقـــل يـــارب ألهمنـــي الصـــــوابَ
*الصاب: شراب مر وهو عصارة شجر الصاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .