أكتوبر ٧٣
لم يشهد التاريخ قبل عبورنا
جيشا يخوض النار من أقطارها
جيشا من الأبطال فوق قوارب
تجري ونيران الجحيم تحيطها
والطائرات كأنما غاراتها
غارات نحل أطلقت أسرابها
والماء يغلي والسماء تساقطت
كسفا وتنصهر الرمال بجمرها
وجنودنا البسل الضراغم يهتفون
الله أكبر إننا أهل لها
حتى إذا عبروا القناة تسلقوا
جبلا من الأهوال فوق ضفافها
وتفجر البركان فارتجفت قلاع
الظلم وانهارت على أصحابها
وإذا بكل حصون بارليف المنيعة
قطع جبن لا تعد ثقوبها
وجنود إسرائيل من هول اللقا
يجرون كالفئران بين طلولها
وتجيء دباباتهم لنجاتهم
فإذا بها جاءت لأجل هلاكها
مثل السلاحف قد أتت بدروعها
وجنودنا يتسابقون لصيدها
بمدافع حملت على أكتافهم
وقنابل ملأوا حمائلهم بها
لم يتركوا دبابة أو عربة
إلا ونسفوا في الرمال حطامها
في ست ساعات رأت ما لم ترى
من قبل إسرائيل في تاريخها
شهدت هزيمتها بأيدي جندنا
وسقوط رايتها وضيعة جندها
وسلاحها الجوي أو يدها التي
لفحت بها طول البلاد وعرضها
تلك الغشوم كأنها يد سارق
بدفاعنا الجوي أمكن بترها
وتساقطت فوق الرمال نجومها
محترقة وتبعثرت أشلاؤها
وامتلكت الجو الفسيح نسورنا
لما تهاوت في التراب نسورها
وتحطمت أسطورة الجيش الذي
لا يقهر نحن كشفنا زورها
كان انتصارا خارقا كالمعجزات
أصاب إسرائيل في أعماقها
بل كان زلزالا أطاح بصلفها
وغرورها وقضى على أحلامها
وترحلت قواتها عن أرضنا
مقهورة وتنكست راياتها
وتشرقت سيناء من بعد الدجى
وتحررت من قيدها وإسارها
وأتى إليها النيل يحمل خيره
ويصبه صبا على وديانها
فتخضبت بالماء والعرق الغزير
وكان من قبل الدماء خضابها
لولا صمود جنودنا وعبورهم
ما رفعت اليوم العروبة رأسها
أو عم هذا الخير أوطان العرب
وتنعمت بعد الكساد شعوبها
عادت بمعركة العبور عزيزة
ومحت بها عارا أصاب جبينها
وغدا لها بين البلاد مهابة
وتخوف الأعداء شدة بأسها
وقضية الإسلام والعرب التي
وهبت لها مصر حياة شبابها
عادت إليها الروح بعد عبورنا
وتضامنت كل البلاد لحلها
واعترفت الدنيا بحق بلادنا
في أن تقرر أمرها ومصيرها
مصر التي أوصى الرسول بأهلها
خيرا وأوصى باتخاذ جنودها
فهى الحمى وهى الملاذ الآمن
الله باركها وبارك شعبها
قبر الغزاة يطيش فيها سهمهم
وهى الكنانة لا تطيش سهامها
تأليف/ متولي محمد متولي بصل
دمياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .