تعلّمْ فَالمَعارفُ كالعَتادِ
لماذا عِندنا انعَــــدمَ الجديدُ***وفي تَفْكيرنا انتشر الجَلــــيدُ؟
أرى الإنسانَ في وطني مُعاقاً***فما للأرضِ ويْحَـــكَ لا تَمـيدُ؟
تأمّلْ هلْ ترى الإسلامَ مالت***دعائمُهُ وقدْ كـَـــــــثُر َالوعــيدُ؟
ألمْ تُهْدَمْ شريعتُـــــنا بِطَرْحٍ***أحلَّ حَرامَهُ البشرُ البلــــــــيدُ؟
وكيفَ نقودُ أمّتــــــنا بحزْمٍ***وشرعُ الغابِ يَفْــــــعَلُ ما يُريدُ؟ ////
تعلّمْ فالمَعارِفُ كالعَتادِ***بِها الأَقْلامُ تَفْلَحُ في الجِِــــــــــــــهادِ
ألمْ تعْلمْ بأنّ الله أعْطى***لنا نِعَماً بها التّــــــــقوى تُنـــــــادي؟
وَعلّمَ آدمَ الأسمــاء عِلْماً***لأنّ الله أرأفُ بالعـــــــــــــــــــــــبادِ
أطابَ النّفسَ أنّ العلمَ نورٌ***وأنّ الجهلَ يفْتـــــــكُ بالرّشـــــادِ
يُعلّمُ بعْضُنا بعـضاً فنَحْيا***بِتَرْقِيَةِِ العُقــــــولِ مَــــــعَ الأَيادي
////
فَشِلنا في مُواجَهةِ القُصور***ولمْ نقْـــــدِرْ على خَلْعِ الغُــــــرورِ
ومنْ لمْ يُحْسِنِ الأعْمالَ مِنّا***فإنّهُ قد تورّطَ في الشّــــــــرورِ
نَشأنا كاليتامى في بلادي***نُعَلَّمُ ما يُعَدُّ منَ القُــــــــــــــشورِ
رمانا العَصْرُ بالأعْطابِ حتّى***تدحْرجَ جُلّنا نحْوَ الفُــــــــــجورِ
فصرنا إنْ أصابتْنا خُطــوبٌ***طَمَرْنا حُزْنها خلف الصّـــــــدورِ
////
سأعبرُ تاركاً أثرَ القلـــــمْ***وقدْ نثرَ المُـــــفيدَ منَ الحِــــــــكمْ
نبشْتُ به المصادرَ في اللّيالي***فأدهشَ أحْرُفي أهلُ الـــقِدمْ
قرأتُ لهمْ نصوصاً من بيانٍ***يعجُّ بها التّــــفــــــوّقُ في الكرمْ
فشدّ قريحتي سِحْرٌ مُبينٌ***عشقْتُ به الوصـــولَ إلى القمـــمْ
وسرْتُ إليه في خطوي حثيثاً***وفي سفري يُرافقني القلــــمْ
////
أحبّ ثقافتــي حبّا كبيرا***وأطمــــــح أن أكون لها نصـــــــيرا
أفتّش في مسالكها لعلّي***أصادف نهضة تحيي المـصــــــيرا
يمرّ بجنبها الشاكي فيبكي***عليها بعدما أضحـــى أســــــيرا
فلو قبل الفداء فديت قومي***وعدت لهم فصيـحا مســتنيرا
ليحزن من أراد فلست شاك***ولو أضحى النّهوض بنا عسيرا
////
رأيت العلم في الإنسان نورا***يبيّن في الحــــــياة له الأمورا
تزيد به العقول نهى وهديا***فتبدع في الورى عملا شـــكورا
وتنشئ في الجبال لها بروجا***ومن أبنائها تلد الصّـــــــقورا
لقد قال الزّمان لنا بصدق***وقول الصّدق يخترق الصّــدورا
بأنّ العلم كدّ واجتــــهاد***وليس بغيره نبني الجســـــــــــورا
محمد الدبلي الفاطمي