في ذكرى الغزو الآثم على بغداد
🍁🥀لا تقفلي الأبواب يا بغداد🥀🍁
ألقيت في مهرجان ربيع حماة
10 / 4 /2003
🍁🍁🥀🥀🍁🍁
عـــادَ الرّبيــــــعُ تزفُّـــــــــهُ أعيــــادُ
وحمـــاةُ في مُقَــلِ الجمـــالِ مُـــرادُ
وعلى الضّفافِ الخضـــرِ يفترُّ الشذا
وضيوفُــــــهُ الرّيحـــــــــانُ والأورادُ
لكنْ ، أيشـــدو في الخميلـــةِ بلبـــلٌ
وأخـــوهُ في شَـــرَك الأسى يُصطـادُ
أيصفّـــقُ العاصي وَيضحـــكُ لِلْهوى
ونخيــــــلُ دَجلـــةَ مأتـــمٌ وحِـــدادُ
بغدادُ ! - عفوَ الحـبِّ - أين أحبّتي ؟
طـــالَ النّـــوى وَتصدّعَـــــتْ أكبـــادُ
أرسـلْتُ ألفَ رســالةٍ أشـــكو الْجَوى
وَتجاهلَتْــني زينــــــبٌ وَسُـــــــــعادُ
حَتّى متى أُخفي الْهَـــوى وَيشــفُّني
وَجْـــدٌ ، وَيغتـــالُ الجفـــونَ سُـــهادُ
لم أُبْـــدِ للأنـــدادِ بعـــضَ صَبابتـــي
لكـــنْ تَبَيَّـــنَ سِـــــــــرَّهـــا الأنْـــدادُ
بغـــدادُ ! أقسِـــــمُ إنّ حُبَّـــكِ قاتلي
مَهمــا سَـــعى الواشـــون والحُسّــادُ
وَعَلى المواجِــعِ أزْهَـــرَتْ أشْـــواقُنا
وَصَحـا عَلَى جَمْـــرِ الأسَـــى الميعادُ
ما كنْتُ أنْسى في الفِطـــامِ رضاعَـنا
وَلَنـــا عَلَى ثَـــدْيِ السّــــــنيــنَ وِدادُ
كمْ ذا تَســـاقيــنا الفُـــراتَ وَدَجْلَـــةً
وَلَكَـــمْ تَصـــافى حَوْلَنـــــــــا الْوُرّادُ
إنَّ الشّـــــــآمَ وَأنْـــتِ عَيْنـــا أمَّـــتي
لولاكُمـــا مـــا سُـــطِّرَتْ أمْجـــــــــادُ
حَـــدّا حُســـامٍ والملاحِــــــم جَمَّـــةٌ
تَحْـــدو بهـــا الأغــــــوارُ وَالأنْجـــادُ
مـــا تُذْكَـــر الْيرمـــوكُ إلاّ شَـــاقهـــا
في القادسِــــــيّةِ سَــــــمْهـــرٌ مَيّـــادُ
كلاّ ، وَلا ذُكِــــــرَتْ فُحـــولُكِ مَـــرّةً
إلاّ انْبـــرى في جِلِّـــقَ الآســـــــــــادُ
بغـــدادُ ! مَعـــذرةَ الْقَوافي وَالْهَــوى
إنْ جَـــفَّ في شَـــفَةِ اليـــراعِ مِـدادُ
سُـــحُبُ الْعبيــــرِ تَبَدَّدَتْ ، وَتَناثرَتْ
خُضْـــرُ الْحُـــروفِ ، وأُجْفِلَــتْ أورادُ
مـــاتَ الرَّبيعُ عَلَى خُـــدودِ عَرائسي
واجْتــاحَ أفْـــراحَ الْعيـــونِ رَمــــــادُ
لَوْ أنَّ قَـــوْمِي أنْطقَتْـــني خَيْلُهُـــــمْ
لَنَطَقْـــتُ ، لكنْ أخرَسَــــــتْني الضّادُ
عَقَلَـــتْ بنو عَبْسٍ رِمـــاح كُماتِهــــــا
ونـــزارُ أغمَـــدَ ســــــيْفَهُ ، وإيــــــادُ
لا تســـألي : شَـيْبانُ أيْنَ شُموخُها ؟
أوْ أينَ ذي قــــــارُ العُـــلا، وَزِيــــــادُ
ما بيَن فِتيـــانِ القييلـــةِ والشُّــيوخِ
- سَـــــباسِـــبٌ وســــــبائبٌ وعِنـــادُ
ذهَبـــتْ بأشْـــياخِ القبيلـــةِ حيلَــتي
وتطـــاوَلَـــتْ ما بينَنــــــــا الآبــــــادُ
سَـــمِنَتْ خُيولُهُـــمُ عَلَى أوتادِهــــــا
وَتَمَلْمَلَـــتْ مِـــنْ صَمْتِهـــا الأوتـــــادُ
( نَقْفُورُ ) رَوَّضَهُـــمْ وَشَـــدَّ زِمامَهــمْ
وإمامُـــهُ التّلمــــــودُ والإفســـــــــادُ
نَشَـــروا لخادِمِـــهِ فُضـــولَ رِدائِهــمْ
فإذا الصّحـــارى للعُلـــوجِ مِهــــــــادُ
يأبى ( أبو جَهْـــلٍ ) عَلَى كُفْرانِــــــهِ
أنْ تَسْــــــتَذِلَّ لِقَيْصَـــرٍ أجْيـــــــــادُ
والشّـــامُ ، إلاّ الشّــــامُ ظَـــلَّ لواؤُها
في الشـــمسِ غُـــرَّتُـــهُ دَمٌ وَجِهـــادُ
🍁🍁🍁🍁
بغـــدادُ ! يا بَـــدْءَ الزّمـــانِ وفجْــرَهُ
منكِ ابتـــدا التّاريـــخُ والإرْشـــــــادُ
أشـــرقْتِ ، فابتسـمَ الوجودُ بِمَشرقٍ
والغـــربُ يُغـــرقُ مُقلتيـــهِ سَـــــوادُ
واليومَ ، قُولي .. ما دَهــاكِ ؟ تكلّمي
أنتِ الهـــوى مُذْ كنـــتِ والإسْـــــعادُ
أيــنَ ابنُ عَبّــــــاسٍ يُـــراودُ كَوْكبـــاً
وَعَلَى خُطـــاهُ تَخْطُـــرُ الأحْفـــــادُ ؟
أينَ الرّشــــــيدُ وَغيمَـــةٌ ونِـــداؤهُ :
" أنّى مَضَيْــتِ إليَّ مِنـــكِ مَعادُ " ؟
أينَ ابتنى المأمـــونُ دارَ علومِـــهِ ؟
أيـــنَ البنـــودُ الغُــــــرُّ والأمجــــــادُ
أينَ الرُّصافَـــةُ والمهـــا والْجِسْـــرُ ؟
- أينَ مُثَقَّـــفٌ قدْ شُـــكَّ فيهِ فُؤادُ ؟
أينَ القريضُ البُحْتريُّ ؟ وأينَ زريابٌ
- وأيـــنَ اللّحْـــنُ والإنشــــــــــــادُ ؟
أينَ الحضـــارةُ ؟ والتّتـــارُ تدافعَـتْ
لا بَـــرْقَ يَرْدَعُهـــــــــا ولا إرْعــــــادُ
أســـطورةُ البتــرولِ هَـــاجَ أنوفَهـــا
ومزاعِـــمُ التّحريـــرِ والأحقـــــــــادُ
نَهبـــوا مرايـــا بابـــلٍ مِـــنْ نَيْنَـــوى
وَســـطَتْ ثمـــودُ عَلى العِشارِ وعـادُ
سَـــرقوا أســـاوِرَ شَـــهرزادَ وقطّعوا
أقراطَهــــــا ، وأذَلَّهـــــــا الأوغــــــادُ
سَـــمَلوا بأظفـــارِ الحديـــدِ عيونَهــا
وطـــوى عُيـــونَ العالميـــن حِـــدادُ
ورَمَـــــوْا دفاترَهـــا وقصَّـــةَ حُبِّهـــا
فمِيـــاهُ دجلـــةَ أدمُــــــعٌ وَمِــــــدادُ
صَرَخَتْ ،فلا أسيافُ مُعتصمٍ صَحَتْ
غَضبـــاً ، ولا مَـــدَّ الصَّهيـــلَ جَـــوادُ
مَعَهـــا القلـــوبُ جَميعُهـــا ، لكنَّمــــا
في وجهِهـــا الأســـــيافُ والأغمـــادُ
لا تعجبـــوا إنْ لَمْ يصــدّعني الأسَى
قلبـــي على جَمْـــرِ الأســى مُعتـــادُ
🍁🍁🍁
بغـدادُ ! قلبُـكِ قاسيـونُ عَلَى الْمَدى
وَلَأَنتِ قلـــبُ الشَّــــــامِ يا بغـــدادُ !
🍁🥀🍁🥀🍁🥀🍁
بقلم ✍️ /
🌹🌺رضوان الحزواني🌺🌹
٢٠٠٣