يا عصفورة الخيام
يا بسمة حب عصفت بها الأيام
يا غصنا يعيش وسط الألغام
أسارير وجع يحملها محياك
خريطة ألم مرسومة على وجهك
في غزة كما في. الشام
في العراق كما في اليمن
تروي حكاية وطن موجوع
موت الطفولة يختصر الموضوع
هذا قدرك يا صغيرتي
تعيشين بين الممكن و الممنوع
بين صوت الحزن و حزن الصمت
تحملين تذكرة العبور للموت
أرضك لا تعرف الشمس و القمر
سماؤك أعارت زرقتها للظلام
تساوت أيامك بين نكسة و كدر
هكذا شاء لك النصيب منذ الصغر
خياما كانت يوما منازل
حقولا كانت يوما سنابل
نبتت فيها السجون و المعاقل
طفولة بلا تاريخ و لا ميلاد
سوى عطش السنين و بطش القنابل
يقودك نحو المجهول دون هوية
وسط ضجيج اليأس يتربى الضجر
في عينيك حديث و ألم و شكوى
في عيونك الذابلة حنين للسلام
لدفئ الحي و هديل الحمام
لنسيم فجر تتحقق فيه الأحلام
لوطن خال من الخنادق و الألغام
كيف لقلبك الصغير أن يحمل أكثر
محنتك تخطت سنين العمر
احترقت في طفولتك المراحل
يا صغيرتي
تحملت كل المتناقضات؟؟؟
عايشت الليالي الحالكات
نوم و صحو على هدير الدبابات
لا تيأسي لا تقتلي بسمة الأمل
ستنتهي يوما لعبة المتاهات
فإذا كان ضميرنا قد مات
دون اسم دون عنوان دون لحد
انتظري صغير إخوانك في المهد
سيكبر يوما
سيحكي للتاريخ و يشهد
أننا جميعا نسينا من نحن
تنكرنا لأيام العز و المجد
تنكرنا لماضينا و حضارتنا
فرطنا في إرث الأب و الجد
تعرينا من أصالتنا و شموخنا
و رضينا بالذل فتوالت النكبات
فيما تنفعنا الآهات و الحسرات
و ماذا جنينا من المؤتمرات
سوى الهدم و الهدم و الشتات
نعيش في اوطاننا غربة المنفى
استريحي يا ابنتي و لا تسألي
هل اسم العروبة باق أم اختفى
لا تسأليني من أنا
فالجرح و النزيف أنا
أنا الماضي أبكي فيك حاضري
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .