دعيني...أمت
دعيني أمت ....
كما شئت...
لا تسأليني... لماذا...
وكيف أموت...؟؟؟
دعيني...اؤثث مقبرتي...
كي أؤثث مني... فراغ الرصيف
فأسئلتي...لو أنا مت تحيا...
وكيف...تموت...؟
دعيني...فذاكرتي...
سكنتها عناكب عشق قديم...
أموت...أنا...
إنما العشق يبقى...وكيف...يموت...؟
دعيني...
لعلي إذا مت...
ينبثق الورد من جثتي...
لو أنا مت... يكسو المدينة عطر الورود
فتستنشقين...مع الٱخرين...
أريج الوجود...
دعيني...دعيني لدود المقابر
كي أتفاعل في جثتي...مثلما...
تتفعل بي ... لغتي
فوق هذا الرصيف...
لعل الضباب... إذا ملأ الكون...
رائحتي....
أم هو العطر...من جيفتي
عندما...تتركيني أموت...
دعيني أمت...
ولا تحرميني...
من العشقة المستحبة
تغتالني في مساء الذهووول
دعيني... أمت
بكل الفصول...
فمكنسة العمر...ليست لتكنسني
لو أنا عشت في ميتتي
مثلما شئت...حين أموت
دعيني...أمت
فورد الرماد...بهذي البلاد
قليل...قليل
ورائحة الياسمين...
تحث جوادي....إلى المستحيل
ولكنني سأموت...كما شئت
حتى...أموت....!
دعيني...أمت
وأهلا به الموت...
يكتبني في سجل الخلود
وينقشني... بذاكرة الدهر...اسما
بمملكة الشعر...نجما
إذا مت... ليس يموت...!
دعيني أمت... كما شئت
فالموت حق على الشعراء
كما كان حقا على الأنبياء
وحق الفتائل حين تضيء
أن تحرق الشمع حين يذوب...
فأهلا به الموت...
أهلا بها لغتي...
في رفوف التشتت بين البيوت...؟
دعيني...أمت
ولا تقطري الماء في شفتي
فلي...لغتي
فاتركيني أموت... كما شئت
في الوطن الٱخر...لو مت...
لي...لغتي...
فابعدي الماء....لي عزتي
وأخاف...يبللني الماء...
لما أموت... فأبلى
دعيني أمت
فطعم المرارة...في لغتي
عربي الجذور...
ولا زال " نوح" يجهز مركبتي
بشراع العبور...
إلى...وطن النور... فانتظري
موجة الكلمات...تدك القصور
فقد صدأ الصمت في جنباتي...
دعيني... أمت
فلي كلماتي...وسيدتي
ودماء الرصيف...
دعيني...أمت
فلي جنتي... وملائكتي...وإلاهي
وبوصلتي...لن تضيع اتجاهي
فٱخرتي...
في فراغ الرصيف...
وحمق المقاهي...
وحيدا...على عتبات الذهول
أنا...والذبابة... والكلمات...../.
الشاعر: عبدالرزاق البحري
تونس...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .