والناسُ لو أنهم أحياءُ كان لهم
عزٌّ ومجدٌ وإشراقٌ واسعادُ
لكنهم في سباتِ الموتِ ليس لهم
في واقعِ اليوم إزبادٌ وارعادُ
تأثيرُهم لم يعد يشدو وهمتُهم
إلى التوافهِ و الأهواءِ تنقادُ
كيف الخلاصُ وأعرابٌ تعيش قذىً
من التماهي ولا صقرٌ و آسادُ
تأبى المرؤةُ أن تحني بهامتِها
يشدُّها للعلى صدقٌ وإعدادُ
سئمت من هذه الغوغاءِ تخبرني
أن التعثرَ يمحو كلَّ ما شادوا
أن التأخر عن رفد النَّدى وجعٌ
وفي التورعِ تمكينٌ واسنادُ
هاكم فسل كيف تحيا كل مرضعةٍ
بلاحليبٍ وما في الكونِ ميلادُ
ثاروا -وما ثار إلا من يغارُ على
مكارمِ الناسِ - أبناءٌ وأجدادُ
كم خلدَ الذكرُ ماضي الأوفياءِ ولا
غَوتْ ثمودُ ولا ما أذنبت عادُ
فكلما غرَّبت أوطانُنا سفكت
وكلما شرَّقت صدتْكِ أضدادُ
أعرابُنا حنثوا فيما يمكنهم
وكلما نفضوا عن سوءةٍ عادوا
لم يبقَ شيءٌ من الأطلالِ منتصبا
إلا وخرَّ سحيقا كيف لو كادوا
لولا التطاولُ في البنيان ما عرفوا
بأنهم عربٌ إلا بما شادوا
يعطون أعداءنا ما يشتهون بنا
أوطاننا غابة والناسُ أحقادُ
ثوب الطهارة مهجور ومتسخٌ
ما عاد يلبس هل تحييه أعياد
وهل سنغسله كي نرتدي منناً
أم أن جُلَّ كرامِ الناسِ قد بادوا
يا رب عزاً بلا ذلٍّ لأمتنا
وأن نعودَ إلى أحضانِ من سادوا
هائل الصرمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .