أبصرت أحمد واقفا معزولا
مستفهما متحيرا مذهولا
في جانب النهر طال وقوفه
متأملا أمر الأنام طويلا
فسألته ماذا أهمك سيدي
حتى بقيت محسرا ونحيلا
مالي أراك مغيبا يا سيدي
ولقد شغلت من الأنام عقولا
فأجابني من أنت قل لي يا فتى
حتى بقيت بحسرتي مشغولا
فأجبته إني امرؤ من معشر
كانت لهم قمم العلاء خيولا
قد همني أني أراك معذبا
أصبحت بعد رئاسة مخذولا
قد أوقفوك وقيل ينشد واقفا
كيما ينال من العطاء قليلا
فأجابني إني رأيت عجائبا
تركت سوادا بالفؤاد مهولا
لي ألف عام في مكاني واقف
من يوم أن أودعته مقتولا
شاهدت في بغداد حرب مذاهب
تركت بنا عبر الزمان فلولا
ورأيت هولاكو بدار خلافة
نضدت بها هام الأنام تلولا
والكتب في أمواه دجلة أغرقت
قصدوا لنا إذ أغرقت تضليلا
من بعدها المسلمون توحدوا
جعلوا المغول يجررون ذيولا
لكنهم من بعد ذاك تفرقوا
حصدوا بذلك ذلة وخمولا
لكنني في كل ذلك لم أرى
زمنا كهذا في البلاء طويلا
للعرب حكام وليسوا أهلها
ظلوا عبيدا للعدو ذيولا
وشعوبهم لا يرفضون أذية
جعلوا ركابا للعبيد ذلولا
لم يبق من أخلاقهم شيء سوى
ما أمسكوه تشبها تمثيلا
أما الضمائر تاجروا بكثيرها
قد أصبح الإخلاص فيه قليلا
والدين بالدينار بدل كله
قد بدلوا بدليلهم مخذولا
وعداهم قد أفلحوا بشتاتهم
قد فرقوهم مذهبا وأصولا
قد ضاعت الأخلاق فيهم جلها
وجدوا سلوك الغرب عنه بديلا
أرحامهم قد قطعت أوتارها
لم يبق منها واحدا موصولا
وتقول لي ماذا أهمك هكذا
مالي أراك مغيبا مذهولا
من يبصر الكرب العظيم يحيطه
يمضي الحياة محيرا معزولا
فعسى الإله لطفا يبدل حالنا
ويتيح يوما في رضاه سبيلا
مصطفى إسماعيل
2020/11/5
مستفهما متحيرا مذهولا
في جانب النهر طال وقوفه
متأملا أمر الأنام طويلا
فسألته ماذا أهمك سيدي
حتى بقيت محسرا ونحيلا
مالي أراك مغيبا يا سيدي
ولقد شغلت من الأنام عقولا
فأجابني من أنت قل لي يا فتى
حتى بقيت بحسرتي مشغولا
فأجبته إني امرؤ من معشر
كانت لهم قمم العلاء خيولا
قد همني أني أراك معذبا
أصبحت بعد رئاسة مخذولا
قد أوقفوك وقيل ينشد واقفا
كيما ينال من العطاء قليلا
فأجابني إني رأيت عجائبا
تركت سوادا بالفؤاد مهولا
لي ألف عام في مكاني واقف
من يوم أن أودعته مقتولا
شاهدت في بغداد حرب مذاهب
تركت بنا عبر الزمان فلولا
ورأيت هولاكو بدار خلافة
نضدت بها هام الأنام تلولا
والكتب في أمواه دجلة أغرقت
قصدوا لنا إذ أغرقت تضليلا
من بعدها المسلمون توحدوا
جعلوا المغول يجررون ذيولا
لكنهم من بعد ذاك تفرقوا
حصدوا بذلك ذلة وخمولا
لكنني في كل ذلك لم أرى
زمنا كهذا في البلاء طويلا
للعرب حكام وليسوا أهلها
ظلوا عبيدا للعدو ذيولا
وشعوبهم لا يرفضون أذية
جعلوا ركابا للعبيد ذلولا
لم يبق من أخلاقهم شيء سوى
ما أمسكوه تشبها تمثيلا
أما الضمائر تاجروا بكثيرها
قد أصبح الإخلاص فيه قليلا
والدين بالدينار بدل كله
قد بدلوا بدليلهم مخذولا
وعداهم قد أفلحوا بشتاتهم
قد فرقوهم مذهبا وأصولا
قد ضاعت الأخلاق فيهم جلها
وجدوا سلوك الغرب عنه بديلا
أرحامهم قد قطعت أوتارها
لم يبق منها واحدا موصولا
وتقول لي ماذا أهمك هكذا
مالي أراك مغيبا مذهولا
من يبصر الكرب العظيم يحيطه
يمضي الحياة محيرا معزولا
فعسى الإله لطفا يبدل حالنا
ويتيح يوما في رضاه سبيلا
مصطفى إسماعيل
2020/11/5


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .