بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 أكتوبر 2020

من بعيد..... قدري المصلح .

 من بعيد

 لا رسالة تأتيك 

 ولن يعرفك يوم جرح

 أو عيد

 وساعي بريد

 وعاريا يا حبيبتي الأسيرة

و كل يوم اذهب إلى البريد

 أنتظر رسالة

 والله يا حبيبتي

 لا يريد

 وقديس صغير يصرخ عليّ

و من بعيد

 لست أسطورة 

 أو سماء

 لتأتيك من ابنة الصمود

أي رسالة

و بالبريد

 لأنك كغيرك

 غرباء 

 أكثر من الغرباء

 عملاء 

 أكثر من العملاء

 تفخرون بالعار

 عبرتم الجسور

 بالشهادة الجامعية وكيس الطحين

 من دار الأنروا

 ولا معنى لكلمة ولاء

 وأن تعلن

 الولاء

 للنزف

 فلست أسطورة

 أو سماء

 لتأتيك من ابنة الصمود

 رسالة بالبريد

 والله 

 لا يريد .......

 أختك امرأة

 صمودها صمود أنبياء

 صمود يوسف

 في سوق الرق 

والعبيد

 وصمود يسوع

 ويوما إلينا

واعلم  يعود

 وإلا فاعرف 

 لا جدوى أن تتظاهر بأنك كسرت السلاسل

 فمن يعرف الصمود

 لا ينتظر طول العمر

 رسائل البريد

 يصبح طائرا

 وينوب عن كل رسائل 

 وبريد

 وتكبر

 على المحتل

 مثلما كبر الشهداء

 بين السلاسل

 وكانوا منذ ولادتهم شهداء

 وها هم الآن شهداء

 مسحوا بين القبور بالشمس

 وعادوا إلينا

 من بين الموتى

 يكسرون قيود الحديد

 فهذه 

 رسائل البريد ......

 لم نراهن يا أختاه بشيء

 فمن قال بأننا خسرنا الكثير

 نسي معنى أن يقال منفى

 ومهجرين

 وإلا يا أختاه 

 كل يوم اذهب إلى البريد

 أنتظر رسالة

 من حبيبتي الأسيرة

 والله يا أختاه 

 لا يريد .......

 لم نراهن يا أختاه بشيء

 فنحن لسنا أسطورة أو سماء

 نسيناك

 ونسينا الشتاء

 طويل يا أختاه في المنفى

 وفي صيفنا 

 لا ماء

 لأننا يا أختاه 

 غرباء 

 أكثر من الغرباء

 عملاء

 أكثر

 من العملاء

 بقولنا عبرنا الجسور

 حجتنا 

 الشهادة الجامعية

 وكيس الطحين

 من دار الأنروا

 ولا معنى يا أختاه 

 للمعنى 

 أن نقول ولاء ......

 لا ترسل الرسائل بالبريد

 والريحان

 ولا شالات الورود

 فأنت والوعود

 لا شيء

 لأن الله لا يريد

 أن تحسب بطلا

 وطعم الخبز في المنفى أعجبك

 منذ سنين

 فالدم النازف هناك 

 لم يكن إلى يومنا بحاجة رسائلك

 والبريد .......

 أمك لا تعرفك

 كلما زاد نزفها

 كلما زاد عمرها

 فهي امرأة لم تكمل عمرها

 لتستر عارك

 فلا يقال عنك جيفة في المنفى

 وتحسب 

عليها صاحب بطولات

 تنقل برسالة في البريد

 لأن الله لا يريد

 من العار

 أن يصبح رسائل

 ساعي البريد .....

 لم نراهن يا أختاه بشيء

 فمن قال بأننا خسرنا الكثير

 نسي بأننا جئنا خاسرين

 وإلا ما معنى أن يقال فلسطين

 نحمل جبروت الدنيا

 وعلى كلمة

 يقال لنا

 اركبوا عربات الراحلين ....

 واه حسرتاه يا أختاه

 أعجبنا طعم الخبز

 ولنا حجة عبرنا الجسور

 وكسرنا حاجز الحديد

 بالدرجة الجامعية

 وبكيس الطحين

 من دار الأنروا

 والآن يا أختاه 

 عرفنا بأننا لا شيء

 واسمنا في المنفى المهجرين

 حقائبنا فارغة

 وأنت تخجلين

 من ضحكات الكون

 ومن أجلنا تقفين

 على أقدامك صامدة 

 ولكنك تنزفين 

 فكيف ظننت أن رسائلي 

 تصل بالبريد 

 والله يا أختاه

 لا يريد ....

 من نحن يا أختاه

 فصمودك 

 أكبر منا

 ومن المنفى 

 كنا وما زلنا فيه منذ سنين

 ولا يمر من شارعه قطار

 يأخذنا

 ولا يمر من شارعه

 ساعي البريد

 لأن الله يا أختاه

 لا يريد 

 

 الديوان : لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان .

 قصيدة : رسائل لا ينقلها البريد .

 للشاعر :

 قدري المصلح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

برقي ورعدي بقلم الراقي عامر زردة

 برقي ورعدي : أيُّ سِحْرٍ كَسِحْرِ ليلى وحُسْنٍ  شابَهَ الحُسْنَ في عُيُون ٍ وقَدِّ  أيُّ قلب ٍ شَبيهَ قلبٍ حَنُونٍ  يَعْشَقُ اله...