قل أعوذ بربّ النظرة
حينَ لمحْتُ عيناهُ يوماً كانت أولُّ مرةً… أولُّ نظرةٌ… فحكتْ ليْ عيناهُ شعراً فصيح النبرة… على طولِ الطريقِ كان يصحبني منهما ذياك البريق… يا بحرُ عيناه رحمةً ولطفاً بقلبي المتيمِ بقلبي الغريقِ،… فيا ليتَ الطريق يدركُ أنّي لستَ عابراً وكيفَ أكون ماراً وأنا لم أعبر بعد حدود عينيه… قيد نظرة… أحبُّهُ كلمةً لم أخترعها أنا أحبـُه بالفطرة… وشربتُ الشوقَ من بحر عينيهِ قطرةً قطرةً… ومن أول مرةٍ لمحتهُ… خرَّ قلبي،مغشياً عليه وقلتُ:
له يا
قلبي،حذاري وقل:
(أعوذ برب النظرة)
… كم قبلي عُشاقاً فرادى،وجمعاً مروا من هنا بآمان فسلبوا لب قلوبهم … وماتو بذات النظرة… باتوا صرعى من فتنةِ ذاك البريقُ ثم ماتوا بهما عشقاً… أم هل كانَ قلبي المصلوبَ على تلك الأهدابِ… فقط للمارين من كل الأديانِ عبرة… تلك الوجوه التي صُلبِتْ على يديك وجوه بالحبِّ شهيدةٌ ماتت بتلك النظرة وجوه ستدخل جنة الخلد (ليس عليها غبرة ولا ترهقها قترة)، تلك النظرة… كم مرة رأيتُ بها الموت قاب قوسين أو أدنى … وها أنت بتَّ قتيلاً بهما يا قلبي لا حراك فيك ولا نبض فيك منهما لسعات جمرة… .أولم أقل لك يا قلبي،منذ الوهلة الأولى،حذاري،وقل:
أعوذ برب النظرة…
#بقلم عبدالرحمن حمد و الأستاذة فاطمة الاحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .