بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 24 أكتوبر 2022

رايةُ الموت.... بقلم الشاعر الأديب عبد العزيز بشارات

 ------------- رايةُ الموت -------------------
عشقتُ الزمانَ ولم أجزعِ .........عشقتُ حياتي ولا أدّعي
صعدت الجبال وكُلي شُموخٌ............فلم أتخاذلْ ولم أفزعِ
وناديتُ أهلي بتلكَ السُّفوحِ.......فشَنّفَ صوتي بها مسمعي
وطوراً تزحلقتُ بينَ الصخور.وطوراً زحفتُ على الأربع
تعاندني عاديات الزمان...........فتُسعِفُني في الأسى أدمعي
بلادي تَغُصّ باَوجاعِها ...........وتجرَعُ مِن حوضِهِ المُترَع
وتلبسُ للموتِ أكفانَها...................وتزهو بأطفالِها الرُّضّع
فطعمُ الحياةِ كطعمِ المماتِ..............اذا الذلّ ساد ولم يُخلَع
فهذا شهيدٌ وذاك سجينٌ..................وذاك يقاومُ في الموقِعِ
وما كنتُ يَوماً أسيرَ الخُمولِ ....وليس بلوغُ الهوى مطمعي
ومن رضيَ الهُونَ في عَيْشه..........فلا شكَّ يبقى معَ الرّتّع
فكيف سَنحيا على أرضِنا.............ونشربُ شهداً مِنَ المنبَعِ
ونرفعُ راياتِنا للعُلا ......................إذا رايةَ الموتِ لم نَرفع
هو الحقّ صعبُ المنال غدا..........إذا لم نُناضلْ ولم نُسرِع
ولم ننتَزع حَقَّنا عُنوةً.......................بِحَدّ السُّيوفِ وبالمدفع
ولن نستكينَ لكُم أو نلينَ............ستَعلمُ من نحنُ يا( أدرعي)
وتُعلِمُ من يَستهينُ بنا.........................بأنَا عتاةٌ وسوفَ يَعي
فلسطينُ تفديك أرواحُنا.............وفي النفسِ نفديك والأضلع
============================
عبد العزيز بشارات /أبو بكر / فلسطين
22/10/2022

الأحد، 23 أكتوبر 2022

سرُّ السّعادة عمر بلقاضي / الجزائر

 سرُّ السّعادة
عمر بلقاضي / الجزائر
***
ماذا أقولُ وكلُّ القولِ قُلناهُ
النُّصحُ أرهقنا والزَّجْرُ والآهُ
فالجيلُ ماجتْ به الأهواءُ والْتَطَمتْ
الكلُّ في دَنَفٍ تَعنيهِ ليلاهُ
كم قلَّ في النّاس من يرنو إلى شَرَفٍ
بالدِّينِ والعلمِ في الأيّامِ يلقاهُ
الكلُّ يسعى إلى الأطماعِ مُضطرباً
يَشقَى ويُخزى بما تأتيهِ يُمناهُ
لو رحتَ تسألُ أهلَ الأرضِ مُمتحِناً
ما قصدُ سعيكَ؟ صاحوا المالُ والجاهُ
كم في البسيطة من غِرٍّ بلا وَرَعٍ
يرجو الهناءَ وحبُّ المالِ أشقاهُ
كم في النَّياشينِ من ضَنْكٍ ومن ضَرَرٍ
يا رُبَّ ذي شارةٍ اللهُ أخزاهُ
كم من فقيرٍ قنوعٍ لا ريوعَ له
والله بالعلمِ والإيمان أغناهُ
يحيا سعيدا بما في القلبِ من أملٍ
قلبٌ يفيضُ رضًا الله أرضاهُ
ما فاته في حياةٍ لا قرارَ لها
جادَتْ به في صفاءِ اللّيلِ نجواهُ
إنَّ السّعادة إيمانٌ يُطَمْئِنُنَا
إذا أحاط بنا ما النَّفس تخشاهُ
عودوا إلى اللهِ، ذكرُ الله مُنقذُنا
لا يخسرِ الأُنْسَ إلا من تناساهُ
كم من خصيمٍ عريقٍ في جهالتِهِ
والذِّكرُ بعد جمودِ القلبِ أحياهُ
***
يا مُنكرَ الدِّينِ في تَيْهٍ وفي عَبَثٍ
إنَّ العذابَ أكيدٌ سوف تَصلاهُ
الرُّوحُ تمتدُّ بعد الموتِ شاهدةً
ومُنكرُ البَعثِ فالشَّيطانُ أغواهُ
غداً ترى الحقَّ حقًّا لا غموضَ بهِ
يا من تَعامَى وغيُّ الكفرِ أرداهُ
غدا ترى الفوزَ والخُسرانَ في وضَحٍ
الخاسرُ الحقُّ من أغوتهُ دنياهُ
فانبتَّ في الكفرِ والإسفافِ مُعترِضاً
على سبيلِ رشادٍ صاغَهُ اللُه

(وجه آخر للحلم العربي) بقلم الأدبية الشاعرةساره فخري خيربك ديوان نغمات )

 (وجه آخر للحلم العربي)
 
ويسافر الحلم الجميل على الصور
يزجي الهتون الدافقات مع المطر

فأخيط أحلامي بتبر تخيُّلِ
هلّا توحدنا بآتٍ مُنْتَظَر 

فبلادنا من شرقها ولغربها
فيها العجائب والغرائب والدرر

في مورِتانٍ شعّ شعر فطاحلِ
بجوارها أحلى نجوم للقمر

والمغرب العربي تاريخ زها
بجبال أطلسه مراح للنظر

اما الجزائر في الجلال مهابةٌ
مليون أضخوا في الشهادة كالعبر

ولتونسَ الخضراءِ الف تحية
في عقبةَ التاريخ غنى وافتخر

وبموطن المختار كانت وقفة
أمجادها بالعز سطرها عمر

فتقول مصر بأنني أم الدنا
يكفي بأهرامي تعجب من نظر

وتجيبها السودان من عليائها
أرضي تطوف على الخلائق بالثمر

انا من تحدى الجوع دوّى صوتها
صومال شعبي في الملاحم ماانكسر

يمن الأصالة  والهوى بلقيسها
جذر العروبة من ثراها قد ظهر

وبلاد نجد يا طهارة أرضها 
يافخرها بنبيها هادي البشر 

وعُمان عزّ في حصون جِبَرتِها
بهلاءُ قلعتُها دواءٌ للضجر

في مسقِطَ البيت الزبير شهادةٌ
المجد حيّ في البلاد وما اندثر

بحريننا جبل الدخان كرايةٍ
عنوانها بين الأنام قد انتشر

تلك الإمارات ازدهت ابراجها
وحدائقٌ تومي بحلم  للقمر

وكويتنا يا برجها ياراية 
تثب القلوب لحسنها عند السمر

أرض السواد عراقة في إرثها
ما مر فيها عالمٌ إلا انبهر 

زمن الخلافة كان شمساُ للورى
إن جاء رأيا كان سيفا كالقدر 

أردنُّنا  بتراؤُها  إن زرتَها
لجمالها .. طار العناء على السفر

أما فلسطين الحبيبة قدسها 
سنعيدها عربيه رغم الكدر 

لبنان يا لبنان يا فردوسنا
وطن تفتح بالأوابد فازدهر 

آه ونور الله في سوريتي
والحرف علمٌ في ثراها قد ظهر

 أرض الكرامات العظيمة   شامنا
يا فخر شعب سوف ننهض بالظفر

وعروبة آه شتات أرضنا
ورحى النوائب أسلمتنا للخطر 
 
فتمزقت أشلاؤنا بمصائب
والكل في نكباتها قاسى ...عثر

لكنّ فجرا  لا محالة قادم  
ليقول كابوسا تولّى واندثر 

      ( ساره فخري خيربك ديوان نغمات )

سقط القناع بقلم الشاعرة نور الشام

 سقط القناع
*********

 تعلق قلبي في هواك واكتفى
وصان ودك والعهد بالوفا
مازاغ الفؤاد يوما 
عن حبك وماجفا
ياويح قلبي الذي
بشهد غرامك كان متنعما 
شهد الكلام حلو مذاقه 
وفي الخفاءيقطر
 سما زعافا
 ماكنت عندي بالرخيص 
لا والذي خلق الجمال
كنت قمرا  في سمائيا 
هانت عليك مودتي 
بأبخس الأثمان بعتني 
وبسوق النخاس عني مناديا
تبا لقلب خانه الود والعشم
وأصبح الخل لدا معاديا
ياقلبي المجروح قل لخلك
ماعاد لك في القلب منزلا 
سقط القناع وحلو الكلام 
منك ماعاد مجديا
لملم بقاياك وارحل بعيدا 
ماعدت أنت كما كنت 
وما عاد لك في القلب 
حبا باقيا 
انتهت فصول المسرحية 
إلى هنا 
واستمتع الجمهور 
بما قدمته
 قد كنت ممثلا 
بارعا راقيا

بقلمي نور الشام

قراءة في قصيدة : توأم الروح لـ: مرافئ الحنين بقلم: الأستاذ: حاتم بوبكر القصيدة: توأم الرّوح

 قراءة في قصيدة : توأم الروح لـ: مرافئ الحنين 

بقلم: الأستاذ: حاتم بوبكر 
القصيدة:

توأم الرّوح 

حَدِّثْ مشــاعركَ  التي   لا تحتملْ
قِفْ  عندهــا حتى يلينَ لها الجبلْ

رَوَّضْ لِســاحرةِ  العيـــونِ جفونَهَا
أرسلْ  لها  نبضَ الصبـابةِ  والمقلْ

وَارسمْ  بخدَّيهــا   مراسمَ   بهجةٍ
لِتُضيءَ   أنوارًا   كبدرٍ     إذ   نَزَلْ

وَازرَعْ   بعينيهــا  مواسمَ    زهرةٍ
تغري كأحلامِ الربيـــــعِ إذا اشْتَعَلَ

لا  وَصْلَ   إلّا  ما  تراهُ على المدى
متوقدًا  من   غير فَصْلٍ  أو  أجَلْ 

لا عشقَ   إلّا  صــافحتُهُ   مدامعي
والشوقُ مثل الرمحِ بالعينِ اكْتَحَلْ

هذي  أنا    كفــراشةٍ     يا  توأمي
والحبُّ يسري في دمي مهما ارتَحَلْ

هذي القوافي من عميقِ  مشــاعري
وأصوغُها  أمَلًا  وعشقــًا   مُحْتَمَلْ

الحبُّ   عــافيةُ  النّــفوسِ  ودفئِها
ما أروعَ القلبُ الحنونِ  وما افْتَعَلْ

لا شيءَ يشبهُ في الصّبابةِ سحرَها
تأتي على مهلٍ  وتمضي  في عَجَلْ

آهٍ  من  العينيــنِ حينَ   تقولُ  لي
آتٍ  وألمحُ  في جوانبهــا  الخَجَلْ

أستلهمُ   الرّمشَ    الذي   يغتالُني
وأذوبُ   بالنّبضِ  المُعَتَّقِ    بالغَزَلْ

وتحبُّني  الأشواقُ   مثل    فطيمةٍ 
سكرى  على ثغرِ القصيدةِ والجُمَلْ

في  النّظرةِ الأولى   حنينُ  لشوقهِ
في النّظرةِ الأخرى رحيقٌ من عَسَلْ

وإذا القصيـــدةُ   أغرقتكَ  بُحورُهَا
فاختمْ لنبضكَ بالقصيــدِ  ولا تَسَلْ

هذي  حروفي  بالجمــــالِ نسجتُهَا
ووهبتُهـــا    عقدًا   لقلبٍ    مُعْتَقَلْ

مِنْ  سائلِ النّجوى تَهــادت  فرحتي 
في  عشقها المختومِ حَلّقَْ واحتَفِلْ

غنّى   ربيـــعُ   القلبِ   سِـرَّ  غرامِنَا
حتّى  نَمــا  في  كلِّ   زاويةٍ   مَثَلْ

ما أجملَ الإبحــــار  عندكَ   سيّدي
مَدٌ   وجزرٌ   والقريــــنُ    المُرْتَسَلْ

ما أروعَ الأحلامُ   حينَ   يقـــودُهَا
قلبٌ  لهُ  في  كلِّ  شــــارقةٍ    أَمَلْ

 يا خافقي   يا نبضَ   كلِّ  صَبـــابةٍ
ما دامَ  يحضرُكَ  الحنيــنُ  فلا تَمَلْ

جُدْ   باللقـــا  إنَّ السّعـــادةَ  خطوةٌ
ما بين مَنْ  ملأ الفـــؤادَ ومَنْ خَزَلْ 

والحبُّ  مثل الشعرِ   يعشقُ   بحرَهُ
فإذا تَهادى  البَحرُ   فالشِّعرُ   اكْتَمَلْ

مرافئ الحنيـــن

05/02/2022

في العتبة:
 عنوان القصيدة تضمن اقتران النظير بالنظير فشكل التغاير  والاختلاف بين الانا والأنت تماهي وإمحاء مما أسّس كثرة وحدة او لوحدة كثرة وكأني بالذات قد تجزّأت إلى شطرين أحدهما الأنا و الآخر الغير المكمل للروح إذ به تجد ذاتها وتسترد اغترابها عن ذاتها فتكون هي ما هي رغم تضمنّها للغيرية، غيرية تمّحي في الانية لتكمل نقصها وتمكنها من استعادة ذاتها او من الكمال فهل أوفت القصيدة بما حُمّل في العنوان؟

في القصيدة:

الكتابة على الجمال حمل كبير يقتضي رساما يتقن غزل القصائد اللامية وما أنا إلاّ عاشق للجمال أحاول احتواء بعضا منه. نعم قصيدة قدّت على البحر المتكامل وكانت كاملة المعنى والمغنى والمبنى رغم التردد في رويها، كانت ثابتة القافية وذاك سرّ آخرا من أسرار جمالها. القصيدة فيض ذات، كشف عن الحديقة السرية بلغة راقية، عن مشاعر فاضت على الحروف وتغنت بها الروح وها هي ذا تنادي حبيبها بأن يُحدّث بمشاعره و يكشف عما يدفنه ويخفيه في من مشاعر جياشة، تأمره بأن يفتح لها قلبها ويبوح بمكنوناته علّ الجبل الفاصل بينهما يمّحي ويصير نسيانا بل تلح عليه بأن يسكن عيونها ليكون نور عينيها ووجهتهما فلا تزوغ بعد ولا تعطش . تقر الشاعرة بأنها كالقمر وهذا تشبيه ضمني تترقب الشمس أو تترقبه حبيبها لتألق وتزهر وتصير بدرا. إنها شعلة من النور والجمال وتلك الشعلة تحتاج إلى ريح تزيد لهيبها وتؤجج روحها وتزيدها بهاء.
طغت على القصيدة استعارات كثيرة تتحول في بعضها العين إلى بلد يُسرى إليه ويهاجر إليه وتعلمه أن الوصل الحقيقي هو الدائم الماكث على الدوام منتحلا في سيرورته سيرة الربيع وملامحه. إن اللقاء والوصل حسب الشاعرة يضمن استمرارية الربيع وسعادة لا متناهية ، لا حدّ لها، يضمن وجودا متوقّدا متأججا على الدوال أي على روح التوأمين ليتجلى هذا الحب في صورة الحب الأبدي الذي يتجاوز منطق اليوم المتعلق بالجسد ليكون روحيا وهو ما بدا جليا منذ العنوة إذ لم تقل توأم الجسد بل قالت توأم الربيع. مجنونة هي والجنون هنا إحالة إلى ما يقال عن الحب ، فكيوبيد المحب صديقه أعمى مما يجعل الحب أعمى يذهب بعيدا ويبلغ حدا قصيا ، حدّ الروح والكمال والمثال.

الشوق يغمر النفس والصبابة تؤرقها ، هنا تستحضر دوال الحب ومداليها في تنوعها علها تحيط بخفايا حدائقها السرية وتُيسّر الإفصاح عمّا أُحيط بها وعن صدق ذاتها فالشوق صار يفعل بالذات فعل الرمح بالجسد والربيع صار يدعوها وهي الفراشة العاشقة لروحه. 
يبدو أن العشق اشتد بذاتها وأخذ منها عظيما محلاة بأمل أن يكون ما تدعوه توأما مغرما ومتيما بها. في البيت التاسع تتحول من محبة تسرقها العاطفة ويؤججها الوجدان إلى عاشقة حكيمة لتخبر أن الحب حياة ودفئا للقلوب و أن من تُغرقه الصبابة في بحرها يغرق في لذة حتى أنها صارت لرؤياه تخجل بمعنى تضطرب ويحيق بها الخجل والخجل هو تجربة فلسفية نرمي من خلالها إلى الاعتراف ، اعتراف الأنا بغيرها وغيرها بها من أجل التعالي واثبات الكينونة واسترجاع الذات، حين تراه يغتالها رمشه تشرق في سكرات الحب، هنا تجسيد لما يسكن روحها من لوعة واشتياق ومن انفعالات استبدت بها وسكنت الروح والجسد ولا تجد مخرجا من شوقها ورؤياه إلا القصيد وما هذا القصيد إلا دلالة على ما تملكه شاعرتنا من قدرة على النحت والإبلاغ والكشف وترجمة لما في الذات من مشاعر وانفعالات بدت كالبركان في فيضه على الأرض او على القصيد، قصيد تُقده من قلب محب وترسله عقدا يزين جيد أو صدر المعشوق.
في الأبيات الأخيرة تخبره بأن الربيع علم بحبهما وبات يُخبر به ويترجمه. بدا الحبيب في القصيدة غير مدرك لما يسكن الذات المحبة من مشاعر تجاهه فهو شارقة الأمل والحياة بل والربيع لديها وبدا الشوق متجه من جهة واحدة لذا لعلها ما كتبت له رسالة ، من إمرأة عاشقة إلى غيرها لتؤكد جرأة المرأة وشجاعتها في مجتمع عربي مازال يعتبر تصريح إمرأة بحبها لشخص ما جريمة ، إنها تدعو الحبيب للوصل واللقاء وترى في ذلك مكمنا للسعادة اللامتناهية ذلك لأنها اختارته وهي الناقصة، اختارته كجزء أو الذات المكملة لروحها ليكون استرداد روحها وكمالها رهين وصل الحبيب ولقائه منتهية بحكمة تخبر فيها أن الشعر يعشق بحوره وإذا تبختر البحر في الأبيات اكتمل القصيد وهذا التمثل يتماهى والحب الذي يعشق بحر الانفعالات والشوق  والحنين وإذا أدرك ذاته بلغ الكمال بعد نقصان.
جميلة هذه الفسيفساء اللامية المحلاّة بالحب وبحقيقة روح تجاه روح أخرى ترى فيها كمال ذاتها ومنتهى غايتها .
استمتعت وأنا أقرأ.

الأثرُ الطّيبُ بقلم الشاعر أدهم النمريني

 الأثرُ الطّيبُ

يا أيُّها اللاهي  بدنيـــاكَ اسْتَقِمْ
ما دُمْتَ في هذي الدُّنى تَتَنَفَّسُ

واكتُبْ  جميلًا   فالمِدادُ  مُخَيَّرٌ
كي يزدهي بعدَ المماتِ الفهرسُ

إيّاكَ أن تبدو  ضعيفـًا  لو أتى الـْ
وَسواسُ في أذنِ الصّدورِ يُوَسْوِسُ

وانظُرْ إلى الأجداثِ  خُذْها عِبْرةً
فلعلَّ  توعظ  من رؤاها  الأنفُسُ

فيها ينـــامُ  العـــابرونَ  وخلفهم
صُحُفٌ  تُدَرَّسُ  إذ يعجُّ المجلسُ

الناسُ تذكرهم إذا طابَ الحديثُ
بخيرِهم ،  والذكرُ   فيهم  يُؤنسُ

بعضُ  الصّحائفِ  كالزّهورِ  نظارة
روحٌ وريحــانٌ ،   وطابَ الملمسُ

والبعضُ منها قد خَلَتْ من خيرِها
 لَوْنٌ،   ولكنْ  أهلهُا   قد  أَفْلسوا

طوبى  لِمَنْ زرعَ  الحيــاةَ بخيرهِ
يَفنى  ويبقى  في  الأنامِ  يُدَرّسُ

أدهم النمريـــني.

■ رسالة إلى قرية أسيرة ■ شعر: عدنان سلوم

 ■  رسالة  إلى  قرية  أسيرة ■
                  شعر:  عدنان سلوم
مهما قسا الهجرُ لن أحياه مكتئبا
           والجرحُ  يبسمُ إن كان الهوى سببا
وبتُ أحيا على الذكرى وفي لهفٍ
         للروض..للزهر..للينبوع  ما   وهبا
للسنبلات نسيمُ الفجرِ يوقظها
           همساً تداعى  نديّاً..عاطراً..رطِبا
يمسُّها بعميق الود ملتمساً
               لها  الشموسَ وِشاحاً والندى حُجُبا
وللمروج وما ماجتْ بها هُدُبٌ
                   تشد  شوقاً  إليها  القلبَ والهدبا
تعيد  للعين  ما  أودى  به  عبثاً
                  ظلمُ الخربف  وما من حسنها  سلبا
وللطليق  من  الأطيار كم هتفتْ
                       له  الربوع  بغصنٍ  وارتقى طربا
أو رفَّ تيهاً   دُنى  الآفاق  ملعبُه
                         فبانَ أرشقَ مَن في ملعبٍ لعبا
وللغصون تهادت فوق وارفةٍ
                  كطرحة العرس ماجت نضرةً وصِبا
ولألأتها  عقودُ  الزهر   بارقةً        
                        تنافسُ  البدرَ  بالعلياء والشهبا
وما شتاؤكِ عندي  في  تجهّمه
                      إلاّ كصيفكِ كم من عاشقٍ جذبا
فإنْ  صدقتُ  فأمي  أنتِ  من  صِغري
                   وما  عهدْتُ  رؤوماً أرضعتْ  كذِبا

وهل تعتقد أنني نسيتك بقلم الراقي سامي حسن عامر

 وهل تعتقد أنني نسيتك  تقسم الأماكن وحضور الربيع  ونسمات الصباح  وضحكات الصغار  وعيون تطارد المحال  وصمت غرفتي حين تذكرك  وشحوب المرايا  وده...