بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 22 أكتوبر 2022

إبحار في قصيد د/ نوال علي حمود

 إبحار في قصيد 
د/ نوال علي حمود 

نتناول اليوم قصيدة الشاعر المهندس صبري مسعود 
المغترب في ألمانيا ...

🎉قصيدة ( ضحكة الأطفال ) 
المؤلفة من أحد عشر بيتا من البحر الكامل وقافية اللام المكسورة ...

عنوان القصيدة : ضحكة الأطفال 
ما أجمله من ترميز!! تماهى مع العنوان ليوضح لنا حالة ، تعشق نفوسنا، وتسيطر على حالة شعورية عند الجميع؛ 
فضحكة الأطفال يعني البراءة والصدق، وإعلان السعادة ...
ليبدأ مسطرا" بعدها قصيدته على البحر الكامل
 
ومفتاح البحر :
 كمل الجمال من البحور الكامل; ••• متفاعلن متفاعلن متفاعلن 

والوزن: متفاعلن متفاعلن متفاعلن; ••• متفاعلن متفاعلن متفاعلن

ياله من بديع التوافق بين جمال وبراءة الطفولة، وجمال إيقاع البحر الكامل 

١/ البيت الأول
(نادتْ : هلمَّ   تعالَ   دونَ  تعالي
فالقلبُ ذابَ ،  ودمعُ عينيَ غالي)
يبدأ شاعرنا كلماته بشكل مباشر فيحدثنا عن محبة له [ او حبيبة ] لا فرق 
(نادت )/ فعل ماض والفاعل _ هي _ 
فماذا قالت ؟! هلم / أسرع 
وأردفها بما يناسبه من المفردات( تعال) ( دون تعالي ) والتعالي هو الترفع والتكبر على الأصحاب 
 ونجده قد  استخدم [ تعال _ تعالي ] الجناس وهو تشابه لفظين واختلاف المعنى ..
وهذا في بحث [موسع في لمن
 أراد الاطلاع ]  ببداية كتاب أسرار البلاغة  لعبدالقاهر الجرجاني،  ويجعله أساس المزية في الجناس والسجع..
وهذا دليل تمكن شاعرنا من استخدام البيان والمحسنات 
٢/البيت الثاني : 
(إني جعلتك فارسا بخيالي 
فتركتني بوحدة الأدغال )

(إني جعلتك فارسا" )
جملة اسمية فيها الكثير من التأكيد، والاستمرار..
 حتى لو أردفت بعتب فيه الكثير من الألم ( فتركتني بوحدة الأدغال ) يا لها من صورة خدمت الغرض بكل الشاعرية المغلفة بالحاجة في هذا الزمن 
الصعب ...
لكنها جملة فعلية وتقبل التغيير والتطوير وهو الفارس الحامي 
٣_البيت الثالث 
(قيدتني ، والقيد صار مرارة 
وخذلتني في أصعب الأحوال)
هو وجع القيد؛  لكنه قيد الحب والالتزام وإن كان به مرارة 
فهي بسبب الخيبة ليس إلا ...
(وخذلتني ) والخذلان صعب على من يحب بصدق، وهذه المرارة زادتها الظروف المحيطة وحاجتها [ حاجة الحبيبة ] للحماية ...
٤_البيت الرابع 
( أدعوك: عد ، أرجوك عد  أضنيتني 
عجبا" ! أتسمعني  ولست تبالي ؟!)
هي المحبة الصادقة تناديه بل تناجيه وتدعوه للعودة بصدق 
مشاعرها التي اختارته فارسا"
(أضنيتني ) وهي دلالة شديدة على مدى التعب، والفقدان حد المرض، وقد جاء في معاجم اللغة [ضنِيَ يَضنَى، اضْنَ، ضَنًى وضَنَاءً، فهو ضَنٍ وضَنِيّ وضَنًى • ضنِي فلانٌ: اشتدَّ مرضُه حتَّى نحل الجسم] لكنها وبتعب ونحول شديد 
تقول ( أتسمعني ) استفهام استنكاري؛  تلحقه بوصف حيث تصفه بعدم المبالاة ( فلست تبالي ) تتضمن عتب ورجاء 
٥_البيت الخامس 
(ماعدت أقوى إنني في لهفة 
أدعو ، فترجع خيبة الآمال )
يالها من كلمات أصابت وجع وألم القلب الذي فاض عشقا 
وكبرياء ، عانى من توالي الخيبات والخيبة كما جاء في معجم المعاني هي [ خيبة الأمل: عدم تحقيق ماكان يُرْجى،
راح يجرّ أذيال الخيبة: كناية عن إخفاقه وفشله وعدم فوزه بما كان متوقّعًا]
٦_ البيت السادس 
(وإذا فعلت  فإنني في حيرة 
هل فعلتي صدقت هوى أقوالي؟)
[إذا ]ظرفية لما يستقبل من الزمان، شرطية غير جازمة 
وجملة (فعلت ) مع فاعلها في 
محل جر بالإضافة ...
حتى في خطابها ومحاورتها لذاتها، وحيرتها وعدم قدرتها على اتخاذ قرار   تدعونا للدهشة في قصيد الشاعر 
٧و ٨_ البيت السابع والثامن
(كل المصائب حالفت أشباهها 
فتقطعت وتفرقت أوصالي 
يا ذا الشهامة هل سمعت حبيبة ؟
غنت أسى" في حرقة الموال!!)
(كل المصائب حالفت ...)
تصف ما مر بها وتنعتها بالمصائب من شدة وقعها وآثارها عليها، وأنها مستمرة؛  والدليل استخدامها جملة اسمية تفيد استمرار الحدث، واستقراره في حياتها 
وأن هذه المصائب أنهكتها وجعلتها كمن تقطعت اوصاله 
فبات عاجزا ...
لكنها تعود مستنجدة به وبصفاته صفات الفارس الذي خبرته ، والتي عنوانها الشهامة 
( يا ذا الشهامة ) نعم نسبت الشهامة كلها له ولا عجب فهو 
صاحب الشهامة ...
وبحرقة تسأله : ( هل سمعت حبيبة ؟ [ إذا هي تعرف مكانتها لدى شاعرنا ] 
وأي حبيبة ( غنت أسى" في حرقة الموال !! ) 
وهنا يحضرنا قول الشاعر الكبير :
لا تحسبنّ رقصي بينكم طرباً

فالطير يرقص مذبوحاً من شدة الألمِ !

   أبو الطيب المتنبي
٩_ البيت التاسع 
(تلك الحبيبة، يا لها من شوقها 
أضحت خيالا أو كطيف خيال)
وبعد حديث الوجع والألم شوقا ومناشدته للعودة 
تخبره عن نفسها فتقول ( تلك الحبيبة ) 
أضحت : فعل ماض ناقص مبني ...
واسمه [هي ] ضمير مستتر 
يعود على ( تلك الحبيبة )
أو ( حرف)  عطف يفيد التخيير لكنها هنا استخدمت 
الخيال، أو طيفه بمستوى واحد للتعبير عن شدة الهزال الذي أصابها من غيابه ..
١٠_ البيت العاشر 
( فمتى تعود ؟ وقد حرقت حشاشتي 
وتفاقمت  وتثاقلت أحمالي ) 
الفاء استئنافية وظفها الشاعر بطريقة بديعة لشد المتلقي 
وزيادة تفاعله مع ما أصاب الحبيبة ..
(فمتى تعود  ؟) يا له من سؤال ومطلب بل حاجة ...!!
فغيابه/ ك ( حرقت حشاشتي )
وعودتك تطفيء لهيب يتقد في الحشاشة، وهنا كناية عن القلب 
(وتفاقمت ) ازداد ذاك اللهيب اتقادا" ( وتثاقلت أحمالي )
[وتثاقلَ لغة هو فعل 
/ تثاقلَ إلى / تثاقلَ بـ / تثاقلَ على / تثاقلَ عن / تثاقلَ في يتثاقل ، تثاقلاً...]
وهنا زادت الأحمال لدرجة عدم القدرة على المشي ، والتباطوء في الحركة 
وفي الطب [ يقال ارتفاع الأدرينالين عن حده لأي سبب
كان ...
يوصل لعدم القدرة على الحركة والمشي ]  
١١_ البيت الأخير 
( عد يا حبيبي ، ذبت شوقا" ، إنني 
أرجو اللقاء بضحكة الأطفال ) 
الله ما أبدعها من خاتمة لقصيد هزنا من العمق؛  وتفاعلنا مع أحداثه، وبوحه؛ وحال حبيبة لايخير عنه حال حبيبها ...
ومنتهى العذوبة والشوق تطلب منه العودة [ لربوع الوطن ] ...
(ذبت شوقا ) هو تماهي الأرواح وشدة الحاجة والاحتياج 
وهنا يحضرني قول لشاعر :

إذا ذبت شوقا في الذين تحبهم..
فأغمض عليهم مقلتيك و سافر..
          لقائله 

ويأتينا الشطر الأخير من البيت الأخير 
(أرجو اللقاء بضحكة الأطفال) 
منتهى الدقة ، منتهى العذوبة
واللامتناهي من الأمل ءاك الذي نراه مرسوما على وجوه الأطفال من براءة وامل بغد جميل ، يساعدنا على تخطي كل الصعاب فتطيب النفس
  هي تلك الضحكة التي عندما نراها ننسى كل ما هو سيء في حياتنا وتجعلنا سعداء وفرحين.

أحسنت شاعرنا وانت تنقل إحساسا" يعيشه الكثير من أبناء بلادنا في الغربة 
لكنك ابدعت عندما جردت من نفسك زاوية متقدة صورت من خلالها مشاعر واحساس الحبيبة بل حتى افكارها وكلماتها ومعاناتها الاجتماعية والنفسية والصحية ..
فجاءت الصور من خلال موسقى مفعمة بالحنين واللعة قدمتها لنا من خلال بحر متوافق الأوزان والحالة النفسية ...
جاءت قصيدتك من السهل الجميل الواضح وقد يكون ممتنعا عند البعض لكنه رائع، يتدفق بسرعة؛ وكأننا نعيش الحالة بكل مافيها 
ثم جاء الأمل فأسعد ورسم ابتسامة عريضة .
بقلمي الأديبة والناقدة 
 د. / نوال علي حمود
 ٢٠ / ١٠  / ٢٠٢٢م
________///______//_____
القصيدة 
للشاعرم/صبري مسعود 
- ضحكة الأطفال -
**************

نادتْ : هلمَّ   تعالَ   دونَ  تعالي
فالقلبُ ذابَ ،  ودمعُ عينيَ غالي

إنّي   جعلتُكَ    فارساً    بخيالي
فَتَرَكْتَني   في  وحشةِ   الأدغالِ

قَيَّدْتني  ،  والقيدُ   صارَ   مرارةً
وَخَذَلْتَني  في   أصعبِ  الأحوالِ

أدعوكَ عُدْ ، أرجوكَ عُدْ، أضنَيتَني
عجبا ! أتسمعُني   ولستَ   تُبالي !؟

ما عدتُ  أقوى  إنني  في  لهفةٍ
أدعو  ،  فترْجِعُ   خيبةُ   الآمالِ

وإذا   فعلتُ    فإنّني   في حيرةٍ
هل فِعلتي صَدَقتْ  هوى أقوالي ؟.

كلُّ  المصائبِ   حالَفَتْ  أشباهَها 
فتقطَّعَتْ    وتفرَّقتْ     أوصالي

يا ذا  الشهامةِ هلْ سمِعتَ حبيبةً؟
غنَّتْ   أسىً  في  حُرقةِ   المَوّالِ !!.

تلكَ  الحبيبةُ ، يا لَها  من  شوقِها
أضحَتْ  خيالاً  أو  كطَيْفِ  خيال.

فمتى تعودُ؟وقد حَرَقْتَ حشاشتي
وتفاقمتْ      وتثاقلتْ      أحمالي.

عُدْ  ياحبيبي ،  ذُبتُ شوقاً ،  إنني
أرجو   اللقاءَ   بضحكةِ   الأطفال .

شعر المهندس : صبري مسعود  " ألمانيا " Sabri Massoud

الجمعة، 21 أكتوبر 2022

البعد عنك.... بقلم الشاعر الشاعرحجاج الليثي السنوسي

الشاعرحجاج الليثي السنوسي
البعد عنك
،،،،،،،،،،،،،،،
البعد عنك نهاية محتومة
تبكيك إن جاء الكرى أو أدبرا
والحب بات حكاية مصلوبة
فوق الأسى فإذا لها قد أقبرا
الضحكه الرناء زاد عزوفها
والحزن أذن في القلوب وكبرا
حتى إذا ما غاب بدرك ليلة
مات الكلام بكل ثغر أخيرا
ما زال نجمك في سمائي باديا
ما كان قلبي في الهوى متجبرا
علقت طيفك في القوافي درة
مذ صار حبي في عيونك مبحرا
مرت على سمع الليالي قصتي
هل كان قلبك في فراقي مجبرا
أودعت شوقي في بطون محابري
قد عاد حرفي عن هواك معبرا
سبحان من جمع النفوس وقدرا
كل الذي عند الإله مدبرا
                                              حجاج الليثي

في دَيـاجـي البِحـــارِ دَوَّى صَـــوتٌ.... بقلم الشاعر محمد إبراهيم الفلاح

 في دَيـاجـي البِحـــارِ دَوَّى صَـــوتٌ
فَتَسَمَّـعْـــتُ والصَّــدى يشْتَـــدُّ
طَــافَ في الأذْنِ كالـرِّيـاحِ الكَلْمى
فــإذا بِـالــدُّمُــوعِ فَيــضٌ إِدُّ
كــان صَــوتــًا عَـرَفْـتُـهُ حَـنَّــانـــا
فَشَـرى مِنــهُ خَـوفيَ المُحْتَــدُّ
جَـاءَنــي اليَــومَ غـاضِبــًا مِـنْ فِعْــــلٍ
وَصَـــدى قَـوْلِــهِ: سَماكُــــمْ تَحِـــدُّ!
إِنْ أَرَدْتُـــمْ لِــدِيـنِـــكُـمْ أَوجَ عِزٍّ
فَعَلَيْكُــمْ بِالشَّــــرْعِ... فِيهِ المَجْـــدُ
إِنَّ ذاكَ الَّــذي تُعــادُونَ فَـــرْدٌ
وَمُنـــاهُ الضَّــلالُ... أَنْ تَتَصَــدُّوا
قَــدْ خَبــا في عُيُــونِ رُوَّادِهِ... إِنْ
يَتَــوَلُّـــوا، فَمــا لَهُــمْ لِـيُــرَدُّوا؟
قــالَ شَيْطــانُــهُ المَــرِيــدُ: "هِجــاءٌ..
لِتَسُــبَّ النَّبِـــيَّ، نِعْـــمَ الـرَّدُّ!"
" (لارشُ) بِئـسَ المَصيرُ ها لاقـاهُ
وَصَـــدى وَيْلِـــهِ صَـدًى يَــمْتَـــدُّ"
"إن يَسُــدْ دِينُهُـــمْ فَـمـا مِن عُلُـوٍّ
وَشَــــذا (الله أكْبَــر) المُمْتَـــــدُّ"
"إنَّ أتبـاعَ مِلَّتــي فـي تَـدَنِّ
وَتَهــاوَتْ جِبــاهُ قَـومٍ تَعَــــدُّوا"
"لا سبيــلًا لَــدَيَّ غَيـرَ التَّعَــدِّي
فَبِــذاكَ المُشَكِّكيــنَ أَرُدُّ"
أيُّهـــا المُسلِمُـــونَ فَلْتَستَفيقـــوا
فَلِما قَـدْ يُحــاكُ قِيــلَ "أعِــدُّوا"
لَــنْ يكــونَ المفـــازُ إلَّا اتِّبــاعــًا
لنَبِــيٍّ لَـهُ الرِحـــالُ تُشَـــدُّ
آيَــةُ الضَّعْــفِ فــي الحِجـــاجِ سِبــابٌ
فَيَقُـولُ الضَّعيــفُ هـا أنـا نِـــدُّ
الحَــرِيــقُ الَّـذي جَـــزاءً تَـوَلَّــى
(لارشَ)... مَــنْ هُــمْ لِــدَرْءِ وَعْــدٍ حَـدُّوا
قَـدْ أتـى قَـبْــلُ مَـولِــدِ الأشْـرَفِ الهـا
دي الَّـذي نــالَ مِنْــهُ فَسْــلٌ وَوَغْـــــدُ
مَـوعِــدُ الكُــلِّ سـاعَــةَ البَعْــثِ نــارٌ
لَيــسَ يَنجُـــو سِـــوى أسيــفٍ يُجِـــدُّ
نَبِّــئِ القُمُّــصَ الَّــذي مالَ مَيْـلا
زَكَــرِيَّــا! لَظـــى إِليْــكَ تَجِـــدُّ
أيُّهــا المُسْلِمُــونَ ذَاكُــمْ مُـــرادي
إِنَّ إِسْلامَـنـــا بِهِـــمْ لا يُهَـــدُّ
بَــلْ بَــأَيْــدِينا غُصنُنا يَتَشظَّـى
إِنْ تُفِيـقُـــوا فَــذاكَ ما لن يَوَدُّوا

محمد إبراهيم الفلاح

لا تَلُمْ عيني إذا فاضَ الحنين بقلم الشاعرة المبدعة أماني الزبيدي

 لا تَلُمْ  عيني  إذا  فاضَ  الحنينْ
واكتوى الخفاق من ظُلمِ السنينْ 

يارياحَ     الهجرِ   رفقاً    بالحشا 
ضَلَّ  قلبي  في  دروبِ  الراحلينْ

يا فؤادي  دُمْ   على عهدِ  الهوى
وارتجِ اللقيا  بهم  في كلِّ  حينْ

لستُ  من  يسلو  إذا  طالَ النوى
كلّ  كلّي   في   أمانيهم    رهينْ 

أَحتسي  هَمّي  بكأسِ    المُلتَقَى
لو  طغى  دمعٌ  وطافَ  المُقلتينْ

ذكرياتٌ   باعَدَتْ   عني    الكرى
واحتوت أطيافهم ليلي الحزينْ

والمُنى  تسري  حياةً  في  دمي 
والهوى في خافقي طفلٌ سجينْ

عندَ  من  أشكو  وأُبدي  لوعتي
قلبُ مَنْ مِنْ بعدكم لي قد يَلينْ

أينَ  نارُ  الشوقِ  هل  أخمدتها ؟؟
أينَ  وجدٌ سادَ  اعماق  الوتينْ ؟؟ 

كنتَ  لي  نجماً  مضيئاً  عتمتي
كنتَ  نوراً  لستَ من ماءٍ وطينْ

عش  غريباً  ياهوى في مُهجَتي
واكتم  الإههات بالصبر استعينْ

كالصحاري  صارَ  كوني  مُذْ خَلا
منكَ يا غيثاً  وقد  جَفَّ  المعينْ

ياصفيَّ  الروحِ  ياصرحَ  المنى
ياشمالاً  عانقت  مني  اليمينْ

ياسراباً  فيه  قد ضاعَ  الصدى
حسرةً   تُخفي  أَنينَ  الحالمينْ

ترقصُ   الأحلامُ   كانت  حولنا 
والأنا   بينَ   الأماني    تستكينْ

لم  يزل  قلبي على قيد   الوفا
رغم  أني في صفوف القانطينْ

أينَ    ذياكَ   الهوى    يامُنيتي ؟
أينَ   أحلامٌ   لنا   كانت   يقينْ ؟

ليتَ   شعري   يارفاقي  لم  أَرى
عاد قلبي في الهوى صفر اليدينْ

ياترى   يامن   به   تحلو   الحياااا
هل يموتُ البحرُ  لو  ضَلَّ السفينْ؟

ليتَ   أني   لم   أكن   شيئاً    ولا
كنتُ   يوماً   في  عداد   العالمينْ

يا زماناً     قد     مَضَى      لكنهُ
بصمةٌ   آثارها    فوقَ      الجبينْ

لَمْ    ولن   أنسى   هواكُمْ   طالما 
في  الدُّنَى حَيٌّ  ولي  شرعٌ  ودين

   أماني الزبيدي ☆

حُطـام بقلم الشاعرة هدى عبد الوهاب

 **** حُطـام ****

حطّمتَ جلّ مساعي السّلامْ
حطّمت كلّ مـعاني الغــرامْ
حطّمت قلبي حطّمت روحي
وحطمت حتى بقايا الحطامْ

ومـاذا بعد انتهـائي تــروم 
وهل ظلّ فينا شيء يُـرامْ
كسـير ضريـر ذليـل عليـل
قليل الحظوظ كثير السّقامْ

إذا ما جئتَ لاحت جراحي 
وزاد نُـواحي و بُــحّ الكـلامْ
وقام العذاب يخطُّ الخطاب
يحيي الهيام ويمحو المـلامْ

نثرت من مقلتيك اشتياقا
ينـير الوجود يُبـيد الظلامْ
فرُحت أعانق فيك الأماني
أُرسي السلام وأنهي الخصامْ

وقمتُ ألملمُ عنك حطامي
وكلّي محبة وكلّي اهتـمامْ
وقمتَ مُصرَّا تدوس رّكامي
تحطّمُ عمدا  بـقايا الحُطامْ

بقلم/هدى عبد الوهاب/الجزائر

من مثلك يا عدي ؟!... بقلم الشاعر أبو آمن

 من مثلك يا عدي ؟!... 

..  في حضرة الشعر
تغيب الكلمات طوعى ساعة
وتنحسر الحروف أخريات مكرهة
وفي واحة الأعراس
تتلاشى الزغاريد عنوة
بقصد وغير قصد يا عدي
وتغادر الأهازيج منك خجلى
لم يعد في المكان إلاك وحدك
أين الذي غنى
وأين الذي حدا( الحداء ) 
وأين الذي أنشد
وأين من عزفوا على نايهم ويراعهم 
وعلى طبولهم دقوا
ودفوفهم قرعوا
سكتت العصافير عن شدوها وغنائها
لكي لتسمع صوتك وحدك
وصوت رصاصك يا أيها الأسد الهصور
كذا الحيات اشرأبت تراك
كذا الوحوش في الأجمات
فرادى وقطعانا 
وخرير الماء غاب
كذا الجن والإنس كل صمت
يرتقب الآتي من ذاك الظلام
من قد توشح الموت
وتسربل بالشهادة
ينتظر اللقاء
نسمع قرع نعالك حين دنوت منا
وفحيح فاك
قد ملأ المكان
نسمع يا عدي حفيف ثوبك المطرز بالذكر الحكيم
وترتيلة الصبح تتلوها وتقرؤها
قبل الأذان 
وأذان الله أكبر يصدع  ويصدح في مآذن القدس العتيقة
والقدس والأقصى وحائط البراق .. 
كل يسمعون 
زغرودة رصاصاتك
وأنت تغرسها واطئا
في صدور من سرقوا أرضنا
وأحرقوا بيادرنا
يوم صمتنا.. 
لم تكن رصاصاتك في الهواء فرحا
ولا ابتهاجا ولا خلافا ولا اختلافا
بل في الساح، معركة وجهادا
كنت وحدك فيها فارسا
وكنت فيها بطلا
أصالة عنا ونيابة
بيوم نمنا فيه على فراش وثير
وأكلنا صنوف الفواكه والطعام
آه يا عدي
كم جميل أنت 
واصبعك على الزناد ظل يزمجر
ما أجمل قيامتك يا عدي
وأنت تنهض
وانت تحاول القيام مرات
لتموت واقفا كما الرجال
جميلة ميتتك يا عدي
حين مت مقبلا
لم تدبر للحظة
ولم تجث على ركبتيك
كما جثا الأعراب من بني قومنا والله
لم تقل آه رغم الرصاص
الذي ناشك من كل صوب
وكل اتجاه وناح
لم تلق السلاح من يدك أبدا
بل ظللت تطلق وتطل  وتط ... 
حتى    ... 
لن تحتاج يا عدي مني
صكا ولا شهادة
فقد كنت أبلغ مني
ومن جمعنا أقوى ااا
فهنيئا لك
وهنيئا لأم أرضعتك حليب  الفخار
حليب الجهاد
وليس العناق ولا التقبيل ولا التطبيل
هنيئا لشعب فيه عدي
ولشعب فيه أنت .. 
                               أبو آمن

سيدي القاضي.... للشاعر القدير رشاد القدومي

 سيدي القاضي :
البحر الكامل :
يا سيدي القاضي بحكمِكَ تنطقُ
ما زالَ قلبي في غرامِي يعبقُ ..

احكم بعدلك إن قلبي مثقلٌ ..
قدْ بات َقلبي في هواها يخفقُ ..

ما كنتُ أعلمُ أن حبَّك قاتِلي
يا ويْحَ قلبِِ في هواها يعلقُ..

قد بتُّ أحلمُ بالمنامِ بطيْفِكم
وشعرتُ أنِّي في بحورِك أغرقُ ..

يا قاضي الآهاتِ ما بالُ الهوى
الدمعُ في عيني بدا يترقرقُ ..

وشعرتُ قلبي قد تمزَّقَ  دونها ..
ما ذنب قلبٍ للحبيبة يعشقّ

أنتَ الَّذي صدحَ الفؤادُ بإسْمِها
لا زلتُ أسمع صوتَها أذْ تنطقُ ..
كلمات رشاد القدومي ..

شهد على بويب بقلم الراقي ذ بياض احمد

 شهد على *بويب* تزرع الشروق على يتيم القوافل طوفانا ‚حين تبحر في زرقة النشيد........  ليتني أهوى سيرة نعشها  ومديح الفجر  وغيمة نجمتها........