بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 11 مارس 2025

أسئلة معلقة بقلم الراقي د. عبد الرحيم جاموس

 أسئلةٌ معلَّقةٌ في فضاءِ الغموض ...!

نص بقلم د.عبدالرحيم جاموس  


أسئلةٌ تتوهُ بلا مجيبٍ...

تشرئبُّ كالأشجارِ نحوَ ضوءٍ غائب ..

وتُطرَقُ أبوابُها، لكنَّ الصدى ..

يعودُ منها خاوياً، كريحٍ ..

تنثرُ الرمادَ فوقَ أرصفةِ الانتظار...

***

الراياتُ تنكَّستْ..

لا حزناً على زمنٍ ولَّى ..

بل حسرةً على حاضرٍ ..

تعثَّرَ في دهاليز الغفلة ..

لكنَّ بعضَ الأعلامِ ما زالتْ ..

ترفرفُ فوقَ قلاعِ الماضي ..

تنتظرُ ريحاً لا تأتي...

***

نحنُ نُبحرُ في لغزٍ ..

صنعتهُ أيادٍ لا تعرفُ الحروف ..

وأضاعَ بوصلتَهُ الغافلونَ..

لا مَفرَّ إلا العودةُ ..

إلى نبعِ الضادِ ..

حيثُ الحروفُ تشهدُ ..

أنَّ الإجاباتِ لم تُمحَ ..

لكنها قُيّدتْ بسلاسلِ الصمت...

***

كانتِ الرؤيا واضحة..

والأجوبةُ جليةً كنورِ الصباح ..

لكنَّها غدتْ ..

حُلماً مؤجلاً ..

ممنوعةً من الصرفِ ..

في أسواقِ الكلام ..

تحاصرُها جدرانٌ ..

وتفاهماتُ الساكتين...

***

كبرتْ الأسئلةُ ..

تشعَّبتْ...

صارَ الطريقُ أطولَ ..

من صبرِ العابرين ..

وصارَ المسيرُ ..

مقامرةً بين لغمٍ ..

وعاصفة...

***

الأرضُ ملوَّثةٌ ..

بخطواتِ الغريب ..

النهرُ متربصٌ ..

بالعابرينَ من شَرقِ الحلمِ ..

إلى غربِ الضياع...

فأيُّ دربٍ هذا الذي يُفضي ..

إلى الخلاص ..؟ 

***

القناديلُ ..

وهي آخرُ شهودِ الضياء ..

أطفأتها ريحٌ ..

جاءتْ من كلِّ الجهات...

فتداخلَ الليلُ بالليلِ ..

وعمَّ السوادُ ..

كأنَّهُ فمُ العدم...

***

لكنِّي أسمعُ أصواتًا ..

حشرجاتُ زمنٍ ..

يحاولُ أن يبعثَ نفسهُ ..

من رمادِ الخفوت...

أصواتٌ بُحَّت ..

لكنَّها تحفرُ طريقَها ..

في صمتِ العتمة...

***

من تحتِ الرمادِ ..

سينهضُ طائرُ المعنى ..

يصرخُ في وجهِ المستحيلِ ..

وينثرُ شررًا ..

قد يشعلُ قناديلَنا من جديد ..

قد يمحو أثرَ الليلِ ..

من على جبينِ النهار...

***

أنا أصرخُ في وجهِ الظلام..

ليتني أُضحي قمرًا..

شمعةً تحترقُ ..

لكنَّها تُضيءُ الطريق...

***

ليتني طفلٌ في العاشرة..

كي أطيرَ كما الفينيق ..

أقفزُ فوقَ الحفرِ والمستنقعاتِ ..

أُحلقُ فوقَ الطرقاتِ الوعرة ..

أسبقُ الريحَ إلى فجرٍ ..

ينبتُ من رحمِ المسير...

***

أنا أعرفُ الأجوبةَ ..

الممنوعةَ من الصرف ..

وأحملُ مفتاحَ الأسئلةِ ..

الممتدةِ بينَ الأمسِ والغد ..

فهل أجرؤُ أن أبوحَ ..؟

أم تُغلقُ أبوابُ الصدى ..

قبلَ أن يصلَ النشيد ..؟

***

د. عبدالرحيم جاموس  

الرياض 11/3/2025 

Pcommety@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

أمي بقلم الراقي عبد الرحمن عبدو

 أمي  الليل باردٌ وحضنك أيضاً ياوطني تجمدت الدماء ولم يعد قلبي ينبض.. حملت الأيام ذاتها أنجبت أخرى فقط القُبل على الجبين أرتسم أرضنا عطشى قل...