وَطَنِي يضيعُ ..
وطني يضيعُ .. يبيعهُ الأنذالُ
وفداؤهُ الأرواحُ والأموالُ
أمجادُنَا .. تاريخنا ..آثارنا
صَرْحٌ علا .. قد شادهُ الأبطالُ
وطَني الحبيبُ يشرّدونَ شبابهُ
وتَدوسُهُ للحادثاتِ نعَالُ
عَذْبُ الكرى يَنفيهِ عنّي هاجسٌ
يحتارُ فكري .. إِذْ يُلِحّ سُؤالُ
أجدادُكمْ كانوا أسودًا في الوغى
إنْ زمجروا تَتَزَلْزَلِ الأجْبَالُ
كيفَ ارتضيتم ذلّة وكأنّها
مستنقعٌ تجتاحُهُ الأوْحَالُ
إنّ الحياة بعزّةٍ وكرامةٍ
نبعٌ صفَا منهُ الكؤوسُ زلالُ
هذا الأسى والبؤسُ في أوطاننا
من فتنةٍ .. وتَعوقنَا الأغْلالُ
ليل العروبة هَلْ تُراهُ سينتهي
لا شهب فيه ولا أضاء هلالُ
أبكي على يَمَنٍ يعاني شَعْبُهُ
أبناؤهُ تغتالُهُمْ أهوالُ
والقّدْسُ يَعْلُو في الأثير صراخُها
والعُرْبُ ...نُصْرَتُهم لها أقْوالُ
أبْكي عراقًا يَهْدِمونَ قبابهُ
وصُروح مجدٍ شادهَا الأبطالُ
أيذلّ مَنْ هارونَ مِنْ أجداده
ترْقَى بهِ نحو السّحابِ حِبَالُ
في الشّام كيف يضمّدون جراحَهمْ
بَعْدَ الحروبِ .. يَروعُهُمْ زلْزالُ
أسَفي نسيتمْ مجدكمْ وأصولَكُمْ
لمَ والأصولُ قَداسَةٌ وجَلالُ
خَيْرُ الورى تُنْمَى إليهِ جُذُورُكُمْ
وبنورهِ كَمْ تهتدي الأجيالُ
دَهْرٌ يفُوتُ قضيتُهُ متأمّلاً
عمّ الضّلالُ وسَاءتِ الأحوالُ
كم قدْ تبعنَا من سرابٍ لامعٍ
في البيدِ .. نلهثُ والوصولُ مُحَالُ
أحتار في سرّ الحياةُ وكُنهها
سُهْدٌ براني والهمومُ جبَالُ
مهما تكاثفتِ الدّياجي حولنا
فبعزمنا ستُحَطّمُ الأغلالُ
ولكمْ نخاف منَ الرّدى لكنّهُ
دربُ الضّياء .. وليسَ فيه زوالُ
رفا الأشعل
على الكامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .