( صوت مخنوق )
في رثاء الشاعر
( كريم العراقي)
كذا يترجلُ الفرسانُ دوما
فيغدو الغيثُ في العلياءِ دَمّا
وتَمطُرُهُ السماءُ بكلِّ حزمٍ
صواعقَ ترجُمُ التاريخَ رَجما
لِتَغلِقَ دونَ سِفرِ المجدِ باباً
وتُطلقُ في المدى ألفاً وسهما
تصَيَّدُ فيهِ من شُمِّ المحيا
فتقطرُ جبهةٌ لتفيضَ سَدما
أيا زمنَ التغربِ كم قَضَينا
وللترحال نابٌ زادَ قضما
لنا في كل صاعقةٍ نزالٌ
تدكُّ بهولها جبلاً أشمّا
وكم من نخلةٍ عشقَتْ ثراها
فيلفحُها الهجيرُ يريدُ لطما
عراقي الهوى وتهيمُ شوقاً
وتنفثُ زفرةً تعروكَ سُمّا
فمنذُ صباكَ ترثي فيكَ روحاً
وقلباً يغتذي للنبضِ سَقما
نشيدك بالقوافي ما تجلى
بغير الحزن معصاراً ، فَهمّا
ندبت بكل أغنية دياراً
تضيفُ بها إلى الأرقامِ رَقما
فمن للسالكينَ وفي خطاهمْ
رفاتٌ عانَقَت في الأرضِ رُقْما
------------------
جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .