بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 27 سبتمبر 2023

ولد الهدى...أ/سلطان الوجيه.

 ولد الهدى


وُلِــــدَ الهُـــدى فتنــــوّرَ الأكْــــوَانُ

من نـــــوره المصـــطَفى العَـــدنانُ


مُحــــمّدٌ لــــفّ الوجـودَ ضِيــــاؤُهُ

لعِــــبادهِ أهـــدَى بـــــهِ الرّحـــمانُ


منـهُ الثّـرى بالمسـكِ قـدْ تضوّعـتْ

وتزيّــنَتْ بالــــرّوحِ والـــرّيــــحانُ


قد أشْــرقَــتْ أمُّ القُــــرَى بنـُـــورِه

أمســـى مسـاها صُبــحَها سيّــــانُ


سَــطَعتْ فبـدّدتِ الدُّجى أنــــوارُهُ

وتَكشّـفَتْ بِقصُــــورِها الـــــرّومانُ


خُــمِدتْ لكــسْرى بالمــدائنِ نــارُهُ

وبنُــــــــورِهِ تصـــــدّعَ الإيـــــوانُ


هـــوَ آيـــةٌ خلَــقَ القـــديرُ لعـبادِهِ

خُلُقــــًا وخَلْقــــًا بَـــــرّهُ الــــدّيانُ


مـن خِيـرةٍ مِـن خِـيرةٍ مِـن خِــيرةٍ

اخــــــتارهُ لعبــــــادهِ الـرّحــــمانُ


والعـــــــرشُ لاحَ باســـــــمهِ لآدمَ

لمّـــــــا رآه أجلّــــــه جَــــــــذلانُ


مــنْ صُلــبهِ هـــذا النّــبيّ محـمّـدٌ

ربُّ السّـــما أرسى بــــه الإيـــمانُ


قَــــرَنَ الإلهُ اِسْـــــــمهُ باِســــــمهِ

بِتَشَـــهّدٍ أسْـــــمى بــــــــه الآذانُ


كــم آيــةٍ ســاقَ الكــريمُ لِحبيــبِه 

أكفـــــاهُ آيــًا مُحكــــمُ القــــــرآنُ


وبـــدارِِ سَـــعْدٍ كـــان مـــنهُ آيـــةٌ

أضْـــحتْ بــــهِ عِــجَافُـها أسْــمانُ


نَحـى بــهِ جِـــبريلُ عــنْ أقـــرانِهِ

وأزالَ عــــنهُ حُـــظوةَ الشيـــطانُ


فـأتَـــتْ حَليـــمَةُ جـــــدَّهُ تُعيــذُهُ  

كَلَأً بـــــهِ مِمّـــــا رأى الصّبيـــــانُ


وَمَضَى الفتى مُتَأمّـلاً فُحشَ الأنـا

والمنكــــراتَ يحلُّـــــها البُهتـــــانُ


والجهلُ احتضنَ الوجُــودِ وعمَّمــا

نشـــرَ الفجــورِ وعبــادةَ الأوثــانُ


حتّـى أتـاه الوحيُ مـن ربّ السّـما

بـآيـــــــهِ أشْـــذى بها القــــــــرآنُ


بــــــــهِ الإلــــهُ قــدْ مَـحاوثــــنيةً

رزحَ العبــــادُ بقيــــدِها أزمَـــــانُ


هـــوَ آيـــةٌ صَــنَعَ القــديرُ لعــبادِهِ

خُلُقـــًا وخَلْقـــًا أكمــــلهُ الــــدّيانُ


مُتــواضِــــعٌ مُتَـعـــــفّفٌ مُتـــحلّمٌ

يُـــــقابلُ الــــــزّلّاتِ بالإحــــسـانُ


وهــوَ الأمـينُ  المُرتـضَى بحــكمهِ

وبـــصدْقِـهِ أضْــحى لـــهُ عِــنوانُ


وَلِصَحْــبِـهِ مُعلّمـــــًا  و قائـــــــدًا

ولأهلِـــــهِ فــــي شـــأنِهِم مِـعْوَانُ


فثــــوبُهُ يُفلِــي ويَـــحْلُبُ شـــاتَهُ

مُتَــلـمِّسٌ يتــــــفـقّدُ الجــــــيرانُ


ويحـملُ الكـلَّ الكَسيحَ مُتَـوَاضـعًا

عنـــد اللّـــــقاءِ تــهابُهُ الفــــرسانُ


عَــــقِمَ النّـــساءُ أنْ يلـدنَ كأحــمدَ

وبالــجمالِ لــــــمْ تَــــــرَ عيــــنانُ


ياسيّـــدَ الأكــوانِ ياخـيرَ الـــورى

ياخـــيرَ مـــن دانـا لك الثّقـــــلانُ


مــن بطـنِ مكّــةَ جِئــتنا بـــرسالةٍ

للعـــــالمينَ ســـــعادةً وأمـــــــانُ


بِـــها تُصـــانُ حُقـــوقنا وَكرامـــةً

ليـــسَ لــنا مْـن دُونــها وُجـــدانُ


بالنّــورِ جِـــئتَ  لِلأنــــام هاديــــًا

تُـــــــبدّدُ الظّلمــــاتِ والبهـــــتانُ


لا أبيــــضًا لا أســـــودًا بِفضـــــلهِ

مُتــــميّزٌ  فجميــــعُهم إخــــــوانُ


إلا التُّـــقى.. يانعـــمَ مَـنْ بِتـــقائهِ

نــالَ النّعـــيمَ وعـــمّهُ الرّضـــوانُ


ياخاتـمَ الرّسلِ الكرامِ لكَ اشتكِي

بغـــيًا فــــشا وتَحكّــمَ الشّيــطانُ


فـــي عصــرِنا تقلّــدَت سُفـــهاؤنا

شُــــــؤنَنا وسَـــــاسنا الصّــــبيانُ

 

تأمّــــرُوا ظُلمــــًا بِــــنا وتنمّـــرُوا

لِشعُــــوبِهم بِأوامــــرِ الصّلبـــــانُ


قَمـعــــًا وظُلمــًا للعـــبادِ تفنّـــنُوا

وَللعِــــــدا تراهُمُـــــوا جِـــــرذانُ


جلبُـــوا البــلاءَ لِشعُوبِهـم مـــذلّةً

جُــوعًا وفقـــرًا والشّــقا ألــــوانُ


فلَــمْ تعُــدْ مــن شرعِكُـم أيّامُـــنا 

ياسيّـدي بـلْ ســـادَها العُـــدوانُ

 

ولَقــــدْ أباحُـــو ديننــا وبــــلادِنا

للغـــربِ فيــها مســرحٌ ويــــدانُ


رضعُــو العمـــالةَ والمـهانةَ ذِلّـــةً

ولهــم غــدَوا بولائِــــهم أخــدانُ


سجـدُوا على أقدامِهم ياسيّــدي

ربّـاهُ كــمْ أجثـى لهـــم خــــوّانُ!


ياخيـرَ مـنْ عـــمَّ الــدُّنَا بِضــيائهِ

إنّــي إليــكَ لَمُطـــرِقٌ خجــــلانُ


فعصـــرُنا لمّـــا يعُــــد كعصـــرِكَ

أضحـى بئِيســًا عمّــهُ الخُـــذلانُ


ياسيّـدي أشكُــوا إليـكَ عِصَـــابةً

سفكُوا الدّماءَ وحكّمُـوا الشّيطانُ


وَإلَـى المــدائنِ يمّمُــوا وأتُـوا لـنا

بِمسيـــرةٍ قالُــــوا هــي القــــرآنُ


قالـوا هُمُـو النّجباءُ من آل النَّبِـيْ

كلّا هُمُـو الشّـيطانُ... والفـــرقانُ


ومضُـوا رُغًا يلغُونَ في أصحابِكَ

وبعــرضِكَ الأطهــارِ بالبـهتـــــانُ


مَنْ لِــي بقـومٍ كالأسـودِ قلوبُــهم

لا جُبنُ فيهم يبتغـي استــهدانُ؟


مَنْ لِـي بقـومٍ نمتـطي بِهِـمُ العُـلا

نُعـــيدُ مجــدًا شامــخُ البنـــيانُ؟   


مَنْ لِـي بِمُعتــصمٍ لإمـــرأةٍ غَـــزا

فَتقَـهقرتْ مِن بأســهِ الـــرّومانُ؟


ياسيّــدي إنَّا بِعصـــــرٍ نرتجِــــي

مِن فضلِكَ العـزمَ الــرّكينَ عنــانُ


هَـلّا بعثتَ الــرُّوحَ في سَاسـاتِنـا

حتّـى يكُــنْ ذِكــرًا لهــم ومــكانُ


ياسـيّدَ الثّقـــلين يا عـــلمَ الهُـدى

هـــذا مقــالِي فيـــكَ اسْتـبْـكانِِي


مُتــهيّـبٌ سحّـتْ إليـكَ مَـدَامِعي

والقلـبُ قـدْ أضـرى بـهِ الخـفقانُ


يا سـيّـدَ السّاداتِ جئـتُكَ قاصـدًا

لشـفاعـةٍ يرضــى بـها الرحـــمانُ


ياخـاتَـمَ الرُّسلِ الكرَامِ وسِـيْدِهِم

مَـن ذا يفــيكَ الوْصفَ والتّـبيانُ؟


فالخــتمُ عفـــوًا إنّـــــه لَمُقَصّـــرٌ

حـــرفي بوصـفك شـابهُ نـقصانُ


صلَّـــى علـــيك اللّــهُ مــا غــــرّدَ

طيــرُ الـــرّبا وَتَــمايلَ الأغــصانُ


أ/سلطان  الوجيه. 

٢٧/٩/٢٠٢٣م

بحر /الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

أين طفولتي وابتساماتي بقلم الراقي وديع القس

 أين طفولتي وابتساماتي .!!.؟ شعر / وديع القس / يا ملاكاً في زمانِ النائباتِ قل كلامَ الحقِّ رغمَ الضارياتِ / عالمٌ أمسى دنيئاً وخسيساً وتماش...