حكايةُ جهاد
"معْ أنَّ قلبي مؤمِنٌ بشعورِكِ،
لا تخْرُجي أرجوكِ دونِ فطورِكِ؟"
"مضطرّةٌ أمّي، أنا متأخِّرَةْ،
لا أستطيعُ الانتظارَ فَمعْذِرةْ."
"فلْتأخُذيهِ إذًا بدونِ مُمانعَةْ
وتناوليهِ يا ابْنتي في الجامعةْ."
"لِيَكُنْ أيا أغلى وأعظَمَ والِدَةْ"،
"وبُنيَّتي أحلى وأجمَلَ قائِدةْ"،
"أُمي أنا ما زِلْتُ طالبَةً هنا"،
"وغدًا ستُصْبِحُ ابْنَتي شمسَ الدُنى"،
"أمّي أنا مضْطَرَّةٌ لِوَداعِكِ"،
"حَسَنًا وَلكنْ ارْجِعي بِمعادِكِ".
كانتْ جِهادُ سعيدةً ذاكَ الصباحْ،
وأَظُنّها ستطيرُ معْ ذاتِ الجناحْ.
كانتْ فتاةً حُرّةً ومسالمةْ
تهوى الهُدوءَ كما وتبدو حالمةْ،
أمّا كطالبةٍ فكانتْ ناجحةْ،
وَبِقوْلِها وَبلا نفاقٍ واضِحةْ.
محبوبَةَ كانتْ ودائمةَ العَطاءْ،
لا تقْبَلُ الإذلالَ إنْ طُلِبَ الفِداءْ.
وطنيّةً كانتْ وليسَ فقطْ رِياءْ،
فكثيرُنا لا يُحسنونَ سِوى الهُراءْ،
في كلِّ صالونٍ تَرى العجبَ العُجابْ،
وَإِذا دعا الداعي فحالًا انْسِحابْ.
وطنٌ يباعُ ويُشترى لا بلْ ذِمَمْ،
أَيَبيعُ أوطانًا سوى حُكْمِ الرِمَمْ؟
وصلَتْ جهادُ لمدْخَلِ الكلِّيَّةِ
لِتُقابلَ الزملاءَ في القوْميّةِ،
وقفوا لدعمِ المُضْربينَ عنِ الطعامْ،
أسرى زبانيَةِ الأفاعي والظلامْ.
وقفتْ قريبًا عُصْبةٌ متَطرِّفَةْ،
بلْ عُصبَةٌ بالعُنْصُريَّةِ مُقْرِفةْ.
بدأ الغُلاةُ بِحقْدِهم يتهجَّمونْ،
يتَوعَّدونَ وَبِالحِجارةِ يرجُمونْ.
سقَطتْ جهادُ إذِ الحَجارةُ تهْطُلُ،
وَمِنَ الحِجارةِ ما يصيبُ ويقْتُلُ.
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .